عند التاسعة والنصف صباحاً، كان خالد يملأ خزان الوقود في سيارته، يأخذ «الفاتورة»، يرفع صوت المذياع الذي ثُبت فوق السيارة، وينطلق ليجوب شوارع العاصمة. يردد خالد كلمات أغاني «تيار المستقبل»، ويؤكد أن بيروت، بعد سنتين، ما زالت تبكي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتفتقده اليوم أكثر من أي وقت مضى. يبدي خالد حماسة لـ«المستقبل» الذي يعطيه لقاء تجوّله في السيارة يوماً واحداً، مئتي دولار. وبموازاة هذه المواكب السيّارة الصغيرة التي طلب منها عدم التوجه إلى مناطق «غير سنيّة»، أقام شباب تيار المستقبل، أمس، «حواجز للوحدة الوطنية» وزعوا فيها «فولارات زرقاء»، وملصقات تحمل صور الرئيس الحريري وشعار «الحقيقة».
وأكد أحد الناشطين أن «المستقبل»، وخصوصاً في بيروت، يتحمل العبء التنظيمي الأكبر، ويبدو أن التجمعات الحزبية المتعددة ضمن تحالف 14 آذار ستكون مستقلة نسبياً في تحضيراتها. وستتوجه كل مجموعة حزبية مع مؤيديها بشكل مستقل إلى ساحة الشهداء. والهدف الرئيسي من «استقلالية الوفود» إبراز الحجم الحقيقي لمشاركة القوات اللبنانية التي، وبحسب أحد نوابها، تنظّم أكبر تجمّع قوّاتي منذ خروج قائد القوات اللبنانية سمير جعجع من السجن. وستعرض القوات قوتها الشعبية في موكبين ضخمين، يعد قياديوها بامتداد أحدهما من الكرنتينا حتى مشارف جبيل. والثاني يصل قواتيي فرن الشباك برفاقهم في أعالي عاليه.
وفي محيط ساحة الشهداء، استمرت أمس الاستعدادات. وعلقت على أعمدة الإنارة على طريق الصيفي، مكبرات صوت. كما وضعت عشرات المكبرات على ستّ منصات أحاطت بالساحة. وبدا أن تيار المستقبل يتفرّد وحده بالعمل التنظيمي في ساحة الشهداء، وسينظم «انضباط» من المستقبل وصول الجمهور من المدخل الجنوبي للساحة، الذي سيصله الجمهور عبر طريق الروشة، بعد إقفال كل المنافذ الجنوبية الأخرى. فيما تنظم القوات اللبنانية و«الكتائب» وصول جماهيرهم وأنصار المستقبل الشماليين من المدخل الشمالي، قرب بيت الكتائب المركزي في الصيفي. وفي الجهة الأخرى من الشريط الشائك الذي سيتغذى بالكهرباء يوم 14 شباط، تبدو الحال على روتينيتها، رغم الوجود الكثيف لعناصر الجيش، وسط شائعات عن طلب قياديّي حركة أمل من مناصري الحركة ترك الخيم والعودة إلى منازلهم يوم الأربعاء.
غ. س.