محمد مصطفى علوش
بالتزامن مع البيان الصادر عن كتلة الوفاء للمقاومة محذراً الموالاة من مغبّة المضيّ بالرهان على السياسة الأميركية، خرجت جبهة العمل الإسلامي أمس ببيان يتضمن شروطاً لحل الأزمة.
وأوضح مسؤول في الجبهة أن اللقاء الذي جمع الداعية فتحي يكن والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والذي صدر بيان الجبهة على أثره، جاء في إطار اللقاءات الدورية المستمرة بين الجبهة والحزب.
وكان البيان، بعدما استنكر «التدخل الأميركي المتمادي في الشأن اللبناني»، قد حدّد شروط المعارضة بـ«الاتفاق على التعديل الدستوري الذي يضمن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً، الاتفاق على تأليف حكومة وحدة وطنية، الاتفاق على قائد للجيش وطني التوجّه، عربي الانتماء، عقائدي الموقف من الكيان الصهيوني، والاتفاق على جدول زمني لتعديل قانون الانتخابات النيابية وإجراء العملية الانتخابية».
وأكد مصدر في الجبهة أن هذه الشروط «ليست جديدة، ولا تحوي مبادرات، وليست هي بديلاً مما في ورقة عون. كما أنها لا تحدث أي تعديل في الخريطة السياسية، إنما هي تعيد التأكيد على السلة المتكاملة لمطالب المعارضة في حدها الأدنى».
أمّا لجهة رمزية صدورها من مكتب يكن، فيقول المصدر إن «خروج يكن بهذه المطالب ليس إلّا توضيحاً لتصريحات سابقة للداعية فُهمت خطأً. وقد حاول البعض استغلالها وتأويلها أكثر مما تحتمل، حتى راهنوا على إمكان تفكّك المعارضة، وتحدثوا عن عدم الانسجام بين أطرافها، وأشاعوا وهماً حسبوه حقيقة وهو أن لا صوت سنياً قوياً داخل المعارضة، أو أن ثمّة خلافاً بين الجبهة والعماد عون. لذلك جاء إعلان الشروط من مكتب الجبهة للقول إننا والمعارضة السنية ككل جزء لا يتجزأ من المعارضة، ووجودنا داخلها جزء من قناعاتنا وخياراتنا السياسية».
وإذ تحدث عن مغزى توقيت البيان، أوضح المصدر: «انقلاب الموالاة على تفاهمات بري ــــــ الحريري، ثم ما صدر عن الحكومة قبل يومين، من انقلاب على الدستور ، كان يستهدف بشكل أساسي جسّ نبض المعارضة، ويؤكد مرة بعد أخرى مدى انصياع قوى الموالاة للراعي الأميركي الذي قطع الطريق على المبادرة الفرنسية وحال دون إتمامها ثم دفع بقوى الموالاة نحو المواجهة وتأزيم الحلول».
يتابع المصدر: «التأكيد على المطالب مجتمعةً ردّ على الاستفزاز الأميركي المستجد الذي شدّ براغي ركب الموالاة، ثم للتأكيد على الأخيرة أن الضغوط الخارجية والألاعيب التي تعتمدها لن تثنينا عن تحقيق مطالبنا المشروعة».