صيدا ــ خالد الغربي
تحولت الذكرى الثانية والعشرين لتحرير صيدا من الاحتلال الإسرائيلي إلى مناسبة وطنية بامتياز حشدت وجوهاً متنوعة، وعكست دور المدينة الوطني المقاوم، حيث استقطبت الذكرى فاعليات سياسية وحزبية متنوعة، ولا سيما المعارضة منها، تدفقت إلى المدينة للمشاركة في هذه المناسبة «التي تهم كل اللبنانيين، وهي مدعاة فخر واعتزاز في زمن التآمر على المقاومة» بحسب الرئيس سليم الحص. وكانت كذلك، فرصة لتأكيد توازن القوى في المدينة وعدم طبعها بلون واحد.
ولبى العديد من اللبنانيين، ولا سيما أبناء المدينة والجنوب والمخيمات الفلسطينية ومناطق أخرى، دعوة صيداوية للمشاركة في عيد تحرير المدينة وشاركوا في حفل الاستقبال في بلدية صيدا الذي دعت إليه «الهيئة الوطنية لإحياء ذكرى تحرير صيدا من الاحتلال» التي طغى على تشكيلتها اللون المعارض، فضلاً عن الجماعة الإسلامية التي شاركت، لاعتبارات متعلقة بالمناسبة وبالمقاومة، وكانت لافتة المشاركة الحزبية المختلفة، إذ حضر فضلاً عن ممثل الرئيس نبيه بري رئيس المكتب السياسي لحركة أمل جميل حايك، الرئيس الحص، الوزير المستقيل محمد فنيش ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد. غير أن الجديد كان المشاركة العونية ممثلة بالنائبين نبيل نقولا وعباس هاشم على رأس وفد كبير من التيار الوطني الحر، إضافة إلى وزراء ونواب سابقين، فضلاً عن مشاركة فلسطينية واسعة شملت كل الطيف الفلسطيني.
وكان في استقبال المهنئين رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد، رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري وممثلون عن «الجماعة الإسلامية» والحزب الشيوعي والحزب الديموقراطي الشعبي وآخرون من شخصيات وهيئات كان لها دور في العمل المقاوم. وبدا أن المنظمين نجحوا في توكيد دور المدينة المقاوم، عاصمة للجنوب اللبناني.
وبعد حفل الاستقبال توجه مئات من المشاركين إلى ساحة الشهداء لإضاءة شعلة الحرية والتحرير، وأنيرت سماء المدينة بالأسهم النارية والمفرقعات، وعزفت الفرق الكشفية الأناشيد الوطنية والثورية. وألقى النائب أسامة سعد كلمة في المحتشدين أكدت على «دور المقاومة في تحرير الأرض والإرادة»
وكان لخطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله مكانه في المناسبة. تقول سوسن الأتب «هيدا رجال... الله يرحم معروف (سعد)». وأكد أبو مصطفى، اليساري العتيق الذي حضر مع حفيده محمد علي ابن الست سنوات أن «ما حدا بشيل المقاومة من راسنا ويخيطوا بغير هالمسلة».
وكانت بعض شوارع المدينة قد زينت بالأعلام اللبنانية واللافتات، ولا سيما المذيلة بتوقيع «التنظيم الشعبي الناصري» و«اللقاء الوطني الديموقراطي» و«الهيئة الوطنية» وبلدية صيدا، فيما لوحظ غياب إعلامي وسياسي تام عن الذكرى من تيار «المستقبل».
وكان لافتاً البيان الذي أصدرته «قوات الفجر ــــــ المقاومة الإسلامية»، وفيه: «... في موازاة البطولة والصمود اللذين يرصعان جبين هذه الأمة في لبنان وفلسطين تتصاعد وتيرة الدعوات المشبوهة للانقسام والتفرقة والتخاذل، وتتنامى اللغة الغرائزية المقيتة لتفتك في بنيتنا اللبنانية والعربية والإسلامية. فيزهو عدونا التاريخي في واشنطن وتل أبيب يطرب لهذه الانحرافات القاتلة الداعية إلى استبدال مقاتلة الصهاينة ومجاهدتهم بأن «نرجع كفاراً يضرب بعضنا رقاب بعض. يجب أن تكون المناسبة للتشبث بخيار الجهاد والمقاومة، ولتأمين كل أشكال الدعم والمساندة للمجاهدين ضد العدوان الإسرائيلي الأميركي في لبنان وفلسطين والعراق. إننا في هذه المناسبة الكريمة نؤكد على الحفاظ على الانتصارات المهمة التي تحققت في جنوب لبنان وفي غزة خلال الصيف الماضي. هنيئاً لصيدا ولبنان هذه الذكرى العزيزة، وتحية مباركة إلى كل الشهداء والمجاهدين والجرحى والأسرى من أبناء هذه المدينة الذين دحروا الاحتلال وكتبوا صفحة مشرقة من تاريخ هذا الشعب المجاهد».