جورج شاهين
من المستبعد أن تحمل الأيام المقبلة اية مفاجآت سارة تحيي اجواء التفاؤل التي سادت عطلة نهاية الاسبوع، قبل أن تتراجع تدريجاً لترتفع نسبة التوقعات التي تشير إلى المزيد من المراوحة على وقع التصريحات النارية.
وكانت الحلول قد بدت على مرمى حجر من المساعي المبذولة، عندما استدعي على عجل رئيس كتلة نواب المستقبل سعد الحريري الى الرياض لمناقشته في نتائج المفاوضات السعودية ـ الايرانية وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرياض، وجرى حديث عن تفاهم مبدئي يتناول مصير المحكمة الدولية وحكومة الوحدة الوطنية، قبل أن تتبيّن للقادة اللبنانيين الحاجة الى انتظار الردود الاميركية والفرنسية والسورية ازاء ما تم التوصل اليه من تفاهمات لبنانية كان سيعلن عنها، لو اكتملت الصفقة بشأن الملفين.
على هذه الخلفية، تبدو الاجواء السياسية، متجهة الى المزيد من التصعيد، وفي أحسن الحالات الى الجمود الذي لا يبشر بقرب الحل، بل يمكن أن يؤدي إلى الانفجار في أي لحظة، ومن هنا تتطلع الدوائر السياسية والأمنية بقلق الى مسلسل العبوات التحذيرية التي كان احد احياء الأشرفية مسرحاً لها أمس، بعد إشاعة العثور على عبوة داخل سيارة في بلدة الشويفات والدولاب المفخخ على طريق المطار، بما تحمله هذه الاكتشافات من رسائل دموية على مسافة زمنية قصيرة من التفجير المزدوج لباصي عين علق، ورأت فيها عمليات مخابراتية غايتها البلبلة والترويع، وقد جاءت في وقت تحدثت فيه المعلومات عن تحضيرات جدية لاعتداءآت يمكن أن تتعرض لها شخصيات سياسية وحزبية لبنانية ومسيحية تحديداً، مثلما يحصل على ابواب أي استحقاق.
وتراجعت حظوظ الحديث عن لقاء مصارحة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري في اعقاب مغادرة الاول صباح امس الى جنيف، الامر الذي فسر دعوة ضمنية الى التريث في شأن تحقيق اي تقدم يذكر، فيما بقيت الساحة مشرعة على بيانات التصعيد والتهديد، وتبادل الاتهامات.
وفي موازاة اجواء التشاؤم التي لفّت الاوساط السياسية، تحدثت مصادر دبلوماسية غربية عن مواجهة صعبة تدور رحاها على الارض اللبنانية بين المحور الأميركي ــــــ الاوروبي والسوري ــــــ الايراني، تزامناً مع طرح ملف تجديد العقوبات الدولية على ايران على طاولة مجلس الامن الدولي، وفي وقت يسعى فيه الاميركيون الى تطبيق خطة بغداد الامنية الجديدة المرفقة باتهامات مباشرة وجهتها، والقيادة العراقية، الى سوريا بشأن استمرار العنف في العراق، بالاضافة الى محاولتها اجهاض اتفاق مكة بين فتح وحماس. اما على المستوى اللبناني، فقد توقفت المصادر عينها عند ما اعلنته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي رأت ان حكومة السنيورة هي المتراس الاول للدفاع عن السياسة الاميركية في الشرق الاوسط، مما يعني أنها تحولت خط الدفاع الاول والثاني والثالث، وأميركا لن توفر استخدامه، الى الوقت الذي تحل فيه مختلف المشكلات في المنطقة من العراق الى فلسطين ولبنان.
وتعترف الاوساط المتابعة، بأن الوضع دخل مرحلة «الوقت الضائع» الذي لن يحمل جديداً بقدر ما سيشهد توترات سياسية محدودة ما دام التفكير في « العصيان المدني» مجرد فكرة، وتطبيقها ليس مستعجلاً لدى المعارضة، رغم إصرار الموالاة على تحميل الخطوة اكثر مما تحتمل، وكأنها تتمنى بلوغ هذه المرحلة...