ليال حداد
قررت النساء المعنّفات نشر غسيلهنّ مجدداً، لكن هذه المرة في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU). نُصبت حبال الغسيل، وعلّقت عليها «تي ـــــ شيرت» تروي قصص العنف في إحدى ساحات الجامعة، وتوسطت السّاحة خمسة مجسّمات لنساء قُتلن على أيدي أفراد من العائلة. «اسمي وعد، متزوجة وأمّ لثلاثة أولاد، طلب مني زوجي أن أدير محرك السيارة، وما إن فعلت حتى انفجرت السيارة وقتلتني. اعترف زوجي بعد التحقيق معه بأنه هو من وضع العبوة، لأنه شكّ بسلوكي، فحكم عليه بالإعدام المخفّض إلى عشرين سنة». خمس قصص مأخوذة من المحاكم اللبنانية، تخبر عن عمليات قتل على أيدي رجال لم يتلقوا الحكم العادل، فتراوحت فترة حكمهم بين عشرين سنة وسنتين.
يأتي النشاط ضمن حملة «ستة عشر يوماً لمناهضة العنف الجندري» التي تنظمها جمعية «كفى»، وبدأتها في الجامعة الأميركية في بيروت. تتحدّث الناشطة في الجمعية فاتن أبو شقرا عن التجاوب الكبير والجرأة لدى الطلاب: «في الجامعة هنا كان التفاعل نسبياً أفضل من AUB، ربما لأن النشاط ليوم واحد فقط».
وقد كتب أكثر من ثلاثين طالباً شعارات مناهضة للعنف ضد المرأة: «وراء كل رجل عظيم امرأة»، «لا للعنف ضد المرأة»... لكنّ التعاطف لم يكن لدى الجميع، فمرّ أحد الرجال قرب «حبال الغسيل» نظر باهتمام إلى قصة فتاة حامل قتلها شقيقها «حفظاً للشرف»، وعلّق بازدراء: «إنه الشرف لدينا، نحن نحصّله، لا القضاء»، فدخل في سجال مع أبو شقرا، وغادر معلّقاً: «هيدا التطور الزايد عن حدّو ما إلو لزوم».
رافق «نشر الغسيل» محاضرة للمحامية دانيال حويك عرّفت فيها بالمرأة المعنَّفة والمعنِّف، وتلت المحاضرة أسئلة من الطلاب الذين احتشدوا في القاعة، حيث «كان عدد الشباب أكثر من عدد الفتيات»، تقول أنيتا نصار، من معهد الدراسات النسائية في العالم العربي في الجامعة الأميركية. وتوضح نصار أنّ النشاط نظم بالتعاون بين المعهد و«كفى» ومكتب شؤون الطلاب في الجامعة. وتأمل أن يؤدي المعرض «إلى توعية جيل الشباب على بعض حالات العنف الموجودة في المجتمع».