strong>غسان سعودتصوير:
وائل اللادقي - بلال جاويش

  • حشد خطابي لقوى السلطة: قليل من السياسة وكثير من الشتائم وساحة الشهداء «جمعت» بشير وأحمد الخطيب وصدّام!

    أحيت قوى 14 آذار أمس الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري باحتفال في ساحة الشهداء تميّز هذا العام بحشد أقل مما كان عليه في العام الماضي، مقابل كثرة الخطباء الذين بلغ عددهم سبعة عشر خطيباً، طغى على كلماتهم موضوع المحكمة الدولية فيما غاب الكلام السياسي عن معظمها لتحل مكانه الحملات العنيفة على سوريا ورئيس الجمهورية اميل لحود وحزب الله باستثناء قلة طرحت أفكاراً للحل

    التحضيرات للاحتفال وحملات «تحميس» الجماهير على المشاركة استمرت طيلة ليل أول من أمس. فالساعة الثانية عشرة ليلاً، لم تكن طريق الجديدة قد نامت بعد. ما زال شبان تيار المستقبل فيها يتحركون، بموسيقاهم وهتافاتهم بانتظار النهار والمشاركة في إحياء الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء. وبمحاذاة الـ«T.J»، على مشارف مخيم صبرا، تردد عشرات السيارات زمور «القوات اللبنانيّة»، على وقع الهتافات «الله حريري طريق جديدة». فيما بدا الرابعة فجراً، تحرك آليات الجيش والقوى الأمنية، لتتحول بيروت إلى ثكنة عسكرية.
    في وسط العاصمة، يبلغ الأمنيون منظمي اعتصام المعارضة أن دخول المخيم أو الخروج منه بات ممنوعاً. فيما شبان تيار المستقبل، ومعظمهم عكاريون وبقاعيون، كانوا منهمكين في إنهاء الترتيبات. وقد أحيطت ساحة الشهداء بسبع منصات لمكبرات الصوت، ونصب الصليب الأحمر اللبناني خمس خيم، وأقيمت في الساحة عدة «كيوسكات» لتوزيع المياه والأعلام اللبنانية. وجنّد المنظمون قرابة أربعة آلاف شاب يرتدون ثياباً كحلية وقبعات حمراء، لمنع حصول «اختراق». واللافت كان وجود أكثر من عشرين بائع كعك في الساحة، رغم انتقاد فريق الموالاة بيع الكعك في وسط بيروت خلال الاعتصام المتواصل للمعارضة.
    في الساحة مشهد قديم يتكرر. ناس وأغان وشعارات وخطيب يفشل في جذب الجمهور المنصرف عنه للاهتمام بردّات ونكات وشتائم. لكن بجانب تمثال الشهداء، برز مشهدان جديدان: شاب يتسلق التمثال ليرفع صورة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وبالقرب منه حمل شاب بيد قبضة علم حزب الوطنيين الأحرار وبالأخرى علم «المرابطون». هناك شابان آخران يقفان معا أحدهما يرفع علم «المرابطون» وكتب عليه «ما يؤخذ بالقوة... لا يُسترد إلا بالقوة»، والثاني يلوح بعلم فرقة الصدم القواتيّة وعليه عبارة «حيث لا يجرؤ الآخرون».
    الوصول إلى المنصة لا يتطلب جهداً، الجماهير كثر لكن من دون اكتظاظ، حتى السيارات تتحرك بحرية وسط الجموع. المنصة أحيطت بلافتات مناطقية تدل على المناطق المشاركة. وللعماد ميشال عون، كالعادة، الحصة الأكبر في كلام الحضورالمكتوب والمسموع. كتب وقلم وقبعة تخرج وعبارة «يا عون هذه مشانقنا»، ولافتات برتقالية كتب عليها «العونيون... جمعية الرفق بجماعة سوريا».
    الثانية عشرة، تزداد كثافة الحضور. يطل صوت الرئيس الحريري. يرد الجمهور بحماسة، صوت الرئيس وصورته يدفعان البعض إلى البكاء. عبارة للرئيس وأغنية للسيدة فيروز. فيما عبارات سمير قصير المكتوبة، «مكبوبة» على الأرض، تتقاذفها الأرجل، يغضب أحد شبان اليسار الديموقراطي ويجري عدة اتصالات، لكن من دون نتيجة. كما سجل غياب لافت لأعلام اليسار الديموقراطي وصور قصير، والأعلام الشيوعية القليلة التي كانت تحضر في هذه المناسبات، وصور داني شمعون وبشير الجميّل.
