عمر نشّابة
تحدث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول من أمس عن سوريا بنبرة لافتة، إذ قال إنه «لا بد من الاعتراف الآن بأنه لم يعد ممكناً الانتظار أكثر»، وإن باريس ستوقف اتصالاتها بدمشق، وتعهد أنه «لن يجري هو ومعاونوه أي اتصالات مع سوريا ما لم تقدّم أدلة على رغبتها في انتخاب رئيس لبناني توافقي». وأضاف: «حان الوقت كي تثبت سوريا بالأفعال ما لا تكفّ عن إعلانه في الخطب». وقرن ذلك رأساً بالحديث عن المحكمة الدولية، مشدداً على أن «المحكمة الدولية ليست مزحة، وفرنسا مستعدة لدفع الأموال اللازمة لإنشائها». إن تهديد ساركوزي الساخر بدعم إنشاء المحكمة يعني أنه مقتنع بأن «سوريا» مذنبة، وأنه قد أصدر حكم الإدانة قبل انطلاق عمل المحكمة. ويُستغرب صدور هذا الكلام عن رئيس دولة تتباهى بحماية سلطة القانون وحقوق الإنسان. لكن ساركوزي الذي تناسى، مقابل 10 مليارات يورو، عشرات الضحايا الفرنسيين الذين سقطوا على أيدي الإرهاب المدعوم من جماهيرية معمّر القذافي، لن يتردّد بضرب المبادئ والأصول القانونية عُرض الحائط في التعاطي مع جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.