فداء عيتاني
كلّ عام ونحن المواطنين بخير، وبعافية، وبقدرة على تجاوز ما نسمع ونرى من شأن السياسيين في البلاد، الذين يستمرّون في التراشق باتّهامات ليس أقلّها الانقلابية وسوق البلاد إلى المجهول ومحاولة إدامة الفراغ.
على أمل أننا في اليوم الأول من العام الجديد، وطوال العام، لن ننسى القاعدة الذهبية في السياسة اللبنانية، أو في أي مكان آخر على الكوكب: أنّ التعبيرات السياسية هي تمثيل لمصالح فئات معينة، وليست ممارسات أخلاقية رفيعة، ولا اهتماماً بمصالح جميع المواطنين ولا مصالح الوطن العليا، بل مجرّد إدارة لمصالح فئات معينة. وهذه الفئات في الحالة اللبنانية ليست مصالح طوائف بعينها، بل مصالح ممثّلي الطوائف في السلطة ومجموعة من أصحاب الأموال لا يتعدّون، بحسب أحدث الدراسات، ثلاثة في المئة من الشعب اللبناني.
كل عام ونحن المواطنين بخير، وعلّنا في هذا العام نجد من يمثّل مصالحنا نحن المواطنين، أو علّ البعض ممّن كان يمثّل هذه المصالح في أزمنة مضت وانقضت يعود إلى دور تخلّى عنه طوعاً.