li>«قادرون على التواجد في كل الساحات ومعنيون بكل تفصيل في الحياة السياسية... والمعارضة ستنتصر»وجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رسائل سياسية وأمنية إلى الداخل والخارج تتعلق بالدعوات إلى الحوار وسلاح المقاومة، منتقداً مواقف قوى 14آذار التي أطلقت في ساحة الشهداء، وأكد أن لا مشكلة مع «اليونيفيل»

هذه المحاور تناولها السيد نصر الله خلال احتفال حاشد لمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب في «مجمع سيد الشهداء» ــ الرويس بحضور وزراء مستقيلين ونواب وقادة المعارضة.
وتحدث نصر الله عن مواقف ومآثر الشهيدين في المقاومة وقال: «الأجيال الشابة بحاجة إلى أن تتعرف إلى هذين العظيمين في بلد ينسى فيه شهداؤه العظام، وينسى فيه قادة التحرير ويتحول العملاء فيه إلى رموز وطنية والمجرمون والقتلة إلى ضمانات وطنية، ومن تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء الأطهار إلى قديسين.». وأكد أن هذا الجمهور «لن يصغي لكل أولئك المهولين والشتامين والمثبطين الذين يريدون للمقاومة أن تنتهي». ولفت إلى أن «المقاومة عام 2006 تعرضت لحرب عالمية حقيقية تميزت عن كل الحروب العربية السابقة بضراوتها وبقساوتها وبعنفها ووحشيتها. وهي أول حرب إسرائيلية على بلد عربي تحظى بغطاء عربي. وهي أول حرب على بلد عربي يخذل فيها أهل هذا البلد ويتركون فيها لمصيرهم، لكنهم انتصروا وصمدوا وثبتوا».
وفي موضوع سلاح المقاومة قال: «من الواضح أن هناك اتجاهاً جديداً أو إحياء لاتجاه لدى الفريق الآخر لإعادة السجال حول هذا الموضوع»، موضحاً «أنه كلما تقدمت المساعي الخيرة، سواء من دول عربية أو إسلامية أو أجنبية لإمكان الوصول إلى تسوية، تفتح ملفات جديدة لمزيد من التعقيد والعرقلة». وأضاف: «نحن واضحون، ولا نقول ليس لدينا سلاح. غيرنا يقول ليس لديه سلاح وهو يخزن السلاح ويوزعه. لدينا السلاح ومن كل الأنواع ولم نقاتل في الحرب بسيوف من خشب، بل بصواريخ ومدافع. نحن جهة في المقاومة تملك سلاحاً وتجاهر بأنها تملك سلاحاً وبأنها تستكمل جهوزيتها لما هو أكبر وأخطر، وتجاهر بأنها تنقل السلاح إلى الجبهة. ومن الطبيعي أن ينقل هذا السلاح في السر، ولا نستطيع أن ننقله في العلن. البعض يقول لماذا تنقلون سلاح المقاومة في شاحنة مموهة في التبن وأصبح التبن هنا قصة، وهناك من هو مرتبك لمن سيطعم التبن».
وأكد: «إننا لا نطلب إذناً ممن كان يأتي بالسلاح من إسرائيل، ولا ممن كان يحمل السلاح في ظل الاحتلال الإسرائيلي. ولا ممن لم يطلق رصاصة على إسرائيل»، موضحاً اننا «ننقل السلاح في السر حتى لا نحرجكم» أمام السفير الأميركي جيفري فيلتمان وغيره. وأضاف: «السلاح الذي يصادر منا هو سلاح مغصوب حتى لو أخذوه إلى الجنوب، نحن حاضرون لأن نعطي أضعاف هذا السلاح للجيش عن طيب نفس، لكن لا نسامح أحداً بطلقة تغتصب. لا أحد في الجنوب يلعب بيننا وبين الجيش». وذكّر بأنه في المواجهة الأخيرة في مارون الراس كان المجاهدون في المقاومة على أهبة الاستعداد لمساندة ضباط وجنود الجيش فيما لو تطورت المواجهة»، مشدداً على أن المقاومة «ليست عبئاً على الجيش، بل السند الحقيقي له». وقال: «في الماضي صادروا لنا سلاحاً، وهم الآن يصادرون السلاح، وفي الحرب صادروا السلاح وما زال مصادراً حتى الآن». وأضاف ساخراً: «هذه حكومة المقاومة التي تصادر سلاح المقاومة في أصعب أيام الحرب والمواجهة».