    عنصر الشباب كان طاغياً. وتتشكّل حلقات رقص، شبان يحاولون التقرب من الصبايا، وردات جديدة: «زتي ورود... خيك بالجنة يا بهية... زتي ورود»، و«واحد تنين واحد تنين... حريري وصدام حسين». تنضم صور «زعيمين» جديدين إلى «شعب 14 آذار» هما «الرئيس المفدى صدام حسين» و«القائد أحمد الخطيب». والجديد أيضاً صور كاريكاتورية تسخر من السيد حسن نصر الله والعماد عون، وشعاراتهما.
    يبدأ الكلام السياسي، الجمهور لم ينتبه لصوت النائب غسان تويني وترداده «قسم جبران» إلا في جزئه الأخير فيما أثار ظهور مفتي صور وجبل عامل السيد علي الأمين بعمامته السوداء استنكار كثيرين، لا يعرفونه ربماالساعة 12،55، لحظة انفجار موكب الحريري، قبل عامين، وقف الحاضرون دقيقة صمت، على وقع دمج لصوتي المؤذن وجرس الكنيسة. وأثناء إلقاء السبع كلمته، رددت مجموعة شبابية «السبع منّو شيعي... السبع سنّي سنّي»، وردد العشرات «عالضاحية رايحين.. سنيّة بالملايين». وقبل أن يصل الدور إلى سمير جعجع ووليد جنبلاط والحريري في الكلام كان كثيرون قد غادروا الساحة بسبب كثرة الخطباء. هذا كله في شرق الساحة، أما غربها فكان هادئاً، والتزم المعتصمون البقاء في خيامهم، كأنه يوم ماطر آخر.
    الخطباء
    أول الخطباء كان النائب غسان تويني الذي استهل كلمته بتلاوة قسم نجله النائب الراحل جبران تويني. ورأى أن «الجريمة الكبرى ضد الإنسانية كانت اغتيال الرئيس رفيق الحريري»، لأنهم «حاولوا اغتيال الوفاق والوحدة الوطنية وحاولوا اغتيال هذه العروة الوثقى التي هي نقطة التقاء المسلمين والمسيحيين، في دولة حضارية تجمع بينهم في مساواة في الحقوق والواجبات، وليس أدل على هذه المؤامرة الاسرائيلية أيا كان الذين قاموا بتنفيذها سوى تعمدهم خرق الوحدة بين المسلمين والمسيحيين حتى تبقى اسرائيل تثبت كيانها العنصري والديني».
    وأضاف: «أطرف ما وُوجهنا به هذا العام تصريح من القاعدة يطالب باغتيال لبنان مدعياً أنه استخدم جيوش الأمم المتحدة لأنها جيوش صليبية، كأنما الصين صليبية وأندونيسيا مسلمة، وماليزيا صليبية، وتركيا صليبية ناهيك بقطر. ولكن القاعدة وقواعد القاعدة، سواء كانت في إسرائيل أو في الأقرب منها الينا لن تفتح لنا جهنم، لبنان باق رغم المؤامرة، ورغم الاغتيالات والمحكمة الدولية التي أصبحت شعاراً نريد منها أن تحاكم جرائم ضد الإنسانية، وخصوصاً جريمة محاولة اغتيال لبنان عبر اغتيال رفيق الحريري ورفاقه».
    ثم تحدثت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض التي أكدت أنهم «لن ينجحوا في الانقلاب علينا مهما حاولوا»، ودعت الى «فك أسر المجلس النيابي وإقرار المحكمة بدل التباكي حول الضريح أو تنظيم الاحتفالات هنا وهناك ذرّاً للرماد في العيون».
    وألقى مفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الأمين كلمة أكد فيها أنه «لا بد من الوفاق والاتفاق، من خلال العودة الى منطق التفاهم والحوار، والى مؤسسات الدولة وتفعيلها، لأنه لا يمكن خلاف أو نزاع أن يوصلنا الى شيء. قد ينسف الاختلاف والخلاف كل شيء، لكننا بالاتفاق قد نحصل على كل شيء».
