راجانا حميّة
تنطلق في كلّيّة العلوم ــ الفرع الأوّل في الجامعة اللبنانيّة «البروفة» الأولى لنادٍ فلكيٍّ علمي. فكرة جديدة وصلت إلى علوم «اللبنانيّة» عقب مسيرة سنتين نفّذ خلالها «هواة» الفلك والمتخصّصون نشاطات كثيرة لم تستأثر باهتمامٍ كافٍ من خارج «المجموعة المؤسِّسة» نظراً إلى عدم وجود اختصاص يعنى بهذا الشأن. بدأت بوادرها في تلك الفترة بين مجموعة ناشطين في الجامعات الخاصّة ولا سيّما بين ثلاثٍ أدت الدور الأبرز، وهي «سيّدة اللويزة» و«بيروت العربيّة» و«البلمند».
سنتان لم تسعف «المجموعة الفلكيّة اللبنانيّة LAG»، التي تتكفّل في الوقت الراهن بإطلاق نادي علوم «اللبنانيّة»، في تخطّي مرحلة المشاركة «الخجولة»، فاقتصرت في النادي الجديد على 17 طالباً. وعلى رغم ذلك، لم يبدِ رئيس «المجموعة» هاني شرّي استياءً من الرقم، إذ يطمح من وراء «الخطوة الأولى» في العلوم «إرساء قواعد جديدة لعلم الفلك في الجامعات اللبنانيّة، تمهيداً لإدراجها في ما بعد ضمن المناهج التعليميّة».
بدأت فترة التأسيس الأولى لنادي «العلوم» الفلكي بسلسلة اجتماعات تطرّق فيها راعي المشروع الطالب في قسم الفيزياء ــ السنة الأولى إبراهيم مرعبي إلى تعريف «المنتسبين» بماهيّة النادي وماهيّة علم الفلك والفارق بينه وبين علم التنجيم. وكانت جلسة الأمس الحلقة الختاميّة التي تطرّق خلالها المشاركون إلى آليات التحضير للنشاط التطبيقي الأوّل الذي يجرى في باحة «العلوم» في الرابع والعشرين من الجاري.
بحث «الهواة» برنامج يومهم الطويل الذي يبدأ عند الثانية من بعد الظهر وينتهي عند الخامسة والنصف من فجر اليوم التالي. وتتخلّله أربع محاضراتٍ، يُعرّف خلالها بالمجموعة الفلكيّة اللبنانيّة وعلم الفلك وتُشرح مكوّنات «التلسكوب»، إضافة إلى إرشاد الطلّاب إلى مواقع النجوم والمجرّات. تلي الندوات الأربع ورشة العمل التطبيقيّة عند السادسة مساء، يطبّق خلالها الطلّاب النظريّات التي نوقشت في جلسات التعريف بماهيّة النادي، على أن يشارك هؤلاء 20 طالباً ومتخصّصاً من جامعاتٍ أخرى.
ويستعين الطلّاب في الورشة التطبيقيّة بـ«تلسكوب» من جامعتيْ «NDU» و«العربيّة»، على أن تُوفّر شاشة «LCD» والحاسوب وشبكة الإنترنت من إدارة الكلّية بناءً على موافقة الإدارة المركزية في الجامعة اللبنانيّة.
غير أنّ ما يعترض إتمام مشروع «علم الفلك» في الجامعات اللبنانيّة هو مشاكل مزمنة بدأت أولى مراحلها أثناء تأسيس الـ«LAG»، التي تفتقر إلى التمويل اللازم من أجل توسيع نشاطاتها. وفي هذا الإطار، يشير شرّي إلى أنّه «لم نتوصّل إلى تأسيس صندوق للمجموعة يكفل توفير معدّات خاصّة لبرامج علم الفلك، وأنّ نظامها الداخلي وكيفيّة الانتساب إليها وإلى نواديها لم يحدّد بعد». هذا بالإضافة إلى حاجز آخر يقف دون انتشارها وهو «أنّها إلى الآن لم تحصل على علم وخبر يثبت وجودها».