ليال حداد
حلّت التربية، وتحديداً الجامعات، للمرة الأولى ضيف شرف على معرض الإعلام المسيحي السادس الذي اختتم أعماله أمس.
المعرض الذي حمل عنوان «وسائل الإعلام وتحدّيات التربية» ناقش علاقة الجامعات بالمواطنية، وحوار الأديان والإعلام، بمشاركة أساتذة من الجامعات اللبنانية.
اعترف المشاركون بصعوبة المرحلة على الطلاب في لبنان، وخصوصاً في ظلّ الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية، غير أنّ التفاؤل بدا حاضراً لدى الجميع حتى لو كان غير واقعي في كثير من الأوقات.
بدا الحديث عن حوار الأديان مثالياً، لولا التساؤلات التي طرحها الأستاذ في جامعة بيروت العربية محمود قرق، والتي حاولت الربط بين المجموعات الدينية والمجموعات السياسية، فالمحاضرون لم يركزوا على الخلافات المنتشرة في الجامعات على خلفية طائفية وبعيدة بأي شكل من أشكال عن «التعايش بين الأديان».
من جهة أخرى، تطرق المشاركون إلى التربية الأخلاقية للطلاب بعيداً من الخلل الإعلامي الحاصل حالياً في لبنان، إضافة إلى إعدادهم لمواجهة سوق العمل المليء بالصعاب عبر تنمية الحس النقدي لديهم. وقد لخص عميد كلية الإعلام في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST)، الدكتور جورج فرحة الإشكالية قائلاً: «دور الإعلام اللبناني ما هو إلا استكمال للعملية التربوية، بحيث يشهد اصطفافاً سياسياً وطائفياً طغت على برامجه المواجهة الدائمة والقلق والغموض والكراهية بعض الأحيان، ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأننا أمام محاصرة إعلامية تربوية للأجيال المقبلة».
من جهته، كان مستشار رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور ساسين عساف أكثر واقعيةً بطرح موضوع «الجامعات والتربية على المواطنية»، فذكّر بالخلافات السياسية والفئوية والمذهبية الموجودة في الجامعات بين الطلاب «التي تمثّل الخطر الأكبر على المواطنة في لبنان». وركز كل من عميد كلية علوم التربية في جامعة القديس يوسف الدكتورة ندى مغيزل نصر ونائب رئيس جامعة البلمند الدكتور جورج نحاس على الطريقة التي تعتمدها الجامعتان في تنمية قيم المواطنية لدى الطالب، وشدّدت نصر على النقاط التي يفترض التركيز عليها لتنمية المواطنية لدى طلاب الجامعات، وهي البيئة والحياة الجامعية، طرائق التعليم والتقويم، مواد التخصص والبحث، فيما قارب نحاس مفهوم المواطنية، انطلاقاً من الدين المسيحي.