    وتحدث رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون الذي حذر «من المحاولات الشريرة المتكررة لضرب السلم الأهلي وإثارة الفتن رغبة من المتآمرين في تعميم النموذج العراقي»، مؤكداً أنه «إذا كانت لمثل هذه المحاولات أن تلقى تجاوباً عند الآخرين فممنوع عليها النجاح عندنا».
    وهاجم رئيس حركة اليسار الديموقراطي النائب الياس عطا الله سوريا مؤكداً: «أننا على خطى وخط الشهداء سائرون، وسيبقى الحوار خيارنا، والدستور والشرعية درعنا، وحد الحق والعدل حدنا».
    وأكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية النائب جان أوغاسابيان في كلمته «أننا لن نتخلى عن حتمية إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي بما يؤدي إلى كشف الحقيقة، كل الحقيقة».
    ورأى رئيس حركة «التجدد الديموقراطي» نسيب لحود أنه «آن الاوان للانتهاء من هذه الأزمة التي باتت تطوقنا جميعاً وتهدر ركائز وجودنا الوطني»، داعياً الى التوقف عن «هذا الانزلاق الأعمى نحو الهاوية، ولنمنح بلدنا مسحة من التعقل ولنخل جميعاً الشوارع والأزقة والساحات بدءاً من اليوم، فالطريق باتت واضحة والحلول باتت واضحة، والمحكمة الدولية حتما ستقوم لأنها شرط تحقيق العدالة وشرط حماية المواطنين قبل السياسيين في فتك الجريمة والإجرام، وحكومة الوفاق الوطني متاحة، للمشاركة الحقيقية وليس للتعطيل».
    وأكد زير الأشغال العامة والنقل محمد الصفدي «أن المحكمة الدولية خارج الأخذ والرد والمساومات» أشار الى «أننا مع إعادة تكوين السلطة في لبنان لكن بدءاً من رئاسة الجمهورية وبأسرع وقت. بعد استحقاق الرئاسة، نحن مع تأليف حكومة تنحصر مهمتها بالإشراف على انتخابات نيابية مبكرة وفقاً لقانون عادل وعصري يؤمن تطوير النظام السياسي». معتبراً أن «الحديث عن الثلث المعطل بدعة لا وجود لها في المنطق الدستوري وهي تناقض أبسط قواعد الديموقراطية».
    وتوجه عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده في كلمته الى الذين يقفون على الحياد مشيراً الى أن «هذا الصراع ليس صراعاً طائفياً لأنه في كل فريق هناك أطراف من كل الطوائف، هذا الصراع بين عقيدتين ومستقبلنا سكيون مكتوباً حسب انتصار أحد الخيارين»، وجدّد انتقاده لمواقف رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.
    من جهته، أكد النائب بطرس حرب «أننا لن نهدأ أو نسكت قبل أن يعود لبنان إلى اللبنانيين». وقال: «نمد يدنا إلى اللبنانيين الآخرين الذين أبعدتهم عنا الأخبار والسياسة والأيادي الخبيثة، لنقول لهم تعالوا لنزيل هذا الشريط المكهرب الذي يفصلنا عنكم، لنحمله ونأخذه الى الحدود ونضعه على حدود اسرائيل ونتصدى للعدوان الاسرائيلي».
    وكانت كلمة للنائب باسم السبع الذي قال إنه «ليلة البارحة جاءني الرئيس رفيق الحريري في الرؤيا، كان يقف أمام باب كبير من أبواب الجنة ومعه كل الشهداء من باسل فليحان الى شهداء عين علق» وقال له «اذهب غداً الى ساحة الشهداء وأطلق وصيتي في الناس «أنا رفيق بهاء الدين الحريري أوصيكم الولاء للبنان والوفاء لشهدائه والتشبث بوحدته وسيادته وحريته. وحماية النظام الديموقراطي ورفض العودة الى حكم عنجر أو ريف دمشق. والاعتصام بالصبر والتزام الكلمة الطيبة وطرد الفتنة من صفوفكم. أنا رفيق بهاء الدين الحريري أوصيكم الحوار والحوار والحوار والتخلي عن سياسات التهديد والوعيد وحقن النفوس. لا تشرّعوا أبوابكم لجيران السوء واحفظوا لبنان من غدر الأعداء وفتنة الأشقاء. أوصيكم التمسك بالمحكمة الدولية وعدم التفريط بدماء الشهداء تحت أي ظرف من الظروف. والوقوف الى جانب سعد، وشد عزيمته في معركته في الدفاع عن الكرامة الوطنية. والوقوف مع فؤاد السنيورة، مع الحكومة الشرعية، مع القرار الوطني المستقل».
