strong> فاتن الحاج
لم يسبق لهم أن وطئوا يوماً أرض المدينة الجامعية في الحدث، رغم انتمائهم إلى الجامعة اللبنانية. أمس، كانت زيارتهم الاستكشافية الأولى، ولن تكون الأخيرة كما قالوا، «فطلاب الفرع الثاني ينوون توثيق العلاقات مع طلاب الفرع الأول عبر المجالس والهيئات الطلابية». قد تبدو زيارة التعارف «فولكلورية» لأي مراقب، وخصوصاً أنها أتت في مناسبة عيدي الأضحى والميلاد، لكن طلاب التعبئة التربوية في حزب الله والتيار الوطني الحر يُبدون حماسة في انسحاب تجربتهم إلى باقي كليات الجامعة، بعدما حقق التواصل على مستوى كلية العلوم الغايات الأكاديمية المرجوة.
إذاً، هي المرة الأولى التي يزور فيها رؤساء وأعضاء الهيئات في الفرع الثاني الحدث، وإن كان «التعميم» ليس جائزاً بدليل عدم مشاركة كل ممثلي القوى الطلابية في اللقاء، ومع ذلك، «نرفض أن يقتصر التواصل على الحالات الفردية في هذه الكلية أو تلك»، كما يقول رئيس مجلس طلاب الفرع الأول في كلية العلوم فضل الموسوي. «وجَمْعتْنا اليوم هي لتوجيه رسالة إلى كل القوى بأنّ لبنان لا يبنى إلا بالتفاهم والعيش المشترك الفعلي، بعيداً من كليشيهات الصليب والهلال وما شابه»، على حد تعبير رئيس الهيئة السابق في الفرع الثاني للكلية نفسها شربل دميان. ويستند دميان في هذا التعليق إلى تجربة الكلية حين اجتمعت الفروع على قضايا أكاديمية، منها نجاح التحرك المشترك في الإبقاء على الدورة الثانية والحوار حول النظام التعليمي الجديد (LMD) وغيرها من المطالب.
«الزيارة متأخرة، لكنها حصلت، ونتطلع إلى المتابعة»، يجزم الموسوي الذي رحب وزملاءه في الفروع الأولى بالضيوف على طريقتهم، فعلقوا لافتات جمعت بين العيدين وذُيلت بتوقيع التعبئة التربوية «مبارك لأمة آية الطهر، ملاك فوق انسانا، سيدة في النسا وغير ذلك أوهانا، العيد عيدان: عيد المسيح ومثل ذلك أضحانا».
الطرفان اجتمعا في قاعة الأساتذة في كلية العلوم ـــــ الفرع الأول، لكن الكلمة هي للطلاب، يؤكد الموسوي، مشيراً إلى أنّ «مثل هذا اللقاء لم يحصل منذ 20 سنة حيث صار لدينا أمل بعدما أصبح السقف مفتوحاً، ولم تعد هناك حدود للأمور المطلبية، والتنسيق لا يمكن أن يتم إلا عبر الشباب الجامعي».
وقال: «الجامعة اللبنانية قضية تجمعنا وهي أكبر من أن تحصر في اللقاءات الجانبية أو الملفات الإدارية»، داعياً إلى أن يكون اللقاء تأسيسياً وأن يتبادل المشاركون أرقام الهواتف لمزيد من التنسيق في النشاطات المشتركة بينهم، ولا سيما ذوي الاختصاصات المتشابهة».
جلست غريس مخايل إلى جانب رشا صالح وراحتا تتبادلان هواجس معهد العلوم الاجتماعية في الفرعين. من جهتها نفت كارلا حداد من كلية الإعلام ـــــ الفرع الثاني أن تكون الخطوة فولكلوراً لأنّ تجربتها في هذا المجال تثبت عكس ذلك، فقد سبق أن كوّنت صداقات مع أترابها في الفرع الأول للكلية حين شاركت في ورش عمل مشتركة.
وبدا ميلاد الحاج وحسن قصير منسجميْن في الحديث عن كلية إدارة الأعمال وعلاقة الطلاب مع الإدارة وإمكان القيام بتحركات مشتركة لتحقيق مطالب للكلية. «الزيارة قرّبتنا من بعضنا البعض، وهناك توجه لتنسيق الجهود انقاذاً لجامعتنا من براثن السياسة والطائفية»، يؤكد الزميلان بثقة.
يبقى اللقاء نافذة لكسر الحواجز، لكنه لا يكفي باعتراف الطرفين.