فداء عيتاني
جمهوريات الموز هي، بحسب الروائي ميغل أنخل أستورياس، تلك التي قدّمت الثروات للمستعمِر الأبيض مقابل وهم التطوّر والتقدّم. وقد حكمها السيّد الأبيض حُكم المُشفِق حين هادنته، وحُكم القاتل حين قاومَته. لكنّ ذلك كلّه أصبح اليوم من ضمن اللغة الخشبيّة التي يُفضَّل عدم اللجوء إليها.
فاليوم، يمكن الرئيس الأميركي جورج بوش أن يحدّد لنا بأيّ صيغة ننتخب رئيساً، وخصوصاً أنّ له شأناً وحساباً مع الرئيس السوري بشار الأسد. ويبدو أنّه قد ملّ المراوغة، فطلب منّا أن ننتخب الرئيس فوراً، وأكّد، لكونه حاكم العالم، أنّ الدول ستحتضن الرئيس المنتخب في لبنان. فبعدما أعطى الفرصة كاملة للّبنانيّين ليتّفقوا، وبعدما فشلوا في ذلك، ارتضى لنا النصف الزائد واحداً، ولم يبقَ لنا إلا التنفيذ.
ما زال في لبنان من يذكّرنا باللغة الخشبيّة، وبأنّ ما نراه هو صراع بين مشروعين: مشروع الحريّة والديموقراطية، ومشروع فارسي سوري... رحم اللّه أزمنة جمهوريّات الموز السعيدة.