    وتحدث وزير الدولة ميشال فرعون الذي أكد «أن معركة الكرامة مستمرة وانتفاضة الاستقلال مستمرة و14 آذار يتجدد كل يوم، فلن نقبل بمعادلة الفتنة أو الاستسلام، فباليد الممدودة والانفتاح سنتصدى لأي انقلاب على الدستور».
    وألقى النائب أنطوان غانم كلمة الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل دعا فيها اللبنانيين «الى كلمة سواء ضنّاّ بمستقبل لبنان وصيغته ورسالته في هذا المشرق العربي»، وتوجّه الى كل القيادات الوطنية «وإلى أي فئة انتموا للتضامن في ما بينهم من أجل بلسمة الجراح ووصل ما انقطع والعودة الى لغة الحوار الجامع بعيدين عن التفرقة ونبذ الأحقاد والخروج من لعبة الشارع والشوارع، متجاوزين بذلك كل الشعارات الرنانة والمطالب التعجيزية لدى البعض التي تعيق قيام الدولة وتسيير مؤسساتها الدستورية والوطنية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى ضرورة الإسراع في قيام المحكمة الدولية إحقاقاً للحق».
    وفي نهاية الاحتفال أذيعت كلمة وجدانية للسيدة نازك.



    جنبلاط: المحكمة آتية هذه السنة ومعها الإعدامبدأ جنبلاط كلمته بتحية الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهداء «الأحياء منهم والأموات» و«شهداء العدوان الإسرائيلي في الجنوب وغير الجنوب». وقال: «جئنا لنقول لك، يا أشرف الرجال يا رفيق الحريري، إنه لن يخيفنا لا تهديد، ولن ترهبنا الصواريخ من «فجر» و«نجم» و«زلزال» و«برق» و«رعد» وشتاء وغيوم وسحاب. جئنا لنقول مع الرجال الرجال، إننا لن نستسلم للإرهاب، للعبوات القاتلة، للأحزاب الشمولية، سورية كانت أم غير سورية». وتابع: «جئنا إليك لنجدد العهد، عهد الوفاء، عهد المحبة، عهد الإخلاص، عهد السلام، عهد التلاقي، عهد المصالحة، عهد الحوار، عهد البناء، عهد الإعمار، عهد التنوع، عهد الديموقراطية والتوافقية، عهد الطائف، عهد الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، عهد السيد علي الأمين وآخرين، عهد الحوار، عهد سلطة الدولة وفقط الدولة، ولا سلاح إلا بإمرة الدولة، عهد القرارات الدولية، عهد النقاط السبع، عهد فؤاد السنيورة، عهد القمة الإسلامية، عهد البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، عهد لبنان، كل لبنان».
    وأردف: «جئنا الى ساحة الحرية، لنقول لك يا طاغية دمشق، يا قرداً لم تعرفه الطبيعة، يا أفعى هربت منها الأفاعي، يا حوتاً لفظته البحار، يا وحشاً من وحوش البراري، يا مخلوقاً من أنصاف الرجال، يا منتجاً إسرائيلياً على أشلاء الجنوب وأهله، يا كذّاباً وحجّاجاً في العراق، ومجرماً وسفاحاً في سوريا لبنان. جئنا لنقول إن صح فيك قول الشاعر نزار قباني، في كل عشرين سنة يأتي رجل مسلح ليذبح الوحدة في سريرها ويجهض الأحلام، في كل عشرين سنة يأتي الينا حاكم بأمره ليحبس السماء في قارورة ويأخذ الشمس الى منصة الإعدام. في كل عشرين سنة يأتي الينا نرجسي عاشق لذاته ليدعي بأنه المهدي والمنقذ (...) في كل عشرين سنة يأتي الينا رجل معقد يحمل في جيوبه أصابع الألغام لكن في هذه السنة والقول لنا، لـ«14 آذار» وكل اللبنانيين، ستأتي المحكمة ومعها القصاص والعدل وحكم الإعدام».



