رامي زريق
«عن موضوع الفول واللحمة»، صرّحت المصادر المسؤولة أن الفول أحسن من اللحمة.
فمن الناحية الاقتصادية: يستورد لبنان 85% من حاجاته من اللحم الأحمر بينما ينتج 100% من حاجاته من الفول. ويزيد استيراد اللحم والمواشي من الخلل في ميزان الصادرات الغذائية.
ومن الناحية البيئية، يغذي الفول التربة لأنه يحوّل آزوت الهواء الى سماد طبيعي مما يقلّل من استعمال الأسمدة المعدنية الصناعية المستوردة. أمّا إنتاج اللحوم المكثف، فيسهم بزيادة نسب التلوث، ولا سيما تلوث المياه، من جراء الكميات الهائلة من الروث الذي يصعب التخلص منه. أمّا من الناحية الغذائية، ومع أن اللحم الأحمر يحتوي على الحديد والفيتامينات «ب» الأساسية، إلا أنه يحتوي أيضاً على الدهون المشبّعة المضرّة بالقلب. بينما يحتوي الفول على البروتينات النباتية والألياف الصحية التي تخفّف من الإصابة بأمراض الكولون.
كثيراً ما كانت اللحمة طبق «المناسبات» في بلادنا، حتى الستينيات من القرن العشرين، فقد كانت تؤكل أسبوعياً في بيوت الميسورين وشهرياً عند الآخرين. كان نمط الغذاء آنذاك أشبه بالنباتي منه الى «المفترس».
يصعب على الكثيرين اليوم تقبّل خيار النباتية، رغم اقتناعهم بمضار اللحمة إلّا أن زيارة الى المسلخ المركزي قد تدفعهم إلى تغيير رأيهم. إذ إنهم حينها سيفهمون لماذا اتخذت نيوزيلندا قرار منع تصدير المواشي الحية الى العديد من البلدان العربية (بسبب سوء معاملة الحيوانات قبل الذبح)، وسوف يشهدون (إذا استطاعو تحمّل الروائح القاتلة) كيف تعامل الذبائح، وكيف تكدس وترمى بغياب أبسط المعايير الغذائية والصحية والإنسانية.
كل هذا ولم نشر بعد الى دور كارتيل اللحوم في التلاعب بالنوعية والتواريخ من أجل إدخال بضائع مشكوك في أمرها الى السوق، يقابله غياب (حتى إشعار آخر) كارتيل الفول. عن موضوع الفول واللحمة، صدق أحمد فؤاد نجم حين قال «إن الشعب... من مصلحته أن يأكل فول»!.