strong>تيار المستقبل يتوقع مشاركة 300 ألف «بقاعي» والاشتراكي يتجنّب سلوك طرق المعارضة توالت الدعوات من قوى 14 آذار في مختلف المناطق اللبنانية إلى المشاركة الفعالة في إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء غداً. كما توالت المواقف السياسية والنقابية المنوهة بدور الرئيس الحريري
حشدت قوى 14 آذار ماكينتها الحزبية والإعلامية في مختلف المناطق اللبنانية تحضيراً للمشاركة في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري.
في البقاع (نيبال حايك)، توقع تيار المستقبل مشاركة ما بين 250 إلى 300 ألف مواطن بقاعي من أنصاره. وقال قيادي في تيار المستقبل يشرف على التحضيرات لـ«الأخبار» إن الاستعدادات اللوجستية قد أُنجزت بشكل كامل، وإنه جرى «حجز» كل حافلات النقل الكبيرة والصغيرة في منطقة البقاع، عدا أصحاب السيارات الصغيرة الذين سيستخدمون سياراتهم في عمليات النقل. وتوقع النائب أحمد فتوح في حديث لـ«الأخبار» مشاركة كثيفة من جانب البقاعيين من بعلبك والهرمل وصولاً الى البقاعين الأوسط والغربي وراشيا. وقال إن ذكرى استشهاد الرئيس الحريري: «تهم كل الشعب اللبناني، والبقاعي خصوصاً». وتابع فتوح إن «العودة إلى المؤسسات هي الحل الوحيد لكل اللبنانيين». بدوره أكد النائب الياس سكاف أن الرابع عشر من شباط هو «يوم الحب، وفي المحبة يتساوى اللبنانيون في الانتصار لحقيقة واحدة: التغلب على الحقد وإلغاء الآخر بالمشاركة الحية الفاعلة في استنهاض الوطن وصون وحدته أرضاً وشعباً ومؤسسات». وجدد سكاف دعمه «إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي، بحدودها الجنائية لكشف قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقافلة الشهداء الآخرين والاقتصاص منهم القصاص العادل».
وفي قرى وبلدات عاليه والمتن والشوف والإقليم (عامر ملاعب) عقدت اجتماعات تنسيق من أجل تنظيم المشاركة والتحضير اللوجستي. وعلمت «الأخبار» أن النائب وليد جنبلاط «يتابع التفاصيل شخصياً وخاصةً ما يتعلق بأي عمل قد يسبب أي استفزاز أو مظاهر مسلحة ويحرص كل الحرص على الهدوء وعدم الإساءة في الطرق المؤدية أو في ساحة المهرجان ورفع العلم اللبناني فقط، والحرص على الهدوء بعد نهاية الحفل أثناء عودة المشاركين إلى قراهم». وقد تولت عناصر من الحزب الاشتراكي توزيع الدعوات على المنازل وعبر حواجز على الطرقات العامة داعية المواطنين إلى «أوسع مشاركة». كما تجوب القرى اليوم سيارات تدعو عبر مكبرات الصوت إلى المشاركة. أما عن الطرقات المؤدية إلى المهرجان، فيحرص المنظمون على ما يبدو على ألا تكون عبر مناطق ذات تواجد كثيف للمعارضة حتى لا يحصل أي احتكاك، ولم تعرف بالضبط حتى مساء أمس أيها بالتحديد لكن يُرجح أن تكون على الشكل التالي: المتوجهون من قرى المتن الأعلى عبر طريق رأس المتن المونتيقيردي عين سعادة الزلقا باتجاه بيروت. ومن قرى عاليه والشوف الأعلى عبر طريق بيروت دمشق الدولية أو عبر طريق المطار بعيداً عن المرور في منطقة الاوزاعي. وأصدر نواب اللقاء الديموقراطي بياناً دعو فيه أبناء المنطقة إلى المشاركة الكثيفة «وفاءً للرجل الكبير الذي استشهد من أجل لبنان الحرية والسيادة والاستقلال». وأضاف البيان «لنستخلص من هذه الذكرى العبر لنبقى موحدين، الرئيس الشهيد ما كان يوماً إلا من دعاة المحبة والاعتدال فلنعمل معاً في الجبل وفي كل مكان لوأد الفتنة في مهدها، ولنكن صفاً واحداً في المطالبة بإقرار المحكمة الدولية التي وحدها تؤمّن المحاسبة والشفافية وتضمن الحريات العامة التي من دونها فقد لبنان ميزاته الأساسية».