    عمار: مبادرة للحل من ست نقاط1- تخفيف الاحتقان السياسي وإزالة فتائل التفجير التي تؤدي إلى الفتنة والمحافظة على وحدة اللبنانيين بكلّ أطيافهم الدينية والسياسية والثقافية، وتفعيل المؤسسات الدستورية واعتمادها مكاناً طبيعياً للتحاور ومناقشة المسائل الحيوية بدل اللجوء إلى الشارع والتسبب بصدامات.
    2- إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي في المجلس النيابي بعد الاتفاق على صيغتها النهائية في لجنة الإدارة والعدل والتنمية، بما يكفل تحقيق العدالة ويبعدها عن الاستغلال السياسي.
    3- توسعة الحكومة الحالية، وفق المبادرة العربية، بحيث تضمّ ممثّلين عن مختلف القوى السياسية، لتكون قادرة على القيام بدورها كاملاً في ظروف صعبة تشهدها الأوضاع الداخلية.
    4- انتخاب رئيس للجمهورية يحظى بثقة الجميع ويتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية من أجل تلبية حاجات لبنان وإجراء الإصلاحات الضرورية وتنفيذ اتفاق الطائف، ورفض كلّ أنواع الوصاية الأجنبية أو الضغوط الخارجية.
    5- صياغة قانون جديد للانتخابات النيابية يحقّق العدالة ويؤمّن التمثيل الصحيح للشعب اللبناني في الندوة النيابية.
    6- وضع خطّة دفاعية شاملة تكون قادرة على حماية لبنان من أي عدوان صهيوني محتمل، تحفظ للجيش اللبناني دوره الوطني القيادي، وللمقاومة مشاركتها الفاعلة في مواجهة المشروع الصهيوني.



    جعجع: لا للثلث المعطلوقال جعجع في كلمته:«لن نركع، لن نخضع، لن نستسلم، لن نخاف شيئاً، لن نتراجع أمام شيء وسنلاحق المجرمين الى أقاصي الأرض وآخر الزمان». وأضاف: «قالوا لنتحاور، قلنا هيّوا، قالوا الجنوب، قلنا قلباً، قالوا الحدود، قلنا علينا، قالوا عدلنا، قلنا حسناً، قالوا ارضخوا وإلا، قلنا كلا. واليوم نردّد بعد ما شهدناه في عين علق، لا، وألف لا». وتابع قائلاً: «الخيل والليل والبيداء تعرفنا، نموت واقفين لكننا لن نركع. نعم للمشاركة الحقّة الضامنة، لا للثلث المعطّل، لأننا نريد عملاً لا تعطيلا، نعم للانتخابات النيابية لكن حسب ما يناسبكم ويناسبنا. نعم للإصلاح الحقيقي ولحرب جدّية على الفساد لا للمتاجرة بالفساد والإصلاح، نعم لحياة دستورية ديموقراطية حرّة حقّة، لا لتعطيل المجلس النيابي. لن نقبل بعد اليوم بسلاح خارج الجيش اللبناني، الجيش اللبناني هو المقاومة. الحكومة اللبنانية هي المقاومة، الشعب اللبناني بأكمله هو المقاومة، شهداء عين علق وأهل المتن الشمالي هم المقاومة، رفيق الحريري هو المقاومة، بشير الجميّل هو المقاومة، كمال جنبلاط هو المقاومة، سمير قصير، جورج حاوي، جبران التويني، وبيار الجميّل هم المقاومة فلا يزايدنّ أحد علينا بالمقاومة».
    وأكد جعجع في كلمته إن المحكمة الدولية «آتية لأنها إحقاق للحق وحماية للوطن». وتوجه الى النظام السوري قائلاً: «عين لبنان تقاوم مخرزك ولقد قاومته وستقاومه حتى قيامة لبنان الحقيقي، لبنان الدولة، لبنان التاريخ». وتوجه الى من سمّاه «القابع في قصر بعبدا» قائلاً: «ما من ظالم، ما من طاغية، ما من مستبدّ، ما من مستأثر إلا وأخذ التاريخ حقه منه. عطّل ما شئت. عرقل ما استطعت. تآمر ما تمكنت لكنك سترحل. عند نهاية ولايتك الممددة قسراً وزوراً سترحل الى مزبلة التاريخ، والحق سترحل، وسيستعيد الشعب اللبناني قصره ورئاسته والجمهورية».
