بحكم عمله، يغيب ريمون ع. زوج غلاديس ب. عن المنزل في عمشيت فترات تصل أحياناً حتى ستة أشهر. وخلال هذه المدة ربطت صداقة بين الزوجة وجارها ألفرد م. ما لبثت أن تحولت إلى علاقة جنسية، لتنتهي هذه العلاقة بجريمة قتل، ضحيتها طفلة عمرها ثماني سنوات.فأثناء وجود الزوج في الخارج، كان ألفرد يتردد إلى منزل غلاديس لممارسة الجنس، واستمرت هذه الحال إلى أن قررت غلاديس فجأة قطع علاقتها بالمتهم الفرد الذي لم يتقبل الموضوع جيداً. وفي 11/6/2002، وبعد صد الزوجة للمتهم قرر «وضع حد لتصرفاتها معه». وعند الرابعة فجراً، تدلى ألفرد بحبل من منزله في الطبقة الثالثة إلى منزل غلاديس في الطبقة الثانية من المبنى نفسه، ودخل من غرفة نوم طفلتها جيسيكا، ممزقاً الشبك الحديدي الموضوع على النافذة بواسطة سكين كانت بحوزته.
غلاديس التي كانت نائمة إلى جانب طفلتها استيقظت على وقع أقدام الفرد، وحدث بينهما جدال نقلاه إلى غرفة الجلوس، حيث علا صراخهما. استفاقت الطفلة على صراخ أمها وتوجهت إلى الصالون لتجد عشيق أمها السابق يضربها وينهال على جسدها بالسكين ويحاول أن يكمّ فمها بشريط لاصق، فبكت وصرخت ليكفّ عن ضرب والدتها، وعندما علا صراخها، ركض ألفرد إليها وطعنها عدة طعنات في جسدها.
سمع الجيران الصراخ، وتوجه جار غلاديس المؤهل الأول المتقاعد في الجيش فؤاد ا. إلى شقتها، وأفاد في التحقيق أنه سمع صوت جارته تصرخ «ذبحوني أنا وابنتي»، وقال إنه عندما سمعت غلاديس صوته صاحت «اخلع الباب يا فؤاد، ألفرد بدو يذبحني».
وعندما تيقّن الفرد من أن فؤاد سيخلع الباب، هرب وحاول الخروج بالطريقة نفسها التي دخل بها، إلا أنه وقع من الطبقة الثانية وكسر رجله. ودخل فؤاد إلى الشقة، والأم تصرخ «بنتي بنتي»، إلا أن جيسيكا كانت قد فارقت الحياة.
في التحقيقات الأولية، اعترف ألفرد بجريمته، إلا أنه أنكرها أمام المحكمة. وقال إنه تعرض للضرب في المخفر، كما قال إن غلاديس هي التي طعنت نفسها وابنتها بعد أن أخبرها ألفرد بأنه سيتركها. وحدث سجال بين الأطباء الشرعيين الثلاثة، المكلفين من المحكمة والذين عاينوا جسدي غلاديس وابنتها، إذ قال أحدهم بأن الزوجة هي من قامت بطعن نفسها، ولكن الطبيبين الآخرين عارضاه استناداً إلى استحالة إمكان غلاديس أن تكون قد طعنت نفسها في ظهرها، وقالا «إن الطعنات من شخص آخر».
واستمعت المحكمة إلى الشهود من الجيران الذين أكدوا مشاهدتهم لألفرد يقع من منزل غلاديس إلى الأرض، ورؤيتهم للزوجة غارقة بدمائها، وكذلك شبك نافذة المنزل الممزق. وأصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي جان بصيبص، حكماً بالأشغال الشاقة المؤبدة على ألفرد م. لإقدامه على قتل الطفلة جيسيكا ومحاولته قتل الأم. وخفف الحكم إلى السجن لمدة خمسة وعشرين عاماً استناداً إلى «دور المدعية غلاديس»، في إشارة إلى العلاقة التي أقامتها معه.
(الأخبار)