بعلبك - عبادة كسر، علي يزبك
الميس: علينا مواجهة إسرائيل وعملائها والجنوب تحرر بمقاومة إسلامية

نجحت القوى السياسية والدينية في منطقة البقاع الشمالي في وضع حد لحال التشرذم الذي أصاب المنطقة نتيجة الاختلافات والخلافات السياسية التي ارتدّت على العلاقة الطائفية بين أبناء المنطقة، ونجم عنها اشتباكات وإشكالات كادت أن تطيح كل ما يسمى «العيش المشترك» والعلاقات التاريخية والاجتماعية التي تربط أهالي المنطقة بعضهم ببعض.
وتكريساً لمساعي تجنيب البقاع الشمالي مزيداً من الانقسامات، وتأكيداً للوحدة الوطنية وهوية لبنان العربي والمقاوم، ورفضاً للفتنة المذهبية والطائفية، عقد مساء أمس في مدينة بعلبك ( قاعة مسجد المصطفى) لقاء حاشد جمع مختلف القوى السياسية والاجتماعية، حيث عرف اللقاء بلقاء «المصالحة» السياسية التي ستمهد لعقد لقاءات مصالحة شعبية قريباً.
اللقاء الذي نجح حزب الله وتيار المستقبل في بلورة مشهد «عقده» بالتعاون مع نواب المنطقة، ولا سيما النائب إسماعيل سكرية الذي عمل على أكثر من «خط» لإنجاحه، شارك فيه مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، ومفتي بعلبك الشيخ خليل شقير، والوكيل الشرعي للإمام الخامنئي في لبنان عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك، ومطران بعلبك للروم الكاثوليك إلياس رحال، وراعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر للموارنة المطران سمعان عطالله، والنواب إسماعيل سكرية ومروان فارس وكامل الرفاعي، وحشد من رؤساء البلديات والأندية والجمعيات الأهلية والثقافية، ومخاتير من قرى البقاع الشمالي، إضافة إلى عدد من القيادات الحزبية.
وقال المفتي الميس في كلمته إن «مسؤوليتنا تفرض علينا أن نواجه إسرائيل وعملاءها، ونحن سنبدأ من البقاع لحل مشكلة لبنان، فنحن قوم عشائر فإذا طلبته يعطيك دمه». وأضاف: «نحن نريد مصالحة مستعجلة مع أهلكم في عرسال والجوار، والواجب يفرض علينا أن نقدم نموذجاً في التعايش». وأكد الميس أن تحرير الجنوب كان «بمقاومة إسلامية، وهذا شعار عربي، لأن الإسلامي وراءه وأمامه العربي، ونحن لا ننكر الآخرين». وتابع المفتي الميس: «إذا تعثر أهل السياسة في إيجاد الحلول، فعلينا أن نبدأ نحن بالحوار ونعطيهم رأينا، ومسؤوليتنا أن نعمل معاً من أجل الحوار».
وكشف الشيخ محمد يزبك في كلمته عن أن السفير السعودي في لبنان «أبلغ قيادة حزب الله أن النائب سعد الحريري وافق هو ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة على الثلث الضامن في حكومة وحدة وطنية، ومن صيغة 19ــــــ11 ويأتي بعدها النقاش في مسألة المحكمة الدولية وبنودها ونحن نريد معرفة المجرم». وقال: «نحن لدينا علم من خلال سعادة السفير السعودي أن السعودية موافقة وأن الشيخ سعد الحريري ودولة الرئيس السنيورة موافقان على الـ19ــــــ11 ونحن لا نريد تمييع دماء الشهيد الحريري، لكن ما سمعناه من بعض قوى 14 شباط مؤسف له، فهم قالوا: «لا للثلث الضامن»، لأن أميركا غير راضية ونحن نخاف أن يؤخذ لبنان إلى مكان آخر ليكون الخنجر الذي يضرب المنطقة».
ورأى أن المشكلة تكمن في تحديد من هو العدو، ولقد سمعتم بالأمس بأن هناك من يطالب بأن نوضح هويتنا، فالذين يشككون في هويتنا هم اليوم ييممون وجههم بالشيطان الأكبر أميركا».
وأضاف يزبك: «إن لبنان سيبقى صمام أمان بوحدته وتكاتفه، وسيبقى البقاع منطلقاً للوحدة من خلال المروءة». وقال: «نحن في عرسال، وعرسال في قلوبنا يجمعنا الإيمان بالله على اختلاف طوائفنا ومذاهبنا، ونحن لا نريد إلغاء أحد»، داعياً إلى «الابتعاد عن الأجواء المسمومة التي دفعنا ثمنها في البقاع».
وتحدث النائب إسماعيل سكرية راسماً سلم الأولويات التي «كل أهالي هذه المنطقة (البقاع الشمالي) عليها متفقون، وهي أن إسرائيل عدوتنا، وأن هناك هجوماً أميركياً على المنطقة يستهدف إخضاعها (...) وهي تمنع التفاهم في أي ساحة كما حصل إزاء اتفاق مكة والمبادرات العربية في لبنان».
وأُلقيت في اللقاء مجموعة من الكلمات ركزت على أهمية الوحدة والتعايش في البقاع الشمالي، أبرزها لرئيس منتدى الحوار في بعلبك الدكتور طلال الرفاعي، والدكتور أحمد الططري، ورئيس بلدية بعلبك محسن الجمال، والشيخ بكر الرفاعي.