جدّد رؤساء ومدراء الجامعات اللبنانيّة دعوتهم القوى السياسية المختلفة إلى التخفيف من الخطاب السياسي العنيف وإعادة النظر فيه لما له من تأثير على الأجواء والمناخات الجامعية وعلى المدارس، مطالبين بتحييد هذه المؤسّسات عن «نزاعهم الدائر»، وأكّدوا في الوقت نفسه حرصهم الشديد على إنقاذ العام الدراسي.دعوة التربويين جاءت خلال اجتماع موسّع عقدته لجنة التربية والثقافة النيابية في حضور رئيسة اللجنة النائبة بهيّة الحريري ووزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قبّاني ورئيس الجامعة اللبنانيّة الدكتور زهير شكر ورؤساء الجامعات الخاصة.
ودعت النائبة الحريري إلى ضرورة فتح حوار تربوي شامل يفسح المجال أمام لململة الأزمة وإنقاذ القطاع التربوي «قبل فوات الأوان».
أمّا قبّاني فأكّد على ضرورة أن تؤدي الجامعات دورها في حل المشكلات التي تحصل داخل الحرم الجامعي، واستيعاب الأمور والحؤول دون أن تخرج هذه النزاعات إلى خارج الحرم الجامعي أو أن يتدخّل أحد من الخارج بما يحدث داخل الجامعة من نقاشات وحوارات سياسية في هذا الأمر. كما جدّد دعوته للقيادات السياسية بتحييد الجامعات عن الصراعات والخلافات والنزاعات، ولا سيّما لجهة تلطيف الخطاب السياسي، مناشداً جميع الطلاب أن «يبقوا الساحات الجامعية مكاناً للتفاعل الحضاري وللحوار الديموقراطي البنّاء من أجل إنقاذ العام الدراسي وإبعاد كل ما يعكّر صفو العلاقات بينهم أو ما يؤثّر على حسن سير العمل داخل الجامعات». وبدوره، شدّد شكر على «تحييد الجامعة اللبنانية خصوصاً عن الصراعات السياسية».
وأصدر المجتمعون، في نهاية الجلسة بياناً، شددوا فيه على أنّ «الجامعة هي المكان الطبيعي لالتقاء الطلاب من مختلف الاتجاهات السياسية، وإن الحوار واحترام الرأي الآخر هو من البديهيات التي يجب أن يلتزمها الجميع»، مع التشديد على أنّ دور الجامعة ينحصر في تكوين وإعداد المواطنين والنخب السياسية وأنّ الظروف الحرجة الحالية تتطلب من جميع القوى السياسية تجنيب الجامعات الصراع السياسي الحاد الذي تعيشه البلاد.
كما دعوا إلى تجنيب الجامعة «الفتن المذهبية والطائفيّة وما يتطلّبه ذلك من التزام جميع القوى السياسية في الحوار والتواصل المتبادل، والتأكيد على محازبيها احترام المؤسسة التربوية والخضوع إلى كل التدابير التي تتخذها لحفظ السلامة العامة.
وشدّد المجتمعون أيضاً على تعزيز تواصل رؤساء الجامعات والعمداء والأساتذة مع طلّابهم عبر لقاءات دورية بما يساعد على التهدئة وقبول التنوع واعتماد الحوار واحترام الآخر والتوعية الوطنية».