زحلة ــ نيبال الحايك
مرّت سنوات عدة، ولا تزال الوعود الرسمية بتشييد جسور للمشاة على الطريق الدولية في كسارة «كلاماً في الهواء»، رغم حوادث السير التي شهدتها الطريق، وكان ضحيتها في معظم الأوقات طلاب من كليتي الآداب والعلوم الإنسانية، والحقوق والعلوم السياسية ـــــ الفرع الرابع في الجامعة اللبنانية. وكان عدد القتلى قد وصل إلى أربعة منذ خمس سنوات، إضافة إلى سقوط عدد كبير من الجرحى خلال اجتيازهم الطريق.
واحتجاجاً على المماطلة، نفّذ طلاب الكليتين اعتصاماً حاشداً بدعوة من التعبئة التربوية في كلية الآداب، طالبوا خلاله الدولة بإقامة الجسور التي وعدت بها حفاظاً على سلامة الطلاب.
«أكلّ هذا الإهمال لأننا فقراء؟ هل المطلوب أن نكون أغنياء ليتحنّن المسؤولون علينا ونتفادى الموت؟»، تساؤلات طرحها رئيس مجلس الطلاب في كلية الحقوق عباس الموسوي، خلال الاعتصام، محمّلاً مسؤولية الحوادث لسائقي الفانات الذين يقودون بسرعة جنونية على الطريق. وناشد الموسوي تأمين مبنى جامعي موحّد لطلاب البقاع، بعيداً عن «الأوتوستراد»، «وفي حال استحالة الأمر، فالمطلوب بناء جسور للمشاة تضمن لنا حياتنا».
غير أنّ الانقسام السياسي لم يغب بدوره عن الاعتصام المطلبي، فكان معظم الحاضرين من مناصري المعارضة، في حين تغيّب الطلاب المناصرون لقوى 14 آذار بحجة «أنّ الدعوة للاعتصام لم تكن محطّ تشاور مسبق» كما شرح طلاب من القوات اللبنانية وتيار المستقبل.
تتحدّث الطالبة صفاء عبيد (سنة أولى فلسفة)، عن سبب مشاركتها في الاعتصام «الموضوع يعني جميع الطلاب هنا، وليس حزباً أو آخر»، مشيرة إلى أنّ إقامة جسر للعبور سيخفّف من حدة حوادث السير التي تحصل يومياً على هذه الطريق وأمام الكلية، والتي تفاقمت منذ بداية العام الدراسي الجاري. أما طوني، الطالب في السنة الأولى حقوق فيفضل أن يدفع ألفاً وخمسمئة ليرة لبنانية إضافية على تكاليف النقل اليومي لسيارة الأجرة للوصول إلى مبنى الكلية، على مشاركته في اعتصام ينفذه حزب الله. وقالت زميلته ريتا إنها لم تشارك في الاعتصام لأنه «مسيّس»، بغض النظر عن الطرف الذي دعا إليه.
من جهته، بدا الطالب حسين حسن (سنة رابعة حقوق) متشائماً من جدوى الاعتصام، «ننفّذ سنوياً تحرّكاً مماثلاً ولا نلقى جواباً من المعنيين في الدولة». وتوافقه زميلته لبنى أبو إسبر التي رأت أن التحرك الطلابي غير مفيد «لأنه لا أحد من الدولة سيردّ علينا».