في صيدا (خالد الغربي)، استنفر تيار المستقبل ماكينته من أجل توفير أوسع حشد جماهيري يوم غد للمشاركة؛ حيث ستقل مئات الحافلات المشاركين إلى وسط بيروت، كما رفعت في المناسبة اللافتات الزرقاء التي تدعو الى تأليف المحكمة الدولية ومعرفة الحقيقة و«منحبك» و«خافوك فقتلوك»، وأخرى تعلن عن نشاطات الذكرى المتنوعة. وللمناسبة تواصلت النشاطات في المدينة، فأقامت مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري احتفالاً لتلامذة الروضات بعنوان «جدو رفيق .. منحبك كتير» عبر خلاله أكثر من 400 طفل من الروضة الأولى والثانية وعلى طريقتهم الخاصة بقصائد وأغنيات عما تعنيه الذكرى. وفي الإطار نفسه، أقام تلامذة نادي القلم والصحافة في مدرسة البهاء وثانوية رفيق الحريري أنشطة متنوعة.
في جبيل (جوانّا عازار)، عقد ممثلو «قوى 14 آذار» في قضاء جبيل اجتماعاً في إقليم جبيل الكتائبي، دعا خلاله المجتمعون اللبنانيين عموماً والجبيليين خصوصاً الى «المشاركة الحضارية في هذه الذكرى الوطنية». المسؤول عن مصلحة طلاب القوّات اللّبنانيّة في جبيل جيلبير سمعان قال لـ«الأخبار» إن كلّ قوى 14 آذار ستشارك فيها دون أي استثناء وهي تنسّق فيما بينها وقد عقدت اجتماعاً مشتركاً لأجل ذلك منذ أسبوعين، تبعه اجتماع آخر نهار الأحد، والتواصل دائم بين جميع الأفرقاء. وتحدّث سمعان عن تحضيرات القوّات اللبنانية التي دعت في اجتماع مقفل في مكتبها في جبيل لجان القرى ليبلغوا أهالي قرى المدينة عن النشاط وليحتشدوا للمشاركة فيه، كما حجزت القوّات حسب سمعان 100 باص لنقل المواطنين الى ساحة الشهداء. وسيبدأ التجمّع الساعة السابعة صباحاً قرب مكتب القوات على أوتوستراد جبيل والانطلاق سيكون عند العاشرة والنصف في قافلة واحدة. بدورها فريال اللقيس المسؤولة في جبيل والقضاء عن شباب المستقبل تقول إن تجمّع شباب المستقبل في جبيل سيكون كبيراً جدّاً. وهي تختم قائلة «من يحبّ رفيق الحريري سينزل إلى ساحة الشهداء». رئيس مصلحة الطلاب الكتائب في جبيل بشير نصراني أكد أنّ الكتائب اللبنانية ستشارك مع بقيّة الأفرقاء ويتمّ التنسيق لأجل ذلك، وستؤمّن الكتائب الباصات للمشاركين في عمشيت والفيدار وجبيل. وسينطلق المشاركون من أمام المكتب الإقليمي للكتائب اللبنانيّة في جبيل.
وفي عكار، دعت قوى 14 آذار مناصريها وأبناء عكار جميعاً الى المشاركة في إحياء الذكرى. وأقامت قوى 14 اذار في بلدة منيارة ـــ عكار عند مفترق البلدة على طريق عام عرقة ـــ حلبا حاجز محبة، وزع خلاله مناصروها دعوات خطية لإحياء الذكرى. كما دعت اللجان المناطقية في «تيار المستقبل» في مختلف البلدات والقرى العكارية الى المشاركة الكثيفة في المناسبة.
