strong>عفيف دياب
أبدى الوزير مروان حمادة قناعته بأن الحل لم ينضج بعد، وأن المشكلة هي عند الرئيس السوري بشار الأسد وليست في لبنان، بينما نجح رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في «رأب الصدع» بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري وإزالة سوء التفاهم الذي حصل بين الرجلين وأدى إلى قصف سياسي متبادل بين نواب كتلتيهما.
وفيما لم تفصح جهات موالية ومعارضة من كتلتي المستقبل والتحرير عن الأسباب الحقيقية لسوء التفاهم، قال أحد نواب الأكثرية إن سوء التفاهم ناجم عن «طرف ثالث دخل على الخط ووضع الألغام في طريق الانسجام والتفاهم الذي كان قائماً بين بري والحريري»، ملمحاً إلى «دور سوري ما» في زرع هذه الألغام التي استطاع النائب جنبلاط إزالتها أمس و«ترطيب» الأجواء بين زعيم الأغلبية النيابية ورئيس مجلس النواب، وهو ما أثمر لقاء «مصالحة» سيؤدي إلى فتح الطريق أمام رفع مستوى التوافق السياسي والدستوري على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.
وأوضح النائب «الأكثري» أن احتمال عودة الرئيس بري إلى قيادة التفاوض «ليس مستبعداً، وهذا ما تمناه النائب جنبلاط على الرئيس بري خلال اجتماعهما (أمس)» مشيراً إلى أن «تكليف الجنرال ميشال عون النطق والتفاوض باسم المعارضة يشير إلى عدم نية التوصل إلى توافق، وهذا ما ألمح إليه النائب جنبلاط في حديثه مع الرئيس بري، الذي تناول في مدته الزمنية القصيرة نسبياً، عناوين الحل المفترض لأننا جميعاً نريد أن نأكل عنباً ولا أحد منا يريد أن يقتل الناطور، إلا قوى خارجية، وقد أرسل الرئيس بري عناوين الحل إلى العماد ميشال عون لدراستها» رافضاً الخوض في تفاصيل هذه العناوين لأن «المجالس بالأمانات»!
وأكد النائب «الأكثري» أن النائب جنبلاط جدّد أمام الرئيس بري «الوقوف خلف النائب الحريري» بعد أن نجح في إقناع الطرفين بوقف التراشق الإعلامي حيث أوعز الرئيس بري ليل (أول من) أمس إلى نواب كتلته بوقف بث البيانات».
نجاح النائب جنبلاط في إعادة وصل ما انقطع بين الرئيس بري والنائب الحريري هل يؤدي إلى «إنضاج» الحل وانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة مجلس النواب السبت المقبل؟
لا يخفي أحد نواب المعارضة «استحالة» هذا الأمر «إذا لم يصر إلى تحقيق تفاهم مع العماد ميشال عون». ويقول إن «نجاح النائب وليد جنبلاط في مصالحة الرئيس نبيه بري مع النائب سعد الدين الحريري لا يعني أبداً تراجع بري عن تكليف العماد عون التفاوض باسم المعارضة، فهذا الأمر صدر بالإجماع ولا يمكن التراجع عنه، وعلى الأكثرية محاورة العماد عون الذي بيده الحل. وإذا كانت الأكثرية تسعى لإحداث شرخ في صفوف المعارضة فهذا أمر لن يحدث، والرئيس بري مدرك تماماً لمحاولات كهذه، ولا يمكن أحداً تجاهل مساعي النائب جنبلاط وإيجابيته، لكن عليه إقناع فريقه بمحاورة العماد عون أولًا وأخيراً حتى نتوصل إلى حل لم ينضج بعد».
وفي المقابل رأى الوزير مروان حمادة في حديث مع «الأخبار» أن الحل لم ينضج بعد «ما دامت هنالك شروط سياسية مسبقة على رئيسي الجمهورية والحكومة وتوزيع الحقائب وما إلى هنالك من شروط أخرى». مؤكداً أن «المشكلة الأساسية، بكل صراحة، هي عند (الرئيس السوري) بشار الأسد وقد أعلن عنها من خلال الخطاب السابق للسيد حسن نصر الله ومبادرة العماد ميشال عون، ونحن لن نترك الأسد يتحكم بلبنان، وعلى سوريا أن تقتنع بأنها لن تأخذ من لبنان إلا علاقات ندّية».
وقال حمادة إن الأكثرية النيابية «ستبقى تدفع باتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال الحوار، والحوار أساساً لم يتوقف، وقد جلسنا مع الرئيس نبيه بري (أمس) بحضور نواب من حزب الله والمستقبل وتكتل الإصلاح والتغيير، والجهود منصبّة اليوم على محاولة إنجاز الاستحقاق الرئاسي لكن من دون شروط سياسية تعطل صلاحيات رئيس الجمهورية المقبل وتثقل كاهل رئيس الحكومة المقبل».