فداء عيتاني
لمّا نصل بعد حد الإرهاب، ولحسن الحظ أن الإرهاب لم يضرب بلادنا، فهو مرض أين منه الطاعون، حيث لا يمكن التقرير بعقم الأدوات التي يستخدمها الإرهابيون إلا مترافقاً مع الإقرار بأحقية القضايا التي يحملونها، فتضيع المداواة في المجابهة، ويصبح ضرب الطاعون للبلاد أسهل عاقبة من إصابتها بالإرهاب. الإرهاب هو ما تقوم به فئة سياسية أو عسكرية تعجز عن خوض صراع مباشر، سياسي أو عسكري، من أجل تحقيق ولو كان مرحلياً لمطالبها، فيصبح شعارها «لن ندع أحداً يرتاح»، ما دامت مطالبها أو جزء منها لم يتحقق، ما يحيلها على ممارسة شبه عشوائية للعنف.
وسيلة الإرهاب شبه الوحيدة ضرب المدنيين العزّل، ممن يسهل إزهاق أرواحهم، بأقل كلفة ممكنة للمنفذين، وذلك لبث الرعب في السلطات وإرغامها على التنازل لمطالب الإرهاب.
أما في لبنان فسيأتي ذلك اليوم الذي سنترحم فيه على الأمن والأمان، وعلى عمليات الاغتيال السياسي، وحروب مكافحة الإرهاب كحرب نهر البارد، سنترحم على كل ذلك حين يقرر الإرهاب ضربنا.