عمر نشابة
في عجقة السير الخانقة، عَلَت أمس شتائم المواطنين بوجه مسؤولي الدولة ورجال الشرطة والسياسة والأمن والنواب والوزراء ورئيسهم ورئيس المجلس وكلّ من يمثّل السلطة أو يرمز لها. وقد ارتفعت أصوات المواطنين بوجه «القبضايات» في سياراتهم ذات الزجاج الأسود ودراجاتهم النارية بدون لوحات تسجيل، وسيارات بالدفع الرباعي التي ينظر سائقوها إلى المواطنين «من فوق» عند تجاوزهم. وعبّر الناس عن امتعاضهم من المواكب الأمنية و«هوبرات» القبضايات المدجّجين بالسلاح يمنعون المرور من هنا أو ركن السيارات هناك. فالمربعات الأمنية تتوسّع ويصادف توزيعها على أحياء المدارس والجامعات. ففي مربّع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الأمني تقع مدرسة الانترناشيونل كولدج والجامعة الأميركية، أما مربع النائب سعد الحريري الأمني فيضمّ مدرسة الكوليج بروتستانت والجامعة اللبنانية الأميركية، ومربّع رئيس مجلس النواب نبيه برّي الأمني يضمّ مدرسة الليسيه، ومربّع الوزير مروان حمادة يضمّ مدرسة الجالية الأميركية. وإضافة إلى عدم إفلات الطالبات من «تلطيش» الأمنيين الذين لا يكفّون عن التعبير عن شهواتهم الجنسية بشكل لا يُطاق، يعاني الأهالي من صعوبات في ركن سياراتهم بالقرب من المدرسة بسبب العوائق الأمنية الاسمنتية والحديدية على أنواعها.
سئم المواطنون من القبضايات في سياراتهم بعكس السير وقبضايات الأمن الخاص والعام والداخلي باللباس المدني، يغلقون الطرقات متى يشاؤون ويخاطبون الناس وكأنهم قطيع من الغنم وكأن الظروف الأمنية تسمح للأمنيين بتجاوز القانون وقواعد الأخلاق والأدب، وذلك تحت شعار «الضرورات (الأمنية) تبيح المحظورات» الذي تكرّر كثيراً في الآونة الأخيرة ليدخل البلد في الفوضى ويعفي المسؤولين من مسؤولياتهم.
حكومة فؤاد السنيورة والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومجلس الإنماء والإعمار وبلدية بيروت والمحافظة مجموعين لا تقوى جهودهم على تنظيم السير. فكيف إذاً سيستطيعون بقياداتهم الحالية النهوض بالبلد وحماية الناس من الإرهاب والجرائم؟