فداء عيتاني
أنهى حزب الاتحاد مؤتمره العام الحادي عشر، وعقدت قيادته الجديدة اجتماعها الأول أمس. ويخطط الحزب الذي يترأسه الوزير السابق عبد الرحيم مراد لاستعادة نشاطه بعدما أدت ظروف عدة إلى تراجعه، وبعدما كادت التهمة الجاهزة بـ«التبعية للمخابرات السورية» تدفعه إلى العزلة. واليوم بعد مؤتمره وإقرار ورقته السياسية يتجه إلى استعادة دور مفقود، ليس فقط للحزب، بل لكل القوى الوطنية: العودة إلى العمل بين الناس والاستقطاب على مستوى القواعد وبخلفية ناصرية عروبية.
كان مراد لا يكاد يتابع عمل الحزب إلا لماماً، وهو كلف لجنة قيادية إدارة الحزب. وحملت هذه اللجنة أعمالها إلى المؤتمر الذي ينعقد مرة كل ثلاثة أعوام، ونتيجة الانتخابات جدد لمراد رئيساً للحزب، وهو الذي يعتبر بين قواعده بخاصة في مناطق الانتشار الرئيسية للاتحاد رمزاً للعمل الناصري العروبي.
كما انتخب المؤتمر اللجنة المركزية للحزب المؤلفة من 17 عضواً، والمكتب السياسي المؤلف من خمسة أعضاء هم : مراد رئيساً، سعيد أيوب (المسؤول التنظيمي)، أحمد مرعي (المسؤول السياسي)، طلال خانكان (مسؤول الشباب والطلاب)، وهشام طبارة. ويشير انتخاب أعضاء من بيروت في المكتب السياسي إلى اهتمام بالغ يوليه الحزب إلى العمل في العاصمة وبين الشباب الناصري فيها.
يطمح الحزب إلى انتهاء حقبة تراجع العمل الحزبي في البلاد، وهو يركز في وثيقته السياسية على ثوابته، من الدفاع عن المقاومة إلى العلاقات اللبنانية ــ السورية إلى الحلول المقترحة للأزمة اللبنانية الحالية، مشيراً إلى التدخلات الخارجية في قراءته للأحداث والمعطيات السياسية.
في المؤتمر الذي شارك فيه 350 من كوادر الحزب في كل لبنان استعرضت مشاركة الحزب في تحركات المعارضة بخاصة يوم الإضراب العام في 23 كانون الثاني الماضي، وعمل الحزب بين شتورا وبيروت حيث كان له أكبر مشاركة ميدانية، وتلمس المؤتمر إمكان العمل الشعبي، بالتنسيق مع حلفاء الحزب، من حزب الله والتنظيم الشعبي الناصري الذي يُعَدُّ من أقرب الحلفاء، إضافة إلى العديد من الأحزاب الناصرية.
ويصر القياديون الجدد في حزب الاتحاد إضافة إلى رئيسه مراد على فتح قنوات اتصال وتنسيق متينة مع حركة الناصريين المستقلين «المرابطون» كأولى الخطوات التالية لانتهاء مؤتمر الاتحاد، بغض النظر عن التجاذبات التي قد يحاول البعض إغراق المرابطون فيها، أو الكلام على عدم نية إبراهيم قليلات العودة إلى لبنان. وينطلق الاتحاد في إصراره هذا من نيته تجميع القوى الناصرية في لبنان ضمن إطار سياسي واسع، أو على الأقل إطار تنسيقي يوحد هذه الحركات في الاتجاهات العامة.
ويتحدث القياديون الجدد في الحزب عن إمكان بناء وضع متين للحزب بين الناس، سواء عبر الخطط الميدانية أو عبر البرنامج السياسي، وبخاصة عبر التحضير للمواجهة السياسية التي يرتقب أن تتم خلال أول انتخابات برلمانية تشهدها البلاد، ويسعى الحزب إلى الحصول على التمويل اللازم لعمله عبر مشاريع مالية وتجارية خاصة.