فداء عيتاني
لا جديد تحت قبة البرلمان، مفاوضات وتبادل أفكار، وعتب خفيف، والكثير من الودّ الكاذب، ومصافحات وغمزات ولمزات، تشبه مواقف أبناء القرى الغاضبين بعضهم من بعض، والذين يمنعهم ضيق الحال والحياة من الانتقال بعيداً عن أعين أخصامهم. لا جديد في قرية البرلمان اللبناني، لا في الشكل ولا في المضمون، ولا جديد في بيروت، سوى الإزعاج الفائق الذي تفرضه الإجراءات الأمنية على عابري السبيل، الذين تمسّكوا بالأمل وراحوا يتنّقلون تحضيراً لأعياد مقبلة.
لا جديد في قرية البرلمان. فالأميركيون لا يريدون التدخل في شوؤننا، ويكتفون بتوجيهنا عبر المستر ولش وغيره، ويقفون حجر عثرة في طريق الفرنسيين، الذين هم أيضاً يرفضون التدخل في شؤوننا، والسعودية تسعى لفرك أنف سوريا في لبنان، وسوريا حدّث ولا حَرَج. واللبنانيون يثبتون مرة أخرى أن نظامهم أعجز من أن يجد حلولاً، ولذلك فلا جديد.
حمداً لله على هذه النعمة، رجاء ألا يحصل أي جديد لا في قرية البرلمان ولا في القرى والدساكر الأخرى.