عدوان: مصرّون على توضيح ما إذا حدث تلكؤ أمني في إضراب المعارضة
أكد البطريرك الماروني نصر الله صفير «أن ما سمعناه من أقوال لم نتعوّد سماعها من قبل، وما شاهدناه من مشاهد غير مألوفة في الأيام الثلاثة الماضية، يدل على أن شياطين كثيرة انبثت في ما بيننا وهي تنفث سمّها القاتل وتثير الناس على بعضهم، فلا يبقى لهم إلا أن يتضاربوا ويتقاتلوا ويتذابحوا». وأشار في قداس الأحد في بكركي الى أنه «لولا الحواجز التي أقامها الجيش للحيلولة دون وصول بعضهم إلى بعض لكانت وقعت المجزرة»، مذكراً بـ«أن الحرب أوّلها كلام». وأضاف: «ليت هذا الجيش يحظى برعاية خاصة من قبل المسؤولين وجميع اللبنانيين ويحصل على حاجته من العتاد الذي يمكنه من القيام بما هو مطلوب منه في هذه الأيام السوداء»، داعياً الى «أن يكون السلاح الذي يظهر، هنا وهناك وبين الحين والحين بأيدي بعض الناس، فقط بأيدي الجيش كي يعيش المواطنون في طمأنينة ومن دون أن يخاف بعضهم من البعض الآخر». وطالب بـ«بناء دولة حق وعدالة وحرية واستقلال ناجز تام لا تتقاذفها رياح تهبّ علينا تارة من شرق وغرب، وتارة من شمال وجنوب». وتساءل: «إذا أخاف اللبنانيون بعضهم بعضاً، ولاذ أكثرهم بالهجرة بحثاً عن وطن بديل، هل يبقى لهم وطن؟».
واستقبل صفير بعد القداس الوزير السابق يوسف سلامة ثم نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان الذي شدد بعد اللقاء على «أن الأمور الداخلية لن تحل في لبنان إلا بحل موضوع المحكمة مع سوريا»، مشيراً الى «أن المشكلة ليست بالشراكة». وشكر «المساعي التي تقوم بها إيران والسعودية وتركيا والجامعة العربية لتسهيل الحل عبر المحكمة التي تشكل مدخلاً لحل المشاكل اللبنانية». وأضاف: «على الجميع أن يدركوا أنه ليست هناك مفاوضات، وإنما حل شامل يتناول كل القضايا وينطلق من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة وجميع القضايا الأخرى».
ورأى في كلام الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله «محطتين، الأولى إيجابية عندما قال إنه لا يريد أن يصنف اللبنانيين بين أقلية وأكثرية، والثانية شكلت للبنانيين تساؤلاً وهي قضية السلاح»، مضيفاً «عندما يريد أن يخضع أي فريق لغير الدستور والقوانين، فمن حقنا كلبنانيين أن نطرح تساؤلات وأن تكون لدينا هواجس»، آملاً «أن نبدأ بتطبيق اتفاق الطائف».
وعن كلام وزير الدفاع الياس المر على إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وكلام البطريرك صفير الذي تناول في عظته موضوع الجيش، رأى عدوان «أن كلام الوزير المر جاء في محله لأنه بعد الأحداث التي جرت وما حصل في جريمة عين علق النكراء وعدم معرفة أي شيء بالجرائم التي حصلت ولا سيما في جريمة الوزير بيار الجميل، لذلك أعتقد أنه يجب علينا النظر بكل دقة في وضع الأجهزة الأمنية وماذا يجب أن يعمل لكي تصبح فاعلة، ولدينا تساؤل حول فاعليتها». وأكد أن «القوات اللبنانية تدعم الجيش دعماً مطلقاً وتريد له أن يتسلح وأن يكون السلاح حصرياً لديه».
وطلب من الوزير المر «الذي كنت قد طلبت منه سابقاً أن نعرف تماماً ماذا حصل يوم 23 كانون الثاني من الساعة الخامسة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، هل كان هنالك نقص في الأوامر؟ ومن المسؤول عن هذا النقص؟ هل السلطة السياسية أعطت الأوامر ولم تنفذ؟ أو لم تعط الأوامر؟ هل تلكأ أحد في تنفيذها؟» محذراً من أنه «في حال عدم تلقّينا الإجابة والتوضيحات، سنبقى نصرّ لمعرفة ما حصل وإلا سندخل في تفاصيل نحن بغنى عنها».
وعن إمكان انعقاد المجلس النيابي في دورته العادية في آذار المقبل، رأى عدوان أن «المجلس النيابي مؤسسة وليس شخصاً، ولا يستطيع أحد منا أن يأخذ دوراً عنه، فهو التعبير الصحيح عن انتخابات حصلت، أتى بموجبها 128 نائباً يمثلون جميع اللبنانيين وهو سيّد نفسه. وكنا نأمل أن ينعقد في دورة استثنائية، وسيمارس دوره كاملاً في الدورة العادية».
ورأى أن «البعض يحاول أن يسوّق بأن مواقف النائب (سعد) الحريري غير مواقف الدكتور (سمير) جعجع والنائب (وليد) جنبلاط»، مؤكداً «أن قوى 14 آذار فريق واحد، ولديها استراتيجية وتوجّه واحد ورؤية واحدة وشاملة للحل، والقرار هو للمجموعة وليس قرار شخص إطلاقاً».
(وطنية)