strong>عاد طلّاب الجامعة اللبنانيّة إلى حرم كلّياتهمبعد الغياب «القسري» تحت «الحراسة». قرار اتّخذه رئيس «اللبنانيّة» للحماية، واستنكره غالبيّة الطلّاب الذين لم يستسيغوا تحويل كلّياتهم إلى ثُكن عسكرية. لكن، رغم ذلك، لم تحل الإجراءات الأمنيّة «المشدّدة» دون سريان أجواء الارتياح والهدوء التي غلبت على المجمّعات الجامعيّة كلّها

استعادت كافتيريا معهد الفنون الجميلة في مجمّع الجامعة اللبنانيّة في الحدث «روّادها» بعد غياب «قسري» استبق قرارات «الرئيس» الاستثنائيّة. طلّاب من الكلّيات المجاورة استرجعوا طاولاتهم وحاولوا قدر الإمكان إبعاد «شبح الإرباك» عن يومهم الأوّل، رغم مشاهد «الاستنفار» التي تحوط المجمّع من مدخليه. واستأنف معظم الطلّاب محاضراتهم ونشاطاتهم بشكل شبه طبيعي، تعويضاً لما فاتهم من تأخير.
جوّ من الارتياح تقاسمته «الفنون» مع باقي كليات المجمّع، بدءاً من «العلوم» مروراً بـ«العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال» و«الحقوق والعلوم السياسيّة»، وصولاً إلى «الهندسة» التي لم تتأثّر كثيراً بـ«المذكّرات الستّ» المتتالية، كونها بعيدة في الأصل عن النشاطات السياسيّة. ورغم أجواء الطمأنينة التي عاشها الطلّاب في يومهم الأوّل، لا تزال رواسب «الخوف» تسيطر على طلّاب بعض الكلّيات، وخصوصاً في ما يتعلّق بحضور طلّاب «السلطة» إلى منطقة «المعارضة». وفيما سجّل «المعارضون» حضوراً «بالجملة»، اقتصر حضور الطرف الآخر على بعض «الفتيات» اللواتي «افتتحن» اليوم الأوّل في المجمّع لـ«جس النبض».
لم يطل «جس النبض» كامل «أراضي» المجمّع، بعدما سجّلت مسؤولة شباب المستقبل في الفنون الجميلة يسرى عيتاني وبعض «الحلفاء» خرقاً واضحاً عبر التزامهم الحضور. غير أنّ حضور «المستقبليين والاشتراكيين» لا يزال خفيفاً في الأماكن التي هم فيها لتصبح شبه معدومة في كلّية الحقوق والعلوم السياسيّة، والتي بات وجودهم فيها «على المحك» بعد الإشكال الذي وقع مع مسؤول شباب المستقبل محمد يموت منذ شهرين. ولم يجد مسؤولو بعض مجالس الطلّاب في الاجتماعات وسيلة لحض المعتكفين على العودة بوجود الهواجس والخوف و«السياسيين»، وتركوا الحلّ للأيّام المقبلة.
العودة الميمونة «لمن حضر» ترافقت مع تدابير أمنيّة أفقدت الكثير من الطلّاب صوابهم، ووصلت بالبعض إلى حدّ ترك الجامعة قبل ولوج المدخل أو افتعال المشاكل مع رجال الأمن. لم يكن المشهد عادياً عند مدخلي المجمّع، حيث «احتلّت» قوى الأمن الداخلي المدخل الغربي للجامعة، فيما دخل «الجيش» بآلياته شريكاً مع «القوّتين» السابقتين. كما نشطت مهمّات «المفتّشات» اللواتي زاد عددهن مع صدور قرار الرئيس لتفتيش صبايا المجمّع. وانفردت عناصر أخرى للتجوال بين حرم الكلّيات لمتابعة الأمور عن كثب، إضافة إلى بعض «المخبرين» الذين «فرزتهم» السلطات المختصّة «للتجسس» على أهل الجامعة «من أجل المصلحة العامّة».
لم تلق التدابير المشدّدة ترحيباً لدى الطلّاب بعدما تحولت مداخل المجمّع إلى ثكنة عسكرية نزعت عنها الطابع الأكاديمي. فوجدها البعض انتقائية ومفتعلة. وفي هذا الإطار، يشير منتظر، الطالب في كلّية الحقوق، إلى أنّ التفتيش تركّز في غالب الأحيان على «الطلّاب الملتحين والمتّشحين بالسواد». وعلّق رؤساء مجالس الطلّاب في المجمّع على القرار، معتبرين أنّ الحل لا يبدأ من «مدخل الجامعة، بل يعتمد على الطلّاب ومدى استيعابهم للاحتقان ووعيهممن جهة ثانية، لم يسرِ أمس مفعول قرار رئيس الجامعة اللبنانية بتفتيش الطلاب وسيارات الأساتذة على الفروع الأولى خارج المجمع الجامعي. وفيما اقتصر تدخل القوى الأمنية «المعززة» على التدقيق في البطاقات الجامعية في بعض الكليات، غاب حضورها في كليات أخرى. إلاّ أنّ القلق الذي لا يزال يساور الطلاب انعكس حضوراً قليلاً في كليات «الآداب والعلوم الإنسانية» و«الإعلام والتوثيق» و«التربية» و«معهد العلوم الاجتماعية». وقد مارس الطلاب نوعاً من الرقابة الذاتية، فتجنّبوا الحديث في السياسة منعاً لأي اصطدام. في المقابل ذهب البعض إلى القول إنّ طغيان الطابع الأنثوي على الكليات يجعلها بعيدة من الصدامات.
وساد الهدوء الفروع الثانية، وسط انتشار حواجز ثابتة للجيش اللبناني على الطرقات المؤدية للكليات، فيما تولى أفراد قوى الأمن الداخلي التدقيق في البطاقات الجامعية على مداخل الكليات. في الداخل، بدا الأمر مختلفاً إذ شعر الطلاب والناشطون السياسيون من مختلف الأطراف بالارتياح مع الإبقاء على الحذر الطبيعي.
