راجانا حميّة
باشرت وزارة التربية والتعليم العالي أولى خطواتها على طريق إدراج الجامعات في منظومة «المؤسّسات التربوية المعتمدة»، فبعد العديد من التجارب التي خاضتها بعض هذه الجامعات ونجحت في تبنّي معايير للجودة في برامجها التربوية استناداً إلى التجربة الأوروبية، تتّجه «البقيّة» إلى الاستفادة من التجربة ذاتها لإنتاج معايير أخرى تضعها في مصاف المؤسّسات المنافسة أكاديمياً وثقافياً.
«كاهل-Qahel» أو «ضمان الجودة في التعليم العالي في لبنان» هو عنوان البرنامج الجديد الذي بدأت وزارة التربية ومؤسّسات التعليم العالي تنفيذه.
يحرص «كاهل» على تفعيل جودة ونوعيّة التعليم في الجامعات، عبر تحقيق أربعة تطلّعات تشمل إعداد دراسات وتأمين وثائق في مجال ضمان الجودة استناداً إلى التجربة الأوروبيّة وإعداد مدرّبين متخصّصين ضمن المجال عينه، يستثمر هذا الإعداد في ما بعد لتشجيع مؤسّسات التعليم العالي على إنشاء وحدات مستقلّة تابعة لها والاستفادة منها كأساس للتحسين الذاتي المؤسّساتي.
وتتضمّن تلك الدراسات إعداد ثلاثة مقرّرات يتمّ على أساسها تدريب المتخصّصين، منها مقرّر أنظمة الجودة الذي يبحث في النظام الملائم لتطبيقها ومقرّر آخر يتعلّق بالنظام الداخلي للمؤسّسات التربوية عبر إجراء تقويم ذاتي لمستوياتها الإدارية وأنظمتها التربوية وعلاقاتها الخارجيّة، وثالث خارجي يتمحور حول كيفيّة تقويم آليات اعتماد المؤسّسة.
تنتهي مرحلة الدراسة والتدريب بوضع مقرّرات نظام الجودة ضمن موقع إلكتروني «يوضع بتصرّف جميع مؤسّسات التعليم العالي»، على أن تستغرق فترة إعدادها وتبنّيها سنة واحدة تنتهي في آذار 2008، يتكفّل الاتّحاد الأوروبي، عبر «تامبوس» التي خصصت مبلغ 140 ألف يورو بتمويله.
يشارك في تنظيم البرنامج جامعة سندرلند (بريطانيا) والمدرسة الأوروبيّة لإدارة الأعمال «CERAM Sophia Antipolis» (فرنسا) والخبير الأوروبي في ضمان الجودة الدكتور أندريس باربلان، إضافة إلى المنظّمين «المحلّيين»، منسّق المشروع معهد الجامعي للإدارة والعلوم «MECAT» وجامعة بيروت العربية والجامعة الأميركية في بيروت ومديرية التعليم العالي في وزارة التربية.
وكانت مديرية التعليم العالي بالتعاون مع مشروع «تامبوس» قد افتتحت برنامج «كاهل» في قصر الأونيسكو برعاية وزير التربية والتعليم العالي الدكتور خالد قبّاني ومشاركة ممثّلة بعثة المفوّضية الأوروبيّة لينكا فيتكونا والمنسّق الوطني لبرامج تامبوس عارف الصوفي وممثّل جامعة سندرلند محمد لطفي والخبير الأوروبي أندريس باربلان ونائب رئيس «MECAT» للشؤون الأكاديمية باسم القيسي.
رأى قبّاني أنّ موضوع ضمان الجودة بات «من الشروط الضرورية لترخيص وتقويم واعتماد مؤسّساتنا»، مشيراً إلى أنّ وزارة التربية «ستتبنّى المشروع من ضمن استراتيجيتنا للتربية والتعليم العالي».
ولفت القيسي إلى أنّ «الهدف من نشر «كاهل»، تنظيم الجامعات اللبنانيّة التي تشهد ازياداً مضطرداً وتلبية العدد الهائل الذي ينتسب إليها»، بدوره، شدّد لطفي على أهداف «كاهل» في «تأمين نوعية تعليم لائقة استناداً إلى التجربة الأوروبيّة مع مراعاة طبيعة كل بلد وكل جامعة».
وشُغل باربلان في التعريف بالتجربة الأوروبيّة في مجال ضمان الجودة والاستعانة بها في تطبيق «كاهل»، مؤكّداً ضرورة «تنمية المسؤولية الاجتماعية والشخصيّة والمهارات الفكرية والاهتمام بالمعرفة».