فداء عيتاني
تتعثّر ولادة النظام الطائفي لمرحلة ما بعد الطائف. نعيش جميعاً في غرفة انتظار. تتشابك المصالح والمعطيات المحلية والإقليمية والدولية. يسعى الجميع للحصول على حصص أكبر فأكبر من هذا النظام الذي يعاند مصيره الخسارة. إنها محاصصة الطوائف، وكالعادة، وللمرة الثانية بعد التسعينيات، سيخرج الموارنة، كما يبدو، من المعادلة الجديدة.
قوى 14 آذار تقول إنّها دفعت الشهداء في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال، وهي لذلك استحقت حصتها في النظام، ممثّلة بالسنّة الذين سيأتون، كما فعلوا في أزمنة سابقة، بمن يرونه مناسباً من المسيحيّين. والمطلوب من المعارضة أن تنحر ميشال عون، فتضحّي به ثمناً لمجيء قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية.
لكنّ عون يريد الدور المسيحي لنفسه، فيتحوّل إلى «كاميكاز» حارقاً نفسه بممثّلي السنّية السياسية، ولن يكتشف سريعاً أنّ ضربه للسنّة سيُربِح مارونيّي الهامش. ويبقى لبنان بجناحيه المسلم والمسلم.
رحم الله الشهداء الأموات منهم والأحياء، ورحمنا جميعاً.