بنت جبيل ـ داني الأمين
اختفت بهجة العيد في بلدات وقرى قضاءي بنت جبيل ومرجعيون، واختفت أماكنها أيضاً. فإضافة إلى الملل وبرد الشتاء القارس، لم يعد سكّان المنطقة يجدون ملاذهم خارج المنزل لتمضية أوقات الفراغ والترفيه عن النفس، فكانت زيارات الأقارب والأصدقاء في منازلهم، هي الحل الوحيد، ما عدا بعض المطاعم القليلة الموجودة في المنطقة، والتي لا توفّر للأطفال حاجتهم إلى اللعب واللهو. ففي منطقة بنت جبيل، التي تضم أكثر من ثلاثين قرية وبلدة، لا يوجد إلا بعض المطاعم التي لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة، ملّها زوّارها لكثرة ارتيادها. وأمام هذا الواقع، سعى بعض الشباب إلى استحداث تجمّعات خاصة بهم، في الساحات العامّة وقرب أحد المحال التي توفّر بعضاً من مستلزمات السهرة. أمّا من يبحث عن أماكن يلهو فيها أطفاله، فعليه أن يقطع عشرات الكيلومترات إلى مدن صيدا وصور والنبطية، لعلّه يجد مبتغاه. إلا أنّ الملل استثنى منطقة «الجرن»، فقد وجد بعض الأهالي، وخصوصاً الأطفال، ضالّتهم في مطعم «باب الحارة» الجديد فيها عند تقاطع الطرق المؤدي إلى بلدات برعشيت ومجدل سلم والجميجمة وشقرا. في «باب الحارة»، ثمّة ما يجذب العائلات، إذ إنّ من يقدّم لهم الطبق الخاصّ سوريّ من منطقة «القرداحة» يجيد التحدّّث على طريقة «أبو عصام» وابنه «معتز» في مسلسل «باب الحارة».
يُتقن حكم إسماعيل اللكنة، ويلبس مثل ممثّلي المسلسل، «الدشداشة والقبقاب والشروال الأسود والطربوش الأحمر». ويشير صاحب المطعم جودت زين الدين «إلى أنّ سبب الإقبال الكبير على المطعم يعود إلى أنّ الأطفال، أثناء عبورهم بسيارات ذويهم على الطريق، يستوقفهم اسم المطعم، فيطلبون من أهاليهم النزول إليه». ويُلفت إلى أنّ مطعمه تقمّص المسلسل السوري بكل تفاصيله، بدءاً من بابه الخشبي إلى زيّ عمّاله، إضافة إلى «المفتقة»، الطبق السوري الخاص الذي يعدّه اسماعيل، والنرجيلة أيضاً.
ويطمح زين الدين إلى تجهيز المطعم بشاشة تلفاز كبيرة لعرض مسلسل باب الحارة على الزبائن باستمرار، معرباً، من جهةٍ ثانية، عن رغبته في توسيع المطعم إلى حقل الزيتون المجاور للمحل.