فداء عيتاني
لا يخجل، بل يفخر عدد من السياسيين اللبنانيين بعدم قراءته لهذه الصحيفة أو تلك، ولا نخفي أننا في «الأخبار» الأكثر تجاهلاً لدى الأكثرية الحاكمة، إلا أن الأمر يستوي على الطرفين، فتجاهل قراءة ما ينشر لا ينم إلا عن رغبة في التجاهل أشبه بتقصد الجهل. ولا يبدو الوصف غريباً عن طبقتنا السياسية بمختلف تلاوينها، بل إن نواباً يساريين سابقين يطالعون صحف المعارضة سراً على شبكة الإنترنت ويخفون الأمر أمام زملائهم.
إن كان ذاك حال تجاهل الإعلام، فبأي درك تقع منزلة الكتاب لدى السياسيين اللبنانيين؟ فاذا ما أزلنا عن الكتاب صفة القدسية التي لم تعد تنطبق على كتب تصدر لاجتذاب أكبر عدد من القراء بأي ثمن، فإن الطبقة السياسية لا تكاد تشكل مردوداً مالياً للسلعة القيمة التي افتتح أمس معرضها في بيروت، ولا تمر هذه الطبقة في المعرض، وحتى في أيام الأمن والأمان، إلا في يومه الافتتاحي لالتقاط الصور، وربما للمشاركة في حفل توقيع كتاب، لكن أبعد من ذلك، فإننا محكومون من طبقة تمجد الجهل والتجاهل، وكما تكونون يولى عليكم.