والمشهد الذي كنا نراه قبل الخميس الأسود يتجلّى بكل صوره في اليوم الدراسي الأول: مجموعة تراجع محاضراتها بالقرب من عدد من الأشخاص الذين يناقشون أموراً عامة بانتظار بدء المحاضرة التالية. وعلى إحدى الطاولات لم يغيّر «مدمنو لعب الورق» عادتهم فكان «دقّ الطرنيب» حماسياً للغاية أما الأكثر نشاطاً فعادوا يمارسون هواية كرة الطاولة.
وإلى الكافيتيريا حيث عاد ضباب الدخان والضجيج ليشير إلى أن «كل شيء طبيعي»، جلس كلٌّ مكانه وكأن كل طاولة محجوزة باسم مجموعة معينة.
أما طاولات المقاهي المحاذية لكلية العلوم في الفنار، فلم تجد من يشغلها، بعدما كانت مقصداً لطلاب الكلية هرباً من الحصص الدراسية. وبدا الهدوء غريباً في كلية العلوم التي تضم ستة آلاف طالب لم يحضر منهم سوى القليل القليل. كما أنّ معرفة أصداء الترتيبات الأمنية لم تكن بالأمر السهل «فالمدير مشغول» يقول أحد الموظفين. يطول انتظارنا قبل أن يكشف موظف آخر طبيعة سير العمل الإداري في الكلية «المدير لا يحضر إلا نهاري الخميس والجمعة».
ولم تختلف الأجواء الأمنية في كلية الإعلام ـــ الفرع الثاني، لكنّ اللافت عدم توزيع البيانات على غير العادة. وقد أعرب مدير الفرع الدكتور أنطوان متى عن ارتياحه للإجراءات الأمنية. وعن وضع الكلية وما يجري في سراديبها، أكد متى أنه ملتزم «التعميم الرقم 2» الصادر عن رئاسة الجامعة في الأول من شهر شباط الجاري، الذي يطلب فيه من «عمداء الوحدات الجامعية ومدراء الفروع عدم نشر أخبار عن الكليات عبر وسائل الإعلام مباشرةً، وإبلاغ الأمر إلى رئاسة الجامعة التي تتولى بنفسها التغطية الإعلامية اللازمة».
في جلّ الديب، حيث كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية، الأكثر شغباً في الفروع الثانية، سيطرة لعناصر القوى الأمنية وغياب للبيانات التي باتت شبه يومية في الكلية. مدير الفرع الدكتور إيلي داغر رأى أنّ الإجراءات الأمنية مناسبة في هذه الظروف رغم الهدوء الحذر، بين الحكومة والمعارضة، فيما لفت عدد من الطلاب إلى أنّ التفتيش طال سيارة المدير عند دخوله إلى حرم الجامعة.
ومن الفروع الرابعة في البقاع، أفاد مراسل «الأخبار» نقولا أبو رجيلي أنّ الدراسة استؤنفت في الكليات في ظل إجراءات أمنية قامت بها عناصر من قوى الأمن الداخلي التي أخضعت الداخلين إلى حرم الكليات للتفتيش الدقيق وعدم إدخال أي طالب لا يبرز بطاقته الجامعية. وبلغت نسبة الحضور في بعض الكليات عند الدوام الصباحي 30% لترتفع النسبة إلى 70% خلال دوام بعد الظهر. وقد أبدى عمداء الكليات ارتياحاً لنسبة الحضور بعد الأجواء المتشنجة التي رافقت إقفال فروع الجامعة اللبنانية، كما فوجئ الطلاب بالإجراءات الأمنية وأثنى بعضهم عليها فيما اعترض البعض الاخر مستغربين الأمر.
وأفاد مراسل «الأخبار» في طرابلس عبد الكافي عبد الصمد أنّ طلاب الفروع الثالثة في الشمال عاودوا الدراسة في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي عند مداخل الكليّات وفي محيطها. وفيما عمدت عناصر الجيش اللبناني إلى تسييّر دوريات في الشوارع القريبة ومنعت السيارات والبسطات من الوقوف فيها، دققت عناصر قوى الأمن في بطاقات الطلاب و«فتّشت» سيارات الموظفين والأساتذة، التزاماً بقرار رئيس الجامعة. أما الطلاب، فأبدوا ارتياحهم للإجراءات «التي تحول دون حصول أي توتر أو استفزاز»، مؤكدين أهمية أن يتفرغ الجميع لدراستهم من أجل تعويض ما فاتهم من دروس في الأيام الماضية». من جهتهم، نقل مدراء الكليات ارتياحهم للتدابير التي تسمح بتفادي المشاكل باعتبار أنّ الجامعة غير معزولة عن محيطها، مراهنين على وعي الطلاب في عدم نقل الخلافات إلى الداخل.
لم تختلف حال الفرع الخامس عن سواه، فقد عاود الطلّاب نشاطهم في ظل استنفار القوى الأمنية، وفي هذا الصدد، أفاد مراسل «الأخبار» خالد الغربي أنّ القوى الأمنيّة تواكبها دوريات مكثفة قطعت كل الطرقات التي تفضي إلى مباني الكلّيات الأربع (الحقوق – الآداب والعلوم الإنسانية – العلوم الاجتماعية – الصحة) فضلاً عن المعهد الجامعي للتكنولوجيا وقامت بحملة تفتيش دقيقة يدوياً وإلكترونياً.
(الأخبار)