كما صدرت مواقف سياسية ونقابية داعية إلى المشاركة ومنوهة بمسيرة الرئيس الحريري لكل من: المفتي محمد رشيد قباني، الوزير السابق وديع الخازن، رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار، النواب السابقين: تمام سلام وبهاء الدين عيتاني وصلاح الحركة وحسين يتيم، رئيس حزب الإصلاح الجمهوري شارل الشدياق، حركة اليسار الديموقراطي، حزب الرامغافار، النقابي سعد الدين حميدي صقر، تجمع أبناء شبعا والعرقوب، رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي، جمعية تجار بيروت وجمعية تجار فردان.
(الأخبار)




استعادة الحياة في وجه الموت

عقدت قوى الرابع عشر من آذار اجتماعاً موسعاً مساء أمس في قريطم عرضت خلاله التحضيرات الجارية لإحياء الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، تلا في نهايته رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري بياناً جاء فيه: «قبل عامين، حاول نظام بشار الأسد اغتيال لبنان باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان ورفاقهما الأبرار. وقبل عامين، اجتمعت القيادات اللبنانية الحرة، في هذا البيت اللبناني، بيت رفيق الحريري، لتعلن انتفاضة الأرز، في وجه القتلة، وفي وجه الموت، ومن أجل لبنان. وأنتم، أيها اللبنانيون واللبنانيات، كنتم على الموعد، وكان ذلك اليوم التاريخي في 14 آذار، الذي أدى إلى انسحاب جيش النظام السوري من لبنان، وتجسيد إرادة اللبنانيين العارمة في بناء الدولة الحرة السيدة المستقلة، ودعمٍ مشكور ومستمرّ من الأشقاء العرب والمجتمع الدولي. ومنذ ذلك التاريخ، ومحاولة اغتيال لبنان مستمرة، ومقاومة اللبنانيين لها مستمرة أيضاً. حاولوا اغتيال لبنان باغتيال سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار أمين الجميل، بعد أن فشلوا، والحمد لله، باغتيال مروان حمادة وإلياس المر ومي شدياق. حاولوا اغتيال لبنان بمحاولة خنق بيروت، ومنع الهواء عن قلبها، وتشويه صورتها أمام العرب والعالم. وها هم اليوم يحاولون اغتيال لبنان بمحاولة اغتيال المحكمة الدولية، بصفتها الضمانة الوحيدة بأن الحقيقة ستعلن وأن القتلة المجرمين سيفهمون مرة واحدة وإلى الأبد أن محاولاتهم المتكررة لإخضاع إرادة اللبنانيين عن طريق الإرهاب والقتل والتفجير لن تمر من دون عقاب (...) أنتم مدعوون يوم الأربعاء إلى إثبات الوجود، دفاعاً عن الوجود... أنتم مدعوون إلى استعادة الحياة في وجه الموت. أنتم مدعوون إلى طلب الحقيقة في وجه الكذب، وقول الحق في وجه الباطل والمجاهرة بطلب العدالة في وجه التغطية على القاتل.
من جهة ثانية، وجه رئيس الهيئة التنفيذية لحزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من بزمار، نداء جاء فيه: أيها اللبنانيون، أيها الرفاق في القوات اللبنانية، أدعوكم جميعاً للمشاركة على أوسع نطاق في الذكرى... إننا بمشاركتنا الواسعة في 14 شباط 2007 نتذكر ونذكّر... نتذكر شهداءنا... والمشروع السياسي الذي من أجله سقطوا... ونذكّر القتلة المجرمين بأن مشروع الدولة سيكمل طريقه إلى النهايات المرجوة مهما كلف الأمر من تضحيات.