البقاع - نقولا أبو رجيلي
تشهد محالّ بيع الأدوات الكهربائية في البقاع حركة إقبال كثيفة على شراء المدافئ التي تعمل على الطاقة الكهربائية من جميع الأحجام، وقد ازداد الطلب على هذه السلع مع بدء فصل الشتاء بنسبة ملحوظه مقارنة بالسنوات المنصرمة.
يفتش المواطن البقاعي عن بديل يساعده على تأمين التدفئة لعائلته بأقل كلفة ممكنة، واللافت هو الإقبال الكثيف على شراء مدافئ تعمل على الطاقة الكهربائية، وخصوصاً بعد ارتفاع سعر صفيحة المازوت الى 26 الف ليرة لبنانية، والنقص في الكميات المهربة من سوريا والتي قارب ثمنها السعر المحلي، والفوضى الحاصلة في الأسواق من عدم إيجاد آلية تنظم وتراقب توزيع المازوت المخصص للاستعمال المنزلي «المدعوم» بمبلغ 3000 ليرة، وازدياد الطلب على شراء الحطب الذي ارتفعت أسعاره وراوح سعر الطن الواحد بين 150 و200 دولار أميركي بحسب نوعيته وتكلفة نقله وتقطيعه، إضافة إلى ارتفاع سعر قارورة الغاز 10 كلغ الى 18 الف ليرة.
أحمد جمعة (35 عاماً) والد لخمسة أطفال، عامل مياوم بمبلغ 20 الف ليرة، قال بعد خروجه من أحد المحالّ حاملاً مدفئة كهربائية، إن «فاتورة الكهرباء أرحم من سعر المازوت والحطب». وعن كيفية تأمين التدفئة عند انقطاع التيار الكهربائي، يجيب: «ما فينا نستغني عن المازوت. اشتريت برميل مهرّب من سوريا بـ220 الف ليرة لبنانية، سنحاول أن يكفينا مدة أطول، والله يساعدنا على هالشتوية».
وأكد عدد من أصحاب محالّ بيع الأدوات المنزلية والكهربائية أن نسبة بيع المدافئ الكهربائية هذا العام ارتفعت 50 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة، وأن ازدياد الطلب على هذه السلع مرده إلى ارتفاع أسعار المازوت والحطب والغاز، وتفتيش المواطن على سبل تمكّنه من تأمين التدفئة بأقل تكلفة ممكنة، مشيرين إلى أن الزبائن «من جميع الطبقات الاجتماعية، وكلّ يشتري بضاعة حسب إمكاناته المادية، ويراوح سعر القطعة بين 15 دولاراً و100 دولار أميركي بحسب نوعيتها وجودة صناعتها وبلد المنشأ».
وفي جولة على عدد من المنازل في القرى البقاعية تبيّن أن غالبية العائلات تقتني أكثر من مدفئة كهربائية، إضافة الى وسائل التدفئة الأخرى. وبعدما كان استعمال المدفئة الكهربائية يقتصر على غرف نوم المنازل وداخل مكاتب المحالّ التجارية فإنّها باتت اليوم من الأدوات الأساسية في كل منزل، إضافةً الى إقدام بعض المواطنين الميسورين على شراء مكيفات هواء ساخن وبارد بعدما تبيّن لهم أن سعر الكيلواط الواحد من الكهرباء أقل كلفة من استعمال وسائل التدفئة التى تعمل على المازوت.
ويعاني أصحاب المولدات الكهربائية حالياً الضغط الهائل على مولّداتهم جراء استخدام المواطنين المدافئ الكهربائية خلال ساعات التقنين، بالرغم من تركيب بعضهم عدادات للمشتركين بسعر 700 ليرة لبنانية لكل كيلواط، مع الإشارة الى أن القيمة المقطوعة من الاشتراك الشهري راوحت بين 50 دولاراً و75 لكل 5 أمبير قابلة للارتفاع مع استمرار الوضع على هذا النحو.
والعملية الحسابية التي استند إليها المواطنون لتوفير تكلفة التدفئة تعتمد على القاعدة التالية: اذا كانت قوة المدفئة الكهربائية 3000 واط فإن استهلاكها للطاقة لمدة ساعة هو 35 ليرة وترتفع النسبة الى 55 و 85 و100 ليرة تصاعداً لغاية 200 ليرة لبنانية اذا تجاوز المصروف الشهري الـ400 كيلواط. وبمعدل وسطي يحتاج المواطن الى حوالى 16 ساعة تدفئة يومياً ما يعني أن الكلفة الاجمالية تصل الى نحو 220 الف ليرة شهرياً. وفي المقابل، فإن وسائل التدفئة على المازوت تحتاج الى 10 ليترات يومياً كحد أدنى لكل وسيلة تدفئة واحدة بسعر 13 الف ليرة لبنانية وبكلفة شهرية تتجاوز الـ400 الف ليرة.