    ولفت جعجع الى أن وطننا هو وطن التوازن والاتزان وطن التعايش والالفة وطن الاعتدال، وطن التعددية والديموقراطية فلا يحاولنّ أحد فرض شيء على أحد، ولا يحاولنّ أحد الوصول الى أهدافه بالإرغام والترهيب».



    الحريري: المحكمة الدولية هي المعبر الوحيد للحل وجاهزون لكل قرار شجاع من أجل لبنانوأضاف: «بعد عامين على اغتيال رفيق لبنان، نقف اليوم أمام ساعة الحقيقة، في ساحة الحقيقة، وأمام الاستحقاق المصيري، لقيام المحكمة الدولية. رغم محاولة الانقلاب على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، رغم محاولة شل البلاد، من وسط عاصمتها إلى مطارها، مروراً بإحراق الدواليب وقطع الطرقات، والاعتداء على الأحياء الآمنة، رغم ذلك كله، إننا اليوم في قلب ساعة الحقيقة، وفي الشوط الأخير لقيام المحكمة الدولية، قريباً، وقريباً جداً إن شاء الله. وكما وصلتم إلى هذه الساحة، رغم التهويل والترهيب، فإننا، رغم الاغتيالات، ورغم الإرهاب، واثقون واثقون واثقون، بأن الله معنا، والحقيقة معنا، والحق معنا، وبأن لبنان الذي يقف معه أشقاؤه العرب، والمجتمع الدولي، كما شاهدتم خلال العدوان الإسرائيلي هذا الصيف، وكما لمستم في مؤتمر باريس ـــ 3 هذا الشتاء، لبنان العربي لبنان الديموقراطي الحضاري الحر المنفتح، لبنان الطائف، لبنان الوحدة الوطنية، لبنان العيش المشترك، سينتصر، وأن أعداء لبنان هم الذين سيسقطون».
    ورأى الحريري:«إن لبنان المنتصر هو لبنان الوحدة الوطنية، لبنان التفاهم والتعاون والتكاتف والتضامن. ونحن هنا، لنمد يد الحوار والوحدة الوطنية، إلى كل اللبنانيين، لنتوصل مع كل اللبنانيين، إلى القرارات الشجاعة، التي تضمن وحدتنا وبلدنا ومستقبلنا، وتضمن حماية لبنان بالمحكمة الدولية، واستقرار لبنان بحكومة تتمثل فيها كل الكتل النيابية، التي انتخبها اللبنانيون بإرادتهم، لتمثل كل آمالهم، وتحقق كل طموحاتهم».
    وختم كلمته بالقول: «نحن جاهزون لكل قرار شجاع، من أجل لبنان، ومن أجل الحل في لبنان. لكن المحكمة الدولية هي المعبر الوحيد لأي حل، فليتفضلوا إلى القرار الشجاع، إلى الحل الشجاع، لتصبح الأفعال ترجمة للأقوال، ولنعمل جميعاً على تحقيق الحلم الشجاع، حلم رفيق الحريري».



    رئاسة الجمهورية: التاريخ لن يغفر للحود العفو عن مجرمين من بينهم جعجع

    ردّ مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على «تطاول» رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في خطابه أمس، على الرئيس اميل لحود.
    وجاء في البيان انه «مرة جديدة، يستغل رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، للتطاول على رئيس الجمهورية العماد إميل لحود من خلال عبارات يعرف هو قبل غيره أنها لم تعد تلقى لدى من يسمعها أي صدى، وهو الذي تخصص في إطلاق الشعارات الفارغة من أي محتوى، والوعود التي بقيت مجرد أحلام وأوهام». وأضاف: «إذا كانت ذاكرة السيد جعجع تخونه في كل مرة يقف فيها خطيباً أو متحدثاً، فإن اللبنانيين لم ينسوا أن من يحدثهم اليوم عن قيام وطن حر ومستقل ودولة قادرة، كان أبرز من قوّض الدولة وضرب مؤسساتها واستولى على مواردها وقدّم دويلته نموذجاً لصيغة ظاهرها الفيديرالية وحقيقتها التقسيم. واللبنانيون لن تغيب عن ذاكرتهم أيضاً أن من يدعو اليوم إلى المشاركة والإصلاح، كان في طليعة من صادر قرار الناس وخياراتهم وألغى كل من خالفه الرأي ووقف في وجه ممارساته، وعمم الفساد وحمى الفاسدين وعطل مبادرات المصالحة وعزل مجتمعاً كان وسيبقى عنوان الانفتاح ورمزاً للعيش الوطني المشترك ونموذجاً يحتذى».
