صيدا ــ خالد الغربي
استولت فرقة من عناصر «جند الشام» في وقت مبكر من صباح أمس، على مؤسسة تربوية للأطفال تابعة لـ«مؤسسة الحريري»؛ تقع قي المنطقة التي لم ينتشر فيها الجيش اللبناني من محلة التعمير في صيدا. وعلم أن هذا «الاحتلال» هدفه «ابتزازي» من أجل توفير أموال كتعويضات مالية لعدد من هذه العناصر، التي هجرت منازلها بعد انتشار الجيش. إذ أصبحت هذه المنازل في نطاق سيطرة الجيش الذي دخل الى القسم الأكبر من التعمير في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
وفي التفاصيل أن نحو خمسة عشر مسلحاً من «جند الشام»، مدججين بالأسلحة، اقتحموا أمس مبنى جمعية مكتبة أطفال صيدا الشعبية ــ روضة البهاء (خالية من تلامذتها المئة وخمسين طفلاً) بعدما اتخذت إدارتها قراراً بوقف التدريس منذ انتشار الجيش حفاظاً على سلامتهم، لكونها تحولت الى خط تماس، وعمدوا إلى ضرب المشرفة على الجمعية عبير الزكنون. وأشارت المصادر الى أن الهدف هو محاولة الضغط والابتزاز من أجل دفع تعويضات مالية لمسلحين لم تشملهم «التعويضات» التي دفعت سابقاً لآخرين قبل انتشار الجيش لتدبر أمرهم. وشعر هؤلاء بأن الوعود، التي أعطيت لهم على أكثر من صعيد بأن «كل شيء سيصير على خاطرهم»، لم تفعل فعلها، فآثروا انتهاج طرق تصعيدية وضغط. لكن مصادر النائب بهية الحريري أكدت لـ«الأخبار» أن هذا المنطق الابتزازي لن تقبله، وهي أبلغت بعض من نقلوا «رسائل» أنها غير مستعدة حتى لمناقشة الأمر ما لم ينسحب هؤلاء من المبنى، ويجب إخلاؤه فوراً قبل الشروع بالحديث عن مطالب، «فلا نفاوض تحت الضغط والابتزاز» تقول مصادر النائب الحريري. وقد سارعت القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة الى إجراء اتصالات مع «عصبة الأنصار» التي أخذت دائماً على عاتقها معالجة كل الإشكالات التي تسببها عناصر «جند الشام».
ووفقاً لما رواه شهود عيان لـ«الأخبار» فإن المسلحين كانوا قد حضروا الى الروضة في وقت سابق من احتلالهم لها، وطلبوا من إحدى العاملات تسليمهم مفاتيح كامل المبنى لمعاينة «ماس» كهربائي كما ادّعى. ولما نفت العاملة ذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي، آثروا المغادرة قبل معاودتهم مجدداً بأعداد أكبر، وكانت حينها المشرفة على الروضة عبير الزكنون قد حضرت، حيث انهالوا عليها بالشتائم والسباب مفصحين عن الغرض الحقيقي لحضورهم، وقام عدد منهم بتحطيم الطاولات والكراسي وتكسير بعض النوافد والمقتنيات في عرض بدا منه إثبات النفوذ والترهيب.
ولتوكيد استيلائهم على المبنى، أحضر عناصر «جند الشام» قسماً من عائلاتهم وبعض الأثاث المنزلي والثياب، وقالوا لمن رآهم: «لن نغادر قبل أن يجدوا حلاً لقضيتنا ولتأمين مساكن بديلة ومش نحنا اللي منستاهل». ويتولى معالجة الأمر وذيوله فضلاً عن القوى الإسلامية الفلسطينية، كل من الشيخ ماهر حمود و«الجماعة الإسلامية». وكانت «الأخبار» قد أشارت قبل أيام الى مساع يجريها أكثر من طرف من أجل تأمين تعويضات مالية لعناصر من «جند الشام»، فضلاً عن محاولات تنظيف أمني وقضائي لسجلات عدد آخر منهم.