دعا المرجع السيد محمد حسين فضل الله إلى ضرورة «فهم المسألة اللبنانية من خلال الموقف الأميركي الذي يريد أن يجعل من لبنان موقعاً من مواقع الضغط المتقدم»، مؤكداً أن الإدارة الأميركية «تضع العصي في دواليب الحل في لبنان، وتعمل لخلق محاور داخل الأمة»، وفق عناوين عربية وإسلامية «لا تمثل العروبة في أصالتها، ولا تمثل حركة السنة ضد الشيعة في مضمونها».وخلال كلمة ألقاها أمام وفد من «لقاء علماء صور» زاره برئاسة الشيخ علي ياسين لوضعه في أجواء تحرك «اللقاء» لصون الوحدة الإسلامية والوطنية في صور وغيرها، تطرّق فضل الله إلى الحديث عن مدينة صور «الانطلاقة العلمية الواعية، منذ أن انطلق فيها الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، الذي أعطاها معناها العلمي والأدبي والحواري، وخصوصاً على مستوى الحوار الإسلامي ــــــ الإسلامي»، كما استطاع السيد موسى الصدر «أن يجعل لها امتداداً في المسألة السياسية والثقافية»، مشدّداً على ضرورة «استكمال هذا الدور، صوناً للوحدة الإسلامية والوطنية في ظل الهجمة الاستكبارية على الأمة».
وفي شأن المخططات التي تحاك للأمة، أشار إلى أن الإدارة الأميركية تعمل «لخلق محاور داخل الأمة، فتارة تسعى لإحداث محور عربي لمواجهة قوى الممانعة، وتارة تتحرك بمحور إسلامي لاختراق منظمة المؤتمر الإسلامي وإسقاط عنوانها الوحدوي، وصولاً إلى تحريك هذا المحور ضد إيران بعناوين مذهبية لأهداف سياسية معروفة»، مؤكداً أن هذه المحاور «ذات صياغة أميركية، وأهدافها تتعدى إيران، لأن أميركا تستهدف تدمير الإسلام كدين وكمواقع استراتيجية».
ومؤكداً وجود حرب عالمية تخوضها محاور دولية واستكبارية ضد الإسلام، دعا العلماء الى ضرورة التحرّك على خطين: «فضح الخطة الأميركية ــــــ الإسرائيلية والتصدي لها، وحماية الإسلام بتثقيف القاعدتين الشيعية والسنية بالوحدة الإسلامية ورفض كل أساليب الشتم والسب والتخوين والتكفير».
(وطنية)