strong>قامت مجموعة مسلّحين ملثّمين أمس باحتجاز ثلاثة عناصر من قوى الامن الداخلي في مخيم نهر البارد، وهذا الحادث قد يدلّ على حال الفوضى التي تعانيها بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
قام عناصر من «فتح الإسلام» أمس باحتجاز ثلاثة عناصر من قوى الأمن الداخلي في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين. وأُفرج عنهم لاحقاً، لكنّ مصدراً رفيعاً في قوى الأمن قال لـ«الأخبار» إن التحقيقات القضائية انطلقت لمعرفة حيثيات الأمر وإن القضاء قد يصدر بلاغ بحث وتحرّ بحق الأشخاص الذين قاموا بتوقيف عناصر من قوى الأمن وتجريدهم من سلاحهم. كما أكّد المصدر الرفيع أن «أهالي المخيم تصرّفوا بإيجابية مع الأمر، لكنْ هناك عناصر ملثمون ومسلحون قاموا بعمل مخالف للقانون ولا يعبّر عن احترام السيادة اللبنانية باحتجازهم لعناصر من قوى الأمن». وفي التفاصيل، أنّه أثناء قيام دورية لقوى الامن الداخلي تابعة لمخفر العبدة الساعة العاشرة على متن آلية عسكرية بمهمة عادية في محيط مخيم نهر البارد، وبوصولها بالقرب من معمل أجبان السعيد القريب من موقع «صامد» التابع لـ«حركة فتح الإسلام» اعترضها عدة أشخاص ملثمين ومسلحين بأسلحة حربية، وأجبروا الدورية على التوجه إلى داخل الموقع حيث جُرّدوا من أسلحتهم وهواتفهم الخاصة. كما قام عناصر «فتح الإسلام» بتقطيع أسلاك الجهاز اللاسلكي المركز في الآلية العسكرية التابعة لقوى الامن وذلك بحجة أن عناصر الدورية كانوا «يتجسّسون» على تحركات الحركة المذكورة ومتابعة عناصرها وذلك بحسب ما ورد عن شعبة العلاقات العامّة في قوى الأمن. وأكّدت قوى الامن أن عناصر «فتح الإسلام» أفرجوا عن عناصر الدورية مع أسلحتهم وعتادهم وسيارتهم العسكرية الساعة 11.10 اي بعد أكثر من ساعة من موعد اختطافهم.
من جهة اخرى، نفى مسؤول «فتح الإسلام» العقيد شاكر العبسي في حديث خاص إلى «الأخبار» اختطاف عناصر تابعة لقوى الأمن الداخلي، معتبراً أن ما جرى من جانب «حرسه» هو «عين الصواب لعدة أسباب أبرزها الاحتقان الحاصل بسبب الممارسات الأمنية واللاإنسانية التي تقوم بها بعض القوى الأمنية ضد كل أبناء المخيم، بغية الضغط علينا وتأليب الرأي العام الفلسطيني ضدنا». وأشار الى أن خلفية ما حدث صباح أمس تعود الى أنه «منذ ثلاثة أيام كان لدينا جريح أصيب أثناء التدريبات، الأمر الذي دفع القوى الأمنية الى الاتصال بالمستوصفات داخل المخيم وتحذيرها من استقباله ومعالجته». وقال العبسي: «استوقف «الحرس» دورية للدرك تتألف من ثلاثة عناصر وهم رقيب أول ومعاون أول ورقيب تابعين لمخفر العبدة لقوى الأمن الداخلي كانت على مقربة من مراكزنا، وطلبوا من العناصر الدخول الى مركز «فتح الإسلام» للاستفسار عما يريدون»، وأضاف العبسي إن «الحرس» «ظنوا أن عناصر دورية قوى الأمن كانوا يقومون بالبحث عن عنصر «فتح الإسلام» الجريح، فما كان من أفراد الدورية إلا أن أوضحوا أنهم في المكان المذكور عن طريق الخطأ وليسوا مكلفين أمنياً، وأنهم يقومون بمراقبة أعمال البناء غير الشرعية على أطراف المخيم» فما كان من عناصر المركز سوى الاعتذار منهم واستقبالهم خير استقبال». وأكد العبسي أنّ ما جرى يعدّ «تصرفاً حكيماً»، وقال إنه الأمر «يفهم خوف عناصر الدورية من الذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة». وأكّد، خلافاً لبيان قوى الأمن، أن مدة احتجاز العناصر الأمنية «لم تتجاوز نصف ساعة».
من جهة أًخرى، استنكرت الفصائل الفلسطينية أمر التوقيف، معتبرة أنه حلّ في وقت لم يتجاوز فيه نصف ساعة وكانت معاملة «فتح الإسلام» لعناصر قوى الأمن جيدة و«لم يكن هناك أي عملية اختطاف»، وقد أجريت اجتماعات مع «فتح الاسلام»، لاستيضاح حقيقة ما حصل، رأوا في خلالها أنه «ينبغي احترام الدولة اللبنانية ويجب التعامل معها بإيجابية وتعاون لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني».
وأكد مساء أمس بيان قوى الأمن أن «الحادث حصل على حدود المخيم، وقد جرت العادة أن تجول دوريات المخفر بشكل عادي في هذه المنطقة». وأضاف إن «التحقيقات جارية بإشراف القضاء المختص لاتخاذ التدابير اللازمة».
(الأخبار)