رامي زريق
أكدت تقارير اليوم العالمي لمكافحة الإيدز تسارع انتشار المرض في بلدان «محور الفقر» الذي يشمل أفريقيا وجنوب شرق آسيا، في مقابل انخفاض عدد الإصابات في محور الثراء الذي يشمل أوروبا والولايات المتحدة. وبما أن البلدان الفقيرة لا تشكل سوقاً مربحة، لا تزال شركات الأدوية العالمية التي تتعدى مبيعاتها 700 مليار دولار سنوياً، تحجب بأسعارها المرتفعة أدوية الإيدز عن فقراء العالم. وقد أصدرت منظمة «أوكسفام» تقريراً نددت فيه بممارسات الشركات الكبرى، متهمة إياها بالإهمال المتعمّد للواقع الإنساني للإيدز ولأمراض الفقر الأخرى. ويشير التقرير إلى الواقع الحالي لاستعمال الأدوية في العالم، حيث يستهلك 15% من البشر (الأغنياء) 90% من الأدوية المنتجة عالمياً، فيما يموت سنوياً ملايين الفقراء بسبب عدم تمكنهم من شراء العلاجات. وثمّة من يتساءل إن كانت هناك أية علاقة بين التأخير في تطوير اللقاح والأرباح الهائلة التي تحققها شركات الأدوية العالمية من بيع العلاجات. الولايات المتحدة هي أحد البلدان التي حققت انخفاضاً مميزاً في عدد الإصابات الجديدة بالإيدز. لكن قبل أن نبدأ بالتصفيق، علينا أن ننظر إلى تلك الإنجازات حسب الطبقة الاجتماعية، وفي حال الولايات المتحدة، حسب لون البشرة. وعند التدقيق، نجد أن تقلّص عدد الإصابات ينطبق فقط على طبقة الأغنياء البيض، بينما لا يزال الوباء يتفشّى بين الفقراء السود. ويشكل السود 13% من الشعب الأميركي، بينما يعانون من 50% من عدد الإصابات بالإيدز.
ويعزو الناشطون الاجتماعيون هذا الواقع إلى غياب التثقيف الجنساني في المدارس الحكومية التي يتردد عليها الفقراء، إذ إن الدولة الأميركية ذات الميول المحافظة ترفض تمويل برامج ترشيد استعمال الواقي الذكري وفحص الإيدز في المدارس.
الإيدز مرض الفقراء والمهمّشين والمضطهدين، لذلك يمكن أن يطول انتظارنا قبل القضاء عليه.