فداء عيتاني
كل ثانية تمر تتأخّر فيها الموالاة عن عقد اتفاق سياسي مع المعارضة تقدّم الموالاة مكسباً إضافياً إلى عدوّها المعلن: العاصمة السورية.
وكلما قالت الأكثرية النيابية إنها تريد الحل إلّا أن الطرف الآخر يسعى إلى التعطيل، أعطت دمشق مكانة أوسع وأعمق في السياسة المحلية.
قوى 14 آذار تشبه اليوم من يقف وسط الرمال المتحركة، لكنه لا يكفّ عن الحركة والصراخ، وكلما غرق أكثر ازداد انفعاله وتكاثرت استغاثاته، لتتسارع بالتالي وتيرة غرقه، وهكذا تنجح دمشق في إيجاد مبرّرات سياسية كافية لدفع الرئيس الأميركي جورج بوش إلى إعلان إفلاسه، عبر مطالبته بالانتخاب بالنصف زائداً واحداً، كما نجحت في دفع الفرنسيين الى الخروج من ثيابهم، بعد فشلهم في إقناع الغالبية النيابية بالتسوية.
سينطبق بعد اليوم ما كانت تقوله قوى الموالاة عن وئام وهاب: «مع وجود معارضة كهذه لسنا بحاجة إلى دعاية انتخابية». واليوم يصح القول: «مع وجود أكثرية كهذه لا تحتاج دمشق إلى أصدقاء». الإنسان عدو نفسه أحياناً.