صيدا ــ خالد الغربي النبطية ــ كارولين صباح

فيما لا يزال موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية متأرجحـاً، حسـم الأطفـال أمرهـم في انتخابـات مجالـس بلديات الأطفال التي تنطلق اليوم في مدارس لبنان


يتوجّه اليوم الآلاف من تلامذة صفوف السادس الأساسي في أكثر من ألف مدرسة رسمية وخاصة في لبنان إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجالس البلدية الخاصة بهم من بين المئات من زملائهم المرشحين لهذه المجالس، والتي بلغ عددها حتى الآن نحو 16 مجلساً موزعة على المناطق اللبنانية. وتشرف على العملية الانتخابية مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، بالتنسيق مع وزارة التربية.
وقد تحولت أمس بعض مدارس صيدا وملاعبها إلى ورش انتخابية عشية الاستحقاق حيث نشطت الماكينات الانتخابية للمرشحين الذين راح بعضهم يشرح لأترابه الأطفال برنامجه الانتخابي، فيما حلّت قضايا البيئة والتنمية الاجتماعية والأمور التربوية قاسماً مشتركاً لدى معظم المرشحين.
ويخوض الطفل جاد عزام المعركة على أساس برنامج يتضمن التخلص من جبل النفايات في صيدا والنظافة في الشوارع وإنشاء مكتبة عامة متطورة وزرع الأشجار، بينما تختصر طفلة أخرى برنامجها بشعار «إنتخبوا مريم سعدية لتنحل القضية»، ورفعت لافتات وشعارات داعمة لهم، موقعة مثلاً باسم أصدقاء هذا المرشح أو ذاك، وتخصيص بعض المرشحين بريداً الكترونياً ليتواصلوا من خلاله مع ناخبيهم ويتلقوا اقتراحاتهم.
ولا تغيب الطرفة عن شعارات المرشحين الصغار، كأن يختار أحدهم شعاراً يخاطب به ناخبيه «أنا بابا نويل الذي سآتيكم بهدايا العيد.. فانتخبوني». وتختار مرشحة أخرى «انتخبوا غنّوجة صفّها»، وثالثة «انتخبوا السوبر ستار» .
وشهد هذا العام عجقة مرشحين نسجوا تحالفات غير إنتهازية أو موسمية، كما تقول إحدى المدرسات وقبل كل شيء لا رشى إنتخابية ولا وعود مخملية معسولة.
وتشكل هذه الانتخابات التي تحمل شعار «اليوم صوتنا أعلى» التجربة الثامنة لبرنامج التربية على الديموقراطية الذي أطلقته النائب بهية الحريري في عام 1999.
وفي ثانوية الشهيد بلال فحص في النبطية، حرب بيانات وشعارات استمرت اسبوعاً قبل موعد الانتخابات النيابية والرئاسية المدرسية، تم على اثرها تشكيل مؤسسات دستورية مصغرة جنوباً. وقد انبثق مجلس نواب مؤلف من 18 عضواً يمثلون الطلاب، وبعد عقد الجلسة الأولى التي تم فيها اختيار رئيس المجلس، جرت انتخابات عامة لاختيار رئيس للجمهورية ففازت الطالبة كريستين كلاكش بمنصب رئاسة الجمهورية بفارق 10 أصوات عن الطالب محمد السباعي، دون أية تدخلات خارجية أو تسويات داخلية.
وتقول كريستين: «انتخابي من الطلاب هو نتيجة لشعبيتي، وقد ركزت في عناوين حملتي الانتخابية على خدمة رفاقي والسعي لتقديم الخدمات الثقافية والترفيهية لهم خلال العام الدراسي، ولم أجد أية معارضة من الشباب لكوني فتاة والدليل أن منافسي الأول كان شاباً ولم ينجح». وتضيف «بعد هذه التجربة أفكر جدياً بالترشح للانتخابات البلدية لأنّ العمل في الحقل العام وخدمة الاخرين بدأ يستهويني». أما صلاحيات الرئاسة فهي، تنظيم الرحلات الترفيهية، عرض مشاكل الطلاب مع الادارة، الاعتراض على أحد الأساتذة، تغيير في برامج الامتحانات، الطلب من الإدارة إقامة الندوات والمحاضرات الثقافية.
أما علي وهبي، رئيس الحكومة الذي عُيّن بعد استشارات نيابية ملزمة من الرئيس مع النواب، فعلّق قائلاً: «نظراً لعلاقاتي الجيدة مع الادارة، والسجل المدرسي النظيف، اختاروني النواب لأكون رئيساً للحكومة، التي تضم 5 وزارات تعنى بأمور الطلاب ومشاكلهم، والقرارات تتخذ في الحكومة بالاجماع وبالتشاور مع رئيس الجمهورية».
ويشرح صاحب الفكرة ومنسق الانتخابات طارق شمس أن هدف النشاط يتمثل بريط مادة التربية الوطنية في الواقع، مشيراً إلى أنّ الثقافة السياسية والدستورية بات مرتفعة لدى طلاب القسم الثانوي، بخلاف ما كانت عليه في السابق».