strong>دعوات الى عقلنة الخطاب السياسي و«مجلس حكماء» للحؤول دون تحوّل الخلافات السياسية مذهبية
تلاقت خطب الجمعة على التحذير من الفتنة المذهبية وما تخفيه من أبعاد كارثية تهدّد لبنان، كياناً ووجوداً. وأجمع الخطباء على «وأد الفتنة التي لا تخدم سوى إسرائيل»، مشدّدين على أن الخلاص من الأزمة الراهنة يكمن في الانصراف عن التبعية للخارج ومخططاته الى شروط الداخل ومعادلاته.
فقد دعا المرجع السيد محمد حسين فضل الله الى ضرورة توحيد الصوت، إذ «لا صوت إلا صوت المعركة، ولا بندقية إلا بندقية المقاومة»، والى «إنتاج وإبداع الانتفاضة من جديد».
وأهاب بالجميع أن يرحموا لبنان «درة المنطقة»، ودعا الى «عدم السماح للّاعبين الإقليميين أو الدوليين بأن يحوّلوه ساحة للخطوط السياسية في مشاريع الآخرين»، وطالب اللبنانيين بـ«التمرّد الواعي على كل مثيري الفتنة»، محذراً من «فتنة إسلامية ـــ إسلامية ومسيحية ـــ مسيحية، ومن فتنة تشمل لبنان لتدمر إنسانه الذي عاش المشكلة الاقتصادية والمأساة التهجيرية». كما دعا القوى الأمنية والقضائية إلى «أن تعاقب القتلة والمجرمين والمعتدين الذين أثاروا الفتنة، منعاً لتحريك عملية الانتقام أو الثأر لأهل هذا القتيل أو ذاك»، بعيداً عن أي ترغيب أو ترهيب.
ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان سياسيّي لبنان الى «نبذ الخلافات وعدم الاقتتال»، وعلماء الدين الى «تصويب الخطاب، والتأكيد على حرمة الفتنة والقتل»، مضيفاً: «نحن نحرّم كل اعتداء على القيم الدينية ومرافق الوطن. وليعلم الجميع أن صيغة الغالب والمغلوب والقاتل والمقتول غير مقبولة في لبنان، لأن الخاسر هو الوطن. لذلك، يجب أن نعمل ليرتاح لبنان ويبقى محصناً ومستقراً بوحدة بنيه وتعاونهم».
ورأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن «لبنان مهدد بكيانه وبوجوده، ويمر بأخطر مرحلة من تاريخه القديم والحديث»، ودعا الجميع الى «الاستيقاظ من الغفلة التي طالت، والتحوّل الى معاول حقيقية تهدم المشاريع التآمرية والفتنوية وتبني لبنان»، مضيفاً: «يجب قطع الطريق على كل من يريد التدخل في الشؤون اللبنانية، لأن إشارات عرقلة المبادرات تأتي دائماً من الخارج الذي يحاول أن يكرّس وصايته بأي ثمن، ولو أدى ذلك إلى زرع الفتنة بين اللبنانيين».
ورأى رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي أن شكل المأزق الذي يعيشه لبنان «يخفي بعداً كارثياً، إن لم يسارع الجميع الى حلول وسطية وتسويات وفاقية تخفف من غلواء الطائفيات وهياج المذهبيات»، داعياً الى ضرورة وأد الفتنة».
ودعا مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس الى إعتبار الفتوى التي أصدرها مجلس العلماء في لبنان بحرمة الاقتتال والتعدّي على الممتلكات العامة والخاصة «ملزمة لعموم اللبنانيين»، مشدّداً على ضرورة تأليف مجلس حكماء من العلماء «لحلّ كل المشكلات العالقة، والحؤول دون تمدّد الخلافات السياسية الى الجوانب المذهبية والطائفية».
من جهته، نبّه مفتي صور ومنطقتها الشيخ محمد دالي بلطة الى خطورة التحاور في الشارع، داعياً الى «حظر كل خطاب سياسي تحريضي أو طائفي بغيض، والعودة الى لغة العقل والمؤسسات الدستورية لحلّ كل الخلافات، بدل الشارع المفتوح على كل الاحتمالات».
وأكد رئيس «لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية» الشيخ عبد الناصر جبري «حرمة دم المسلم وحرمة التقاتل بين المسلمين»، وناشد الجميع «عقلنة الخطاب السياسي وترشيد المواقف»، مشيراً الى أن ما يحدث في لبنان وفلسطين والعراق "أمر مخيف لا يجوز الاستمرار فيه والمضي في المخطط الأميركي المشؤوم الذي يرقص هو والعدو الصهيوني فرحاً على أشلاء المسلمين ودمائهم».
وطالب رئيس مجلس قيادة «حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ هاشم منقارة بضرورة «رفع الغطاء عن محركي ومثيري حالة الشغب والتخريب والقتل، لأي جهة كانوا ينتمون، وتطبيق شفافية التحقيق مع من يثبت تورطه في إثارة الشغب».
وشدد الأمين العام لـ«حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ بلال شعبان على ضرورة التعامل مع الأمور الخلافية بالحكمة والوعي وعدم الانجرار إلى ما يخطط له أعداء لبنان، لافتاً الى أن حلّ الأزمة في لبنان يكمن في «توافق جميع الأفرقاء، عبر العودة الى الحوار».
تجدر الإشارة الى أن دائرة الأوقاف الإسلامية أصدرت تعميماً لخطباء المساجد، أوصت فيه بـ»الحرص على وحدة الصف الإسلامي والوطني، عبر الدعوة المستمرة الى المحبة والتآلف».
(الأخبار، وطنية)