حث رئيس الجمهورية العماد اميل لحود القادة السياسيين اللبنانيين على التوافق لتأليف حكومة وحدة وطنية «تتولى ادارة شؤون البلاد بروح المشاركة الوطنية الحقيقية، وتسهر على تحقيق ابرز استحقاقين سياسيين هما اجراء انتخابات نيابية جديدة تمهّد للانتخابات الرئاسية التي يجب ان تتم في موعدها الدستوري».وأكد لحود أمام وفد من كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية زاره أمس برئاسة النائب محمد رعد، أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة «فاقدة للشرعية الدستورية والميثاقية، ولا يمكن بالتالي ان تناط بها السلطة الاجرائية اذا تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية لأي سبب كان». وشدد على أن «في الدستور ما يكفي من المخارج التي تمكن رئيس الجمهورية من تحمل مسؤولياته في المحافظة على وحدة الوطن أرضاً وشعباً ومؤسسات، وضمان استمرارية الشرعية الدستورية».
وحيّا الرئيس لحود تصدي الجيش اللبناني لقوة اسرائيلية حاولت تجاوز الحدود الجنوبية، مؤكداً أن هذا الموقف «ليس بغريب عن المؤسسة الوطنية التي كانت وستبقى حامية للسيادة والكرامة والاستقلال، وتضحيات رجالها خير شاهد على هذا الالتزام الوطني الثابت».
وإذ دان الخروق الاسرائيلية المستمرة للقرار 1701، طالب «المجتمع الدولي الذي يبدي حرصاً دائماً على لبنان بأن يترجم هذا الحرص من خلال منع اسرائيل من المضي في عدوانها على سيادته وأرضه».
ونقل الوفد الذي ضم الى رعد، النواب محمد فنيش وجمال الطقش ونوار الساحلي وحسن فضل الله وعلي عمار، الى الرئيس لحود تحيات الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله. وصرح رعد بأن «اللقاء مع فخامة الرئيس هو لتأكيد تقديرنا لمواقفه الوطنية الحريصة على الدستور والموفرة الحماية المطلوبة لمراعاة احكامه. وكان تداول للوضع العام في البلاد والتطورات الاخيرة وخصوصاً لجهة محاولة لجوء فريق الحكومة غير الدستوري الى الامم المتحدة ومجلس الامن بشأن داخلي بحت، وهذا ما لاقى استغراباً واستنكاراً شديدين من اللبنانيين. كما كان تداول في الخطوات التي يمكن ان تلجأ اليها المعارضة في الاسابيع والايام المقبلة مع الحرص على السلم الاهلي والاستقرار الداخلي وعدم تمكين فريق السلطة او الحكومة غير الدستورية من الاستمرار في تجاوز الدستور وإطاحة المؤسسات الدستورية (...) ووجدنا لدى فخامة الرئيس تصوراً واضحاً ومتكاملاً عن المرحلة المقبلة والخيارات التي يمكن أن تعتمد من جانبه ومن جانب الحريصين على الاداء الدستوري في هذا البلد».
وعن جلسة الحكومة أمس، قال رعد «ان المكابرة التي تعتمدها الطغمة غير الدستورية لا يمكن الا ان تؤدي بالبلاد الى افق خطير، وستتحمل هذه الطغمة مسؤولية التداعيات التي ستنجم عن مثل هذه المكابرة».
ورداً على سؤال عن أحداث الجنوب قال «ان اداء الجيش اللبناني يقدر ويسجل له، والمحاولات الاسرائيلية الراهنة هي لفرض امر واقع كالمحاولة التي حصلت في بلدة مارون الراس من إحداث تغييرات حدودية وما شابه. والتصدي الذي يقوم به الجيش غير مستغرب بل هو المتوقع دائماً من جيشنا الوطني».
واستقبل لحود القائد الجديد للقوات الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو لمناسبة تسلمه مهماته الجديدة، يرافقه المستشار السياسي لقيادة الطوارئ ميلوس شتروغر، ومدير مكتبه اندريا البانيزي.
ونوّه لحود بدور القوات الدولية، مركزاً على ضرورة تنفيذ القرار 1701 بكل مفاعيله، ولا سيما الانتقال من مرحلة وقف العمليات العدائية الى مرحلة وقف اطلاق النار. وشدد على أهمية التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية، داعياً الى وضع حد للخروق الاسرائيلية المستمرة في البر والجو.
وأكد غراتسيانو أن القوات الدولية ستعمل على تطبيق قرارات المنظمة الدولية بالتعاون مع الجيش اللبناني وفق الآلية المحددة في القرار 1701. وأشار الى أن القيادة الدولية تتطلع الى علاقات وثيقة مع ابناء الجنوب.
واستقبل لحود رئيس بعثة الصليب الاحمر الدولي في لبنان خوان كودركيه، والأب ميلاد ياغي كاهن رعية سيدة الأرز في هيوستن تكساس، وعضو الرعية المغترب مكرم ابي كرم يرافقهما المدير العام للموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير.
(وطنية)