البقاع ــ نيبال الحايك
هناك حيث تلتقي قبائل الكابوتشي وطيور الرخّ والتحف الشرقيّة

يفتخر السيد سليم عراجي (54 عاماً) بأنّه استطاع في مدة قياسية لا تتجاوز عقدين من الزمان، أن يحوّل منزله في بلدة بر الياس البقاعية الى متحف واسع «يختزن» بين جدرانه معظم التحف الفنية الشرقية التي تعود لقرون مضت. فتحوّل المنزل العائلي إلى «بوابة» يدخلها كل من يشعر بأنّه بحاجة إلى «لمسة» من التاريخ.
ويقول عراجي إنّ حبّه وشغفه بالتاريخ والتراث و«حضارة بلادنا» دفعته منذ أن كان فتيّاً الى جمع القطع التراثية و«حتى الاثرية» التي تعود الى حقبات تاريخية وعصور قديمة.
يضم منزل عراجي مئات القطع من التحف الشرقية والأحجار النادرة الوجود واللوحات والرسوم التاريخية التي تعود الى القرن التاسع عشر والقرن العشرين، اضافة الى قطع نادرة من حضارت عديدة.
ينبهر المرء لحظة دخوله الى منزل عراجي بالأعداد الهائلة من الخناجر والسيوف والبنادق التي «تذكّر» الزائر بمشاهد من افلام سينمائية تروي قصصاً من التاريخ والقرون السابقة. وقد جمع سليم عراجي مجموعته من لبنان وسوريا ومصر و«بعضها اهداء من اصدقاء ارادوا حماية التراث الوطني والعربي والاسلامي من خلال تقديم ما يملكون لعرضها وحمايتها».
يقسم عراجي المتقاعد بعد خدمة طويلة في الامن العام منزله الى عدة اقسام. فمدخل المنزل يستقبلك بمجموعة كبيرة من الاحجار النادرة الوجود و«المحادل» التي تعود الى القرن الثامن عشر، اضافة الى مجموعة كبيرة من الادوات الزراعية القديمة التي انقرضت منذ اعوام عديدة. وهناك ايضاً مجموعة من «أدوات» الخيل التي حصل عليها عراجي من الاسواق التراثية في بعض المناطق اللبنانية، اضافة الى الاجران التي تعود الى العهد الروماني.
في غرف المنزل الداخلية اعداد هائلة من الصور والرسوم التاريخية لطيور انقرضت من لبنان منذ آلاف السنين. ومن هذه الصور واحدة «لطير الرخ»، وهو طير اسطوري ظهرت قصته في الاعوام 1873 و1874 في عهد نابليون. وهناك ايضاً مجموعة لا بأس بها من السيوف التي تعود الى قبائل الكابوتشي والتي كانت موجودة في السودان، وهناك عدة مجموعات من المسابح والخواتم التي تعود الى عهود قديمة. وفي زاوية احدى الغرف تتموضع جرار فخارية عديدة، منها مجموعة من العهد السلجوقي. كما يحوي المتحف أيضاً عملات وأوراقاً نقدية من مختلف الدول العربية والاوروبية.
يأسف عراجي لتجاهل المرجعيات الرسمية في لبنان متحفه. ويقول «لم يدقّ باب متحفي اي مسؤول او هيئة تختص بالآثار في لبنان لمساعدتي على تحويل منزلي المتواضع الى متحف للعموم. فأنا أستقبل يومياً عشرات الزوار من لبنان والعالم العربي للاطلاع على ما كانوا يسمعون ويقرأون عنه». وطالب وزارة السياحة بالاهتمام بـ«متحفه» النادر.