الميناء ــ فريد بو فرنسيس
لم يحل الطقس العاصف أمس دون انطلاق أعمال «سوق الطيب» في محيط حديقة الشيخ عفان عند مدخل الميناء من ناحية الكورنيش في طرابلس، وهو المكان الذي خصصته بلدية الميناء لإقامة هذا السوق الذي يُعَدُّ امتداداً لسلسلة أسواق متشابهة في عدة محافظات، أطلقها المنظمون بهدف تنشيط الحركة التجارية في المدينة من خلال ما يباع فيه من خضار وفواكه ومأكولات تقليدية.
وجال الزوار، رغم الطقس العاصف، في السوق الذي يمتد على مسافة 100 متر تقريباً على جانبي مدخل الحديقة، حيث جهز المكان بحوالى ثلاثين خيمة، وضعت تحتها طاولات خشبية لعرض الخضار والفواكه والمأكولات المنزلية، فيما كانت فيه مجموعة من النسوة، قدمن من الهرمل، يجهزن المناقيش على الصاج.
وقال كمال مزوّق مدير مؤسسة «سوق الطيب» إن «الربح الذي نجنيه من عمليات البيع، نتقاسمه مع المزارعين بطريقة يخرج منها الجميع راضياً»، مشيراً إلى أن السوق مخصص للمزارع المحلي الذي يأتي من محافظة الشمال، لافتاً إلى اجتذابه حوالى 14 مزارعاً من مختلف أقضية الشمال، اصطحبوا معهم منتوجاتهم الزراعية لعرضها أمام الزوار».
«أبو ربيع»، مزارع من عكار، حضر إلى السوق للمشاركة، وأحضر معه ما تيسر من مزروعات من أرضه، هي نماذج عن مزروعاته من بقدونس وكزبرا وخضار على أنواعها، وكلها موسمية وموثقة من شركة «ليبان سيرت». ويشير «أبو ربيع» إلى أن «سعر ربطة الكزبرة هنا 1500 ليرة لبنانية، رغم أن سعرها الحقيقي في السوق اليوم هو 500 ليرة. ورغم هذا الفرق بالأسعار، إلا أنني استطعت أن أبيع عدة ربطات منها ومن غيرها، والسبب يعود إلى أن نوعية الخضار موثقة، ولا تحتوي على أي مواد كيماوية. وهذا سبب كاف عند معظم الزوار كي يتعرفوا إلى ما يأكلونه قبل أن يشتروا».
وبحسب جوزات نجيم، يهدف مشروع «سوق الطيب» إلى إنشاء ثلاثة فروع في بيروت والجنوب والشمال، وهو يقام كل يوم خميس، والشرط أن يكون الإنتاج طبيعياً خالياً من المواد الكيماوية، وأن يكون المزارع من المنطقة، وأن يكون هو البائع من دون وسيط».
ويقول رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين: «إن هذا المشروع يأتي ضمن برنامج مجلس بلدية الميناء لاستقطاب الزائرين من طرابلس وسائر المناطق الشمالية لعرض منتوجاتهم وتحريك العجلة الاقتصادية في الميناء مع توفير فرص عمل متوقعة»، مشيراً إلى أن السوق «سيفتح يوماً واحداً في الأسبوع، هو كل يوم خميس من التاسعة صباحاً حتى الثالثة من بعد الظهر»، آملاً أن ينال السوق الوقع نفسه الذي تلقاه شبكة «سوق الطيب» في المناطق اللبنانية المختلفة، وأن يؤمه المهتمون بالفاكهة والخضار والمأكولات التقليدية التي تصل من المزارع إلى المستهلك مباشرة ومن دون أي وسيط، ومن مطابخ البيوت العائلية التي توفّر هذه المأكولات التقليدية في محاولة لإيجاد تسويق للراغبين في إبراز إنتاجهم البيتي وعرضه في الأسواق التجارية».