جبيل - جوانّا عازار
لبست جبيل ثوب العيد لتحتفل من 1 الى 23 كانون الأوّل بالأعياد على طريقتها الخاصّة، معتمدة أسلوب «القليل في كلّ مكان»، فالحركة لا ترتكز على بقعة معيّنة من المدينة بل تمتدّ لتشمل مختلف زواياها ضمن نشاطات متكاملة تحت اسم «معرض واحتفالات عيد الميلاد» التي تنظمها مجموعة العمل المحليّة، لجنة مهرجانات بيبلوس الدوليّة، جمعيّة أصدقاء بيبلوس (مركز المهن الحرفيّة) ومشروع التعاون «تيركوم»، وهدفها «استعادة العادات والتقاليد العائليّة للأعياد، تذوّق المنتجات المحليّة، التمتّع بالمنتجات الحرفيّة التقليديّة ورؤية جبيل بأبهى حللها».
في مركز المهن الحرفيّة في شارع الخان في السوق القديم لجبيل معرض «بازار الميلاد» الذي يضمّ مجموعة من الأعمال المصنوعة يدويّاً. تعرض نهاد مندور مجموعة من الحرفيّات الخشبيّة، وتصف مشاركتها في المعرض بـ«المهمّة وخصوصاً أنّ النشاطات كفيلة بإنعاش المنطقة من جميع النواحي». بدورها تعرض مجموعة من الشباب الجامعي شموعاً من صنعها استغرق العمل فيها في مركز المهن الحرفيّة نحو شهرين بعد تذويب الشمع، وتلوينه، صبّه بطريقة تقليديّة، لفكّه بعدها وحفر تصاميم مختلفة عليه.
أمّا ميشا برق المتخصّصة في تصنيع المجوهرات، فتعرض عدداً من الحليّ التي تحمل توقيعها، وقد أصرّت على المشاركة في المعرض «لما له من فائدة على المشاركين والزائرين على حدّ سواء». وقد أعطى المعرض فرصة المشاركة للمرّة الأولى، فسارين أبي يونس تعرض للمرّة الأولى أعمالاً يدويّة من صنعها، وهي تتوقّع إقبالًا كثيفاً من الزوّار الذين «يبحثون عن وسيلة للخروج من التشنّج السياسي للإحساس بجوّ العيد».
ولا تغيب عن المعرض المونة اللبنانيّة من منتجات بلدة زبدين التراثيّة «المعروفة برفعها لواء التراث، حيث لا يتأخّر معظم أبنائها عن تحضير المونة»، يقول ريبال الزغندي الذي يعرض من مونة زبدين خلّ العنب والتفاح، حامض الحصرم، المربّيات، الكبيس، الزعتر، الكشك وغيرها. ويضمّ المعرض أيضاً مجموعة من سلال القشّ المصنوعة يدويّاً من بلدة عمشيت، والعرق البلدي من بلدة بجّه قضاء جبيل.
وسيتخلّل المعرض محترف مطبخ العيد لتعلّم صناعة حلويات العيد والوصفات التقليديّة. كذلك ترافقه حفلات موسيقيّة كلّ ليلة سبت.
وتقول المسؤولة في جمعيّة أصدقاء بيبلوس سوزي حبيش، إنّ «غاية المعرض تشجيع الحرفيّين من منطقة جبيل وخارجها ومنحهم مركزاً للعمل ولعرض منتجاتهم ومصنوعاتهم».
وفي صالة المعارض في ساحة الأونيسكو في السوق القديم لجبيل، بدأ محترف الميلاد، وهو عبارة عن معرض لوحات فنيّة لكلّ من أندريه كالفايان وباسكال أسود، وتقوم الأخيرة بتدريب الأولاد على تعلّم الرسم والتلوين ضمن أوقات محدّدة. وهي تصف تجاوبهم بـ«الممتاز، خصوصاً أنّهم يرسمون بتجرّد وبحرّيّة تعبير، وهذا ما يعطي التجدّد الدائم، فيشعرونني بأنّني الطالبة وهم الأساتذة». فيما تتولّى ماري أدلايد دوشه أبو شعّار التدريب على الأشغال اليدويّة والحرَف الخاصّة بالأعياد، وهي ستوقّع كتاباً لها خاصّاً بالأطفال في المناسبة.
وفي مركز الاستقبال والاستعلام السياحي في ساحة الأونيسكو ستكون قراءة قصص للأطفال خاصّة بالأعياد، اضافة إلى تدريب مسرحيّ موسيقيّ مع كوليت خوري. فيما تزيّن ساحة الأونيسكو شجرة الميلاد التقليديّة وهي عبارة عن شجرة زيتون، زينتها التفاح الطبيعي والصنوبر، سيجتمع أهالي المنطقة لإضاءتها وسط ترانيم العيد.
ومن نشاطات العيد لوحات راقصة هنديّة كلاسيكيّة لفرقة Baharatanatyam de Abhinaya Group- New Delhi بالتعاون مع السفارة الهنديّة في بيروت، والمجلس الهندي للعلاقات الثقافيّة والجامعة اللبنانية الأميركية في جبيل.
والجدير ذكره أنّ «المشاركة في جميع هذه النشاطات مجانيّة وكفيلة بإظهار الوجوه المختلفة لجبيل المتجدّدة دوماً، حسبما تشرح رئيسة لجنة مهرجانات بيبلوس الدوليّة لطيفة اللقيس. فالنشاطات بحسب اللقيس تهدف الى «خلق حركة فكريّة ثقافيّة ترفيهيّة لجذب العالم من جبيل وخارجها، مستفيدة من شهر الأعياد لتشجيع الإنتاج المحلّي والبلديّ ومساعدة الحرفيّين على تحسين نوعيّة إنتاجهم وعلى تسويقه محليّاً». من هنا كان التعاون بين المؤسّسات المنظمّة للمعرض والنشاطات وبلديّة جبيل التي سهّلت العمل، «فجبيل هي مقصد للجميع والنشاطات المماثلة تحرّكها اقتصاديّاً وسياحيّاً».