وتطرق إلى موضوع اليونيفيل «والمتنبئون الجدد الذين يتنبأون بالاغتيالات والتفجيرات، وتصدق دائماً تنبؤاتهم»، مشيراً إلى أن هؤلاء «منذ أكثر من شهرين يتنبأون بأنّه ستحصل عمليات في الجنوب تستهدف قوات اليونيفيل، إمّا أنهم يحضرون لعمل ما ضدّ اليونيفيل، أو أنّهم يستدعون من الخارج من يقوم بهذا العمل، ويلاقيهم في التحريض الإسرائيلي. أمس مثلاً تنقل صحيفة يديعوت أحرونوت أنّ القوات الفرنسية العاملة في إطار اليونيفيل أرسلت طائرات استطلاع في اليومين الماضيين بشكل مكثف في الجنوب، وهم يعرفون أنّ هذا خبر استفزازي، إذ ليس من مهمة اليونيفيل إرسال طائرات استطلاع في الجنوب للتجسس، ونحن أبلغنا هذا الموقف للكثير من الدول المشاركة في اليونيفيل، وقد نفوا بشكل قاطع». وحذر من أن هناك من يعمل على مناخ توتر وصدام بين المقاومة واليونيفيل مثلما يحاولون دائماً العمل على مناخ توتير بين المقاومة والجيش»، مؤكداً أن اليونيفيل «لم تأت إلى لبنان رغماً عنّا، بل اتصلت بنا وبإخواننا في حركة أمل، وبطبيعة الحال اتصلت بالدولة، ونحن قبلنا بهذه الدول»، مشيراً إلى أن هؤلاء لم يعتبروا قرار مجلس الأمن ضمانة لهم «أخذوا منّا تعهدات بأنّ هذه القوات موجودة في أرضنا وبلداتنا وأننا لن نتعرض لها بسوء ونحن عند كلمتنا». وأكد أنه «لا يوجد مشكلة بيننا وبين اليونيفيل»، وقال: «ليس من مصلحة لبنان أو مصلحة الجنوب ولا مصلحة المقاومة أن يكون هناك إشكال بين المقاومة واليونيفيل وبين اليونيفيل وسكان المنطقة».
وفي الشأن الداخلي، تناول مواقف فريق السلطة خلال احتفال ساحة الشهداء، منبهاً إلى أن «المشهد الذي رأيناه من بعض القيادات واللغة التي سمعناها تثير القلق والخوف عند أي إنسان عاقل»، وتساءل: «هل هذه هي القيادات التي ستقرر مصير البلد وتعمل حواراً وتبني دولة قانون ومؤسسات وتصل إلى تسوية وطنية؟ هل هذه اللغة وهذه الأدبيات وهذه المواقف هي التي يمكن أن تضع لبنان على بوابة الحل؟». وقال: «هذا أمر مهول. هناك بعض الناس قرأوا كليلة ودمنة وأتوا إلى الاحتفال، تنظر فترى زعامات وقيادات، وتقرأ الخطاب فترى سباباً وشتائم، ماذا يستفيد لبنان من هذه السياسة؟ بكل صراحة، هناك شخص عنده مشكلة شخصية «مش عارف يحلا وبدو يحمّل لبنان كلّو» التبعات والمسؤولية. ما دخل الشعب اللبناني بهذه القصة؟ وأضاف: «من جهة، نرى شتائم، فهل هكذا يبنى البلد؟ وهل هذه هي دولة الديموقراطية والعدالة وثقافة الحياة والتحضّر؟ ومن جهة أخرى نسمع: كلا كلا كلا، ولا يوجد شيء نعم نعم. إذا كان الجواب لا للثلث الضامن ولا لسلاح المقاومة ولا لحكومة الوحدة الوطنية، ماذا بقي؟! أي بكل بساطة شخص يقول لكم أنتم المليون ونصف على أقل تقدير الذين احتشدتم في ساحتي الشهداء ورياض الصلح لا مكان لكم في البلد و«ضبو حقائبكم والله معكم». من كل مشهد 14شباط قيل إنّ هناك نافذة ضوء عبّر عنها خطاب النائب سعد الحريري، وفي اليوم الثاني أحد مسؤولي 14 شباط يقول: كنا قد نسقنا الكلمات بين بعضنا، ويعني ذلك أنّهم كلهم كانوا يشتمون وكلهم كانوا يقولون كلا، حسناً، أين الأفق وأين الحل؟!». ووافق على «أن الأمور بحاجة إلى دعوات شجاعة» لكنه رأى أن هناك قوى داخلية وخارجية لا تريد الحل، مشيراً في هذا المجال إلى أميركا وإسرائيل. وأوضح أنه «عندما يحصل حل سياسي في لبنان على قاعدة حكومة وحدة وطنية أو على قاعدة انتخابات نيابية مبكرة، ستنفّس بعض البوالين المضخمة» وتأخذ أحجامها الطبيعية وهي لا تريد ذلك محذراً من أن «هناك من يضحي بلبنان من أجل شخصه وحجمه، وموقعه الشخصي، وليس من أجل موقع طائفته وتياره السياسي».
ورأى أن «الدعوة إلى طاولة حوار أو تشاور سابق لأوانه لأنّه إذا اتجهنا للحوار فسنسمع ما قالوه في الاحتفال، وقد قالوه سابقاً على طاولة التشاور، لم يتغير شيء»، موضحاً أن «الذهاب إلى طاولة حوار أو إلى طاولة تشاور إذا لم يكن على أسس فستكون نتيجته الفشل والمزيد من تيئيس الناس». ورحب في الوقت نفسه «بأي لقاء ثنائي بين أي أحد من قادة الفريق الآخر مع أي أحد من قادة المعارضة. أنا شخصياً لن أكون طرفاً في التفاوض»، موضحاً أن السبب هو أن هناك «إصراراً على القول إنّ المعارضة هي حزب الله ولا يوجد معارضة خارجه». وشدد على أن المعارضة مصرّة على الأهداف التي طرحتها لأنها أهداف محقة وفيها نجاة للبلد وإخراجه من الوصاية والفراغ والضياع والفساد ووضعه على السكة الصحيحة»، مؤكداً «أنّ جعبة المعارضة لم تنته».
وأكد أنه «إذا تشكلت حكومة الوحدة الوطنية 19 زائد 11 يعني أن حصة المعارضة لن تكون النصف ولا أكثر من النصف، وإذا كان هناك حصة معينة لحزب الله هو يقدمها للمعارضة. وأكتفي بالتعليق والقول: كل إناء ينضح بما فيه». وقال: «سوف نبقى على الحدود وفي بيروت وفي كل مكان من لبنان. نحن لبنانيون وهذا الوطن وطننا، لن نفرط بأي حبة تراب وبأي شبر منه، وفي الداخل نحن تيار سياسي معني بكل تفصيل في الحياة السياسية اللبنانية. وحزب الله قادر على أن يكون موجوداً في كل الساحات دفعة واحدة».
ولفت إلى أن «ما جرى بعد وقف الحرب في لبنان حتى اليوم هو استكمال للحرب الإسرائيلية على لبنان»، وقال: «صمدوا من 1 كانون الأول بأسباب الدعم الخارجي، ولكن هذا الدعم قد يبقي مجموعة في السلطة لمدة من الزمن، لكنه لا يستطيع أن يبقيها دائماً»، لافتاً إلى أن «هذا الدعم الخارجي يزداد مأزقه في المنطقة يوماً بعد يوم». وختم قائلاً: «كما وعدتكم في الحرب وكما وعدتكم في مخيم رياض الصلح، أقول لكم هذه المعارضة في لبنان ستحقق هدفها وستنتصر عاجلاً أو آجلاً».
وكان نجل الشهيد عباس الموسوي ياسر قد ألقى كلمة العائلة وعائلة الشيخ حرب.
(الأخبار)