شكر: التدابير الاستثنائيّة مؤقّتة

بارك رئيس الجامعة اللبنانيّة الدكتور زهير شكر مجمّع الجامعة في الحدث بحضوره المبكر. واستغلّ لقاءه عمداء الفرع الأوّل ومدراءه لبحث ما آلت إليه أوضاع المجمّع بعد العطلة «القسرية». وأبدى الرئيس ارتياحه لاستئناف العام الجامعي رغم استشعاره صعوبة إكمال ما فات الطلّاب. كما حدّد ثلاث خططٍ قد تسهم على المدى المنظور في سدّ النقص، مشدّداً في خطوة أولى على استبدال «الأيّام العشرة» بإضافة ساعاتٍ إلى البرنامج الدراسي واستغلال أيّام العطل الأسبوعيّة «عبر تكثيف الجهود لفترة شهرٍ من الآن» وتعزيز أصول التواصل بين العمداء والمدراء والأساتذة من جهة والطلّاب من جهة أخرى أيّاًَ تكن انتماءاتهم. ودعا في البند الأخير إلى تفعيل مواثيق الشرف بين الطلّاب المنتمين إلى تيّارات سياسيّة مختلفة. وشدّد الرئيس على أنّ المذكّرات التي صدرت بحقّ الجامعة اللبنانيّة في ما يتعلّق بتعليق النشاطات والتدابير الأمنيّة تبقى ضمن حدود المؤقّت، مشيراً إلى إمكان إلغائها عندما «نصل إلى وضع يتوصّل فيه أي طرف سياسي في أي مكان وفي أي موضوع إلى حريّة النقاش من دون ردّ فعل سلبي». وجال شكر على كلّيات الفرع الثاني في الفنار مبدياً ارتياحه للجو الإيجابي والحضور اللافت للطلّاب.

رفع الغطاءالسياسي عن «مشاغبي»اليوم الأوّل


لم يمر يوم التدريس الأول في المجمع الجامعي في الحدث «على خير»، رغم أجواء التهدئة التي أشاعتها غالبية الأطراف. فقد وقع إشكال عند الثانية والنصف من بعد الظهر بين خمسة شبان عند المدخل الشرقي للمجمّع. وعلمت «الأخبار» أن خلفيات الحادث سياسية ـ طائفية. وفي التفاصيل أنّ الطالب مكرم منذر قد تعرض منذ الصباح لاستفزازات من عدد من الشبّان، فتوجّه إلى مجلس طلاب الفرع الأول في كلية العلوم الذي نهى الفاعلين عن التعرض له. لكن المشادات الكلامية تجدّدت ظهراً فتعرض منذر للضرب، ما دفعه إلى الادّعاء على الفاعلين الذين سمّاهم. وتتابع القوى الأمنية بالتنسيق مع رئيس الجامعة ذيول الحادث ومحاسبة المسؤولين وصولاً إلى إحالتهم إلى المجلس التأديبي. بدورها، لم تتبن أي من الأطراف السياسية الفاعلة في المجمّع المعتدين. كما أكّدت مصادر مجالس الفروع رفع الغطاء السياسي عن «العناصر غير المنضبطة»، والمساعدة في تسليمها إلى القوى الأمنية.
وأشارت إلى أنّ طابع الحادث فردي بامتياز وغير مرتبط بأي خلفية سياسية.