أعرب الرئيس سليم الحص عن خشيته من أن يكون سر الاستعصاء في كشف الجناة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري «هو في كون هؤلاء ومن وراءهم من رفعة المقام والمكانة ما لا يسمح بأن يطالهم ظن أو اتهام»، مؤكداً أنه «ما لم تفتح كل أبواب التحقيق أمام المحقق الدولي من دون أي استثناءات فلن تنكشف الحقيقة».<1--break-->وقال الحص في تصريح أمس باسم منبر الوحدة الوطنية (القوة الثالثة): «غداة الذكرى السنوية الأليمة لاستشهاد المغفور له الرئيس رفيق الحريري، لا بد لنا من طرح سؤال مركزي هو: لماذا، بعد عامين من السعي الجدي، لم يتمكن التحقيق من التوصل إلى شيء من الحقيقة؟».
وأكد: «إننا مع تشكيل المحكمة بعد مناقشة نصوصها. لكن هذا يطرح سؤالاً جوهرياً: إذا شكلت تلك المحكمة غداً، فماذا عساها ستفعل وليس بين يديها حتى هذه اللحظة ملف اتهامي أو قرار ظني واحد؟»، مبدياً خشيته من «أن يكون سر الاستعصاء في كشف الجناة هو في كون هؤلاء ومن وراءهم من رفعة المقام والمكانة ما لا يسمح بأن يطالهم ظن أو اتهام. قد يكون هؤلاء من كبار المسؤولين في دول فاعلة أو يكون المتورطون من أجهزة أمنية نافذة في دول مرهوبة الجانب، أو ما شاكل». وقال: «لو لم يكن ذلك لكان السؤال المطروح: ما سر كتمان هوية الدول العشر التي ذكر المحقق الدولي أنها لم تتعاون مع التحقيق؟ لماذا لم تفضح هذه الدول؟ لماذا لا ترغمها الأمم المتحدة على التجاوب؟».
وتساءل: «لماذا لا تكشف أميركا وإسرائيل عن الصور الملتقطة، كما يقال، عبر الأقمار الاصطناعية عن مسرح الجريمة ساعة وقوعها؟ لماذا لا تسمح فرنسا باستجواب الشاهد المزعوم محمد زهير الصديق؟ لماذا لا يسمح للمحقق باستجواب المسؤولين في دول عربية حول الآلية التي أقلت المتفجرات وقد حطت في مرفأ عربي وعبرت، على ما يقال، أراضي ثلاث دول عربية وإسرائيل قبل دخولها لبنان؟ لماذا لا يسمح للمحقق باستجواب أولئك الذين قيل إن ذرات من مادة التفجير وجدت على ملابسهم غداة الجريمة فيما كانوا متوجهين إلى أوستراليا؟ كيف يمكن التحقيق ان يتوصل الى أي نتيجة اذا بقيت هذه الأسئلة عالقة من دون جواب؟». وأكد أنه «ما لم تفتح كل أبواب التحقيق أمام المحقق الدولي من دون أي استثناءات فلن تنكشف الحقيقة».
من جهة أخرى، استقبل الحص وفداً من «تحالف القوى الفلسطينية» في إطار جولة للوفد على عدد من المرجعيات السياسية لوضعهم في أجواء اتفاق مكة بين حركتي «حماس» و«فتح».
وبعد اللقاء كشف ممثل «الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة» أبو عماد رامز عن «محاولات تقوم بها جهات في لبنان لاستدراج الواقع الفلسطيني إلى الأزمة السياسية التي يشهدها لبنان» مؤكداً «اننا كفلسطينيين سنبقى بمنأى عن الاستدراج».
واستقبل الحص المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسن الذي أكد «أهمية العودة إلى طاولة الحوار، والمضي قدماً في المحكمة الدولية» وشدد على ضرورة إعطاء المحكمة فرصة كي يتشكل حولها اجماع وطني.
(وطنية)