توسّم رئيس الجمهورية إميل لحود خيراً بالمساعي الجارية على أعلى المستويات بين الرياض وطهران ودمشق لوأد الفتنة، مؤكداً انه «لن يتهاون بما يملك من صلاحيات في موضوع السلم الأهلي حتى آخر يوم من ولايته».مواقف لحود نقلها عنه أمس رئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن الذي أوضح أنه عرض مع رئيس الجمهورية «مجريات الأحداث المحلية والاقليمية ولا سيما المساعي القائمة بين طهران والرياض ودمشق، من أجل المساعدة على التوصل الى حلول مشرّفة للجميع، بعدما خرجت كلمات بعض الخطباء في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري عن البحث عن المخارج وتحولت تهريجاً وتجريحاً شخصياً، بهدف إجهاض المبادرات، وهو الأمر الذي يتنافى مع أعرافنا السياسية وحياتنا الديموقراطية التي تحترم الرأي والرأي الآخر».
وأكد لحود انه وقف «وسيظل واقفاً في وجه المحاولات التوطينية والتقسيمية بكل رموزها المحلية، لأنها توجّه طعنة الى قلب الصيغة اللبنانية الفريدة التي حافظنا عليها في وجه كل المؤامرات الإسرائيلية التي سعت وفشلت في أن تحولها صيغة صراعات مذهبية وطائفية للتمكن من سوق لبنان في ركاب التشرذم وضياع الهوية الحضارية التي تشرّف تاريخه كبلد يحتذى في حوار الثقافات والأديان».
وتوسّم لحود خيراً من المساعي الجارية على أعلى المستويات بين الرياض وطهران ودمشق من أجل وأد الفتنة «التي ذرّت بقرنها يومي الثلاثاء والخميس الأسبقين، ناهيك بالمجزرة الإجرامية التي أودت بحياة ثلاثة شهداء في عمق المتن الشمالي لافتعال صدام بين أبناء المنطقة الواحدة»، داعياً جميع القيادات الى «وعي خطورة المرحلة وتصفية النيات وصولاً الى حلول ثابتة لا زغل فيها ولا ثغرات»، ومؤكداً انه «لن يتهاون بما يملك من صلاحيات في موضوع السلم الأهلي حتى آخر يوم من ولايته، لأنه ضنين بتسليم الأمانة كما حافظ عليها طوال فترة حكمه، بعيداً عن الاستغلال الطائفي والمذهبي والمناطقي»، واعتبر ان ما جرى في أعقاب استشهاد الرئيس الحريري «إنما كان فوضى أمنية مصطنعة استطاعت ترهيب الناس الى حين، إلا انها لم تتمكن من تغيير اقتناعاتهم بوطن واحد نهائي لجميع أبنائه». وقال: «أقسمت على المحافظة على لبنان الواحد ولن أسلم الأمانة التاريخية إلا على هذا الأساس».
والتقى الرئيس لحود الوزير السابق ميشال سماحة وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات الراهنة من مختلف وجوهها. وأوضح سماحة «ان الأطراف المتضررين من المساعي المبذولة للتهدئة يطلقون النار، من خلال المواقف المتصلّبة والخطب الجوفاء الخارجة عن كل الأصول والأعراف، على كل مبادرة من شأنها التخفيف من حدة التشنّج السياسي، ويعرقلون كل جهد هدفه تعزيز المصالحة وتحقيق المشاركة الوطنية، وذلك تنفيذاً للتوجيهات التي تصلهم من الخارج وخصوصاً من الدول التي لا تريد للأزمة ان تجد حلاً ومخارج طبيعية لها».
واستقبل لحود رئيس مركز الشهيد باسل الأسد الوزير السابق غازي سيف الدين، يرافقه مدير المركز نعيم شقير. وجرى بحث المستجدات الأخيرة على الساحة الداخلية في ضوء التحركات الهادفة الى ايجاد حل للأزمة الراهنة. وبعد اللقاء رأى سيف الدين ان «ما شهدناه في 14 شباط يشكل بالدرجة الأولى إساءة كبيرة لشهيد لبنان دولة الرئيس رفيق الحريري. وما سمعناه لا يدل إلا على إسفاف لا حدود له، يتجاوز لغة الأزقة والشوارع، ولا يدل إلا على عدم توازن واتزان من تفوّه به».
واعتبر أن قوى 14 آذار «لا تزال مرتهنة لإرادة السفراء الأجانب الذين يسعون الى تنفيذ مخططات أعداء لبنان، ويرفضون تأليف حكومة وحدة وطنية، ويعرقلون أي مسعى أو مبادرة لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان».
على صعيد آخر، رأى سيف الدين «ان حكومة الرئيس السنيورة ماضية في سياستها الكيدية»، لافتاً الى انها «أقدمت على قطع المساهمة المالية المقررة في مجلس الوزراء، والعائدة الى مركز الشهيد باسل الأسد الثقافي والاجتماعي الذي قدم خدمات كبيرة في منطقة بعلبك ــ الهرمل، وهو في المرتبة الأولى على صعيد لبنان، كما صنّفته وزارة الثقافة»، متسائلاً: «الى متى تمضي هذه الحكومة بسياساتها الطائشة؟».
(وطنية)