strong> ثائر غندور
تدخل رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية مرّة جديدة في البازار السياسي. وارتفعت مجدداً الأصوات التي تنادي برفع يد السياسيين عن الجامعة اللبنانية. فلم يمرّ «ميثاق الشرف» الذي طرحته هيئتها التنفيذية على المكاتب التربوية كما كان مقرراً له، إذ وقع في «مطبّ» الشراكة الوطنية والمحكمة الدولية.
فقد طالبت قوى المعارضة بإضافة عبارة «والشراكة الوطنية الحقيقية» إلى البند السادس الذي ينص على: «تأييد كل مبادرة أو مسعى يهدف إلى إنتاج وفاق وطني (وشراكة وطنية حقيقية) من روحية وثيقة الوفاق الوطني يعيد إلى لبنان مسيرة السلام والبناء، ويسدّ الثُّغر التي يمكن من خلالها أن ينفذ العدو الإسرائيلي أو غيره من أعداء لبنان لتذكية نار الفتنة وزيادة الشرخ بين أبناء الشعب الواحد». فطالب ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور وليد صافي بإضافة مطلب المحكمة الدولية إلى الميثاق.
وغاب عن الاجتماع الذي عُقد صباح أمس في مقر الرابطة للتوقيع على ميثاق الشرف كلّ من ممثّلي: القوّات اللبنانية، التيار الوطني الحرّ، حزب الله، تيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي، كما لم تدعَ حركة الشعب. وحضر ممثلون عن حركة أمل، الحزب التقدمي الاشتراكي، الكتائب اللبنانية، الكتلة الوطنية، الوطنيين الأحرار، تيار المستقبل والحزب الشيوعي. وكان لافتاً نوع الحضور، إذ مثّل عدد من أعضاء الهيئة التنفيذية أحزابهم، كما حضر الدكتور حنّا الحاج (مسؤول الأساتذة الجامعيين في التيار الوطني الحرّ) الاجتماع «بصفته الشخصية وليس الحزبية». وحدهم ممثلو الشيوعي، كانوا طلاباً.
انتهى الاجتماع من دون توقيع «الميثاق»، واتفق أن يتابع رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سليم زرازير وأمين سرّها الدكتور حميد حكم والدكتور محسن الأمين الاتصالات مع الأطراف غير الحاضرة لتأمين مشاركتها في الاجتماع المقبل. وقال أحد المشاركين في الاجتماع لـ«الأخبار»: إن عدم مشاركة حزب الله في الاجتماع ساهم إلى حدّ كبير في عدم الوصول إلى حائط مسدود، فـ«لو حضر حزب الله لكان اضطر إلى الردّ على تهجّم ممثل الاشتراكي على حزب الله ومجالس فروع الحدث، ما كان سيحوّل الجلسة إلى «تخابط» بين الأطراف». وفي المقابل، لفتت مصادر أخرى إلى أن حزب الله لا يريد أن «يجلس على طاولة واحدة مع الاشتراكي». وأكّدت أنّ قضيّة «الشراكة والمحكمة الدولية» ما هي إلا ذرائع «والأسباب الأساسية وراء الخلاف، سياسية بامتياز».
بدوره، أشار الدكتور عبد الله زيعور إلى تأييد حزب الله لكل مساعي التوافق، «ونحن طلبنا إضافة عبارة «الشراكة الوطنية»، لكنهم رفضوها لأسباب سياسية بحتة». ورأى زيعور أن حزب الله يمثل خيار وأد الفتنة على الأرض، «فحين كان طلابنا يُقنَّصون في الطريق الجديدة، استأجرت مجالس الفروع في الحدث باصات لتوصيل طلاب بيروت والجبل إلى منازلهم بسلامة». وشدّد على أنهم معنيون بتحييد الجامعة، «لكنّنا لسنا هواة استعراض سياسي»، ونفى أن يكون قد اتصل به أحد بعد الاجتماع، «لكننا منفتحون على الحوار. أما الدكتور بسام الهاشم (التيار الوطني الحر) فلفت إلى أنّ الجامعة ليست جزيرة معزولة لنطلب من الطلاب أن يكونوا ملائكة فيها وشياطين خارجها، وحدّد المشكلة بسلوكيات بعض الأطراف. وقال إنه اتصل بالدكتور سليم زرازير، متعهداً له بأن توقّع كل أطراف المعارضة على ميثاق الشرف، إذا ما زيدت عبارة «الشراكة الوطنية». وأشار إلى أنه اتصل بزرازير بعد الاجتماع وتحدثا بعدة أمور، لكنه لم يثر موضوع «ميثاق الشرف».
من جهته، عزا الدكتور جورج سعادة عدم مشاركة القوات اللبنانية إلى «تأخّر الشباب عن الاتصال بي، ونحن مع الميثاق».
وكان رئيس مجلس المندوبين الدكتور رباح أبي حيدر قد رفض «الركض وراء القوى السياسية من أجل الحصول على تعهدات بعدم المشاغبة». ولفت إلى أنه يجب على إدارة الجامعة أن تطبق القوانين بحق «الزعران»، كما انتقد مشاركة رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر في مهرجان شهداء الجامعة اللبنانية، ووصفه «بالمنحاز كل مرّة إلى طرف». فأبي حيدر يرى أنه «ما دام الأساتذة يصلون إلى مراكزهم بقرارات سياسية، فإن تبعيّتهم للأحزاب مستمرّة. ولهذا، لن نتمكن من ضبط الجامعة من دون رفع يد السياسيين عنها».