ثائر غندور
أهمّ خلاصة خرجت بها المعارضة أن قرارها بمواجهة «تجاوز الحكومة لتعهّداتها بعدم مصادرة صلاحيات رئيس الجمهوريّة» مؤجّل إلى ما بعد رأس السنة. في هذه الأثناء، تتلاحق اللقاءات الثنائيّة والجماعيّة في محاولة للتوصل إلى توافق بين أطراف المعارضة على نوع التحرّك، الذي «ينطلق من قناعتنا بأن فريق السلطة لا يفهم بلغة القوانين والأعراف والاتفاقات والتظاهرات المليونيّة» بحسب ما تقول مصادر في المعارضة.
لكن كلام أمين سرّ تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان يأتي في سياق التهدئة، إذ يقول إن السلطة «ترتكب خطأً جسيماً عندما تُصعّد، لأنها تعزّز دور المحاور الإقليميّة على حساب الحلّ اللبناني الداخلي الذي نتبنّاه ونعمل من أجله». ويؤكّد كنعان إصرار تيّاره على التفاوض مع فريق الموالاة «وإذا لم يريدوا ذلك فلا نستطيع أن نجبرهم». ويتفادى كنعان الحديث عن تحرّك «حتى لا نُلزم المعارضة شيئاً، ولأننا حريصون على استقرار البلاد، ولن نفرّط ولا بفرصة في سبيل تعزيز الاستقرار».
بدوره، يمتنع حزب الله عن التعليق على الموضوع، ويكتفي بالقول على لسان مسؤول العلاقات الإعلاميّة حسين رحّال: «فلننتظر الأيام الأربعة المقبلة لتتبلور الأمور».
وتقول الأوساط المعارضة إن القرار بالتحرك اتخذ «ونحن نستفيد من أيام العطلة لبلورة قراراتنا وإشباعها نقاشاً»، بينما يرى الوزير السابق وئام وهّاب أن هذه «المعارضة ترعد وما بتشتي»، وتردّ عليه مصادر معارضة بالتأكيد أن «هذه المرّة رَح تشتي».
تضع المعارضة على طاولتها بنوداً عدّة للدراسة، أهمها كيفيّة التعامل مع قرارات الحكومة، وهو أمر مرتبط بما إذا ما كانت الحكومة ستتّخذ قرارات جديدة، وبنوع هذه القرارات. كما يدور نقاش حول حجم هذا التحرّك وهدفه وجدواه، وإلى أي مدى تستطيع المعارضة الوصول، وهذا مرتبط بقضية مصادرة الحكومة لصلاحيّات رئاسة الجمهوريّة. وفي هذا الإطار، يطرح بعض المعارضين إعادة تفعيل الاعتصام في وسط بيروت، لأنه بدأ بهدف إسقاط الحكومة «والمعركة اليوم في أوجها».
وتشير أوساط في المعارضة إلى وجود «أفكار غير تقليديّة» للقيام بتحرّكات سريعة ذات مفعول فوري.
وتتفق مصادر معارضة أخرى مع سابقاتها، وتؤكّد وجود هذه الأفكار على طاولة النقاش، لكنّها ترى أنها دون المطلوب، لأنّ هذا النوع من التحركّات لا يستطيع أن يسحب السلطة من يد فريق الموالاة «الذي يعمل لتحقيق أهداف خطيرة»، وبالتالي «علينا العمل لإسقاط هذه الأهداف لأننا أمام مفترق خطير».
وتؤكّد هذه المصادر الإصرار على إعادة الحياة إلى الخطة التي وُضعت لمواجهة خيار الانتخاب بالنصف الزائد واحداً، ولملء الفراغ الناتج من نهاية ولاية الرئيس إميل لحّود، لأن «أسلوب الصبر لم يعد ينفع». وتلفت إلى أن المعارضة أضافت بعض التعديلات إلى الخطة، وأن «جهوزيّة شبابها في أقصى درجاتها»، «لكن كلّ تحركاتنا ديموقراطيّة وسلميّة». وترفض المصادر تحديد طبيعة الخطوة، «حتى لا نعد جمهورنا بشيء ثم نؤجّله».
الأمور إذاً جاهزة بانتظار «ساعة الصفر» التي سيتم تحديدها خلال فترة الأعياد، لكنّ المعارضة تأمل في الوقت عينه أن يقوم فريق السلطة بخطوة إيجابيّة ويتراجع عن استفزازته من أجل الوصول إلى حلّ سياسي.