    وتابع: «واللبنانيون الذين سمعوا السيد جعجع يتحدث اليوم عن الجيش وسلاحه، مرت أمامهم صور الثكنات التي استباحها مسلحو السيد جعجع، وصور الضباط والعسكريين الذين قتلوهم أو أعدموهم، ومشاهد الآليات العسكرية المصادرة أو المدمرة والمحروقة في غير موقع في المناطق التي كانت تخضع لسيطرته. واللبنانيون الذين خاطبهم السيد جعجع متوعداً بملاحقة المجرمين إلى أقاصي الأرض، تساءلوا: ومن يلاحق من أشعل نار الاقتتال الذي أوقع الآلاف من الشبان اللبنانيين وجعل السواد يلف منازل عائلات لبنانية بكاملها سكنها الحزن والخوف والدموع حسرة على شهداء قضى بعضهم على قارعة الطريق، أو تحت جسر أو في أقبية التعذيب، أو إعداماً رمياً بالرصاص». وتساءل: «هل نسي اللبنانيون، وهم يستمعون إلى السيد جعجع أنه خرج من السجن بعفو عام بعد إدانته في جرائم اغتيال قادة لبنانيين مثل الرئيس الشهيد رشيد كرامي والشهيد داني شمعون وزوجته وطفليه، والياس الزايك، ناهيك عن جرائم أخرى اقترن اسم السيد جعجع بها مثل اغتيال الشهيد طوني فرنجية وزوجته وابنتهما والعميد خليل كنعان والمرحوم غيث خوري وزوجته، ومحاولات اغتيال طاولت الرئيس ميشال المر والنائب السابق إيلي الفرزلي والوزير السابق إيلي حبيقة وغيرهم... ويتساءل اللبنانيون بعد كل ذلك على من تنطبق صفات «الظالم» و«الطاغية» و«المستبد» و«المستأثر» الذي مكانه الطبيعي «مزبلة التاريخ»؟ إن من استمع اليوم إلى السيد جعجع وهو يتحدث عن خروج رئيس الجمهورية من قصر بعبدا عند نهاية ولايته، تذكروا أنه في مثل هذا التاريخ لسنة خلت كان الخطيب نفسه قد وعد اللبنانيين بأن الرئيس لحود سيغادر موقعه خلال أيام حتماً، فكيف يبرر لهم عدم الوفاء بوعده، أم أنه تذكّر وعد حالات حتماً وغيره من الوعود المماثلة، أم أنه يراهن على ضعف ذاكرة اللبنانيين؟». وخلص الى «أن التاريخ سيسجل للرئيس إميل لحود، بعد أن يسلم الأمانة في موعدها لمن يستحقها، ما فعله من أجل وحدة لبنان وسيادته واستقلاله وتحرير أرضه وقيام جيش وطني وتوحيد مؤسساته وتصديه للعدوان الإسرائيلي. وإذا كان من أمر لن يغفره التاريخ للرئيس لحود فهو أنه وقّع ذات يوم قانون عفو عن مجرمين كان بينهم السيد جعجع نفسه».



    «حزب الله»: نعم للمحكمة بعد التعديلات

    أعلن «حزب الله»، رداً على دعوة رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري المعارضة الى «حل تكون المحكمة الدولية معبره الوحيد»، أن الحزب يؤيد المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري، لكن «بعد اجراء التعديلات اللازمة» على قانونها.
    وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الحاج حسن في تصريح الى وكالة «فرانس برس»: «نحن مع تسوية سياسية للأزمة اللبنانية، ومع إنشاء محكمة ذات طابع دولي بعد درس مسودة قانون المحكمة وإجراء التعديلات اللازمة عليه وإقرار مشروع القانون وفق الأصول الدستورية». ورأى أن هذه الطريقة «ستؤمن انشاء محكمة ذات طابع دولي تحاكم القتلة والمتهمين الذين يردون في التحقيق الدولي، وستمنع اي استخدام سياسي لهذه المحكمة من جانب اي طرف على الساحة اللبنانية او الخارجية».