strong>صيدا ــ خالد الغربي
دعا رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد إلى النضال من أجل حل سياسي للأزمة الراهنة والعمل من أجل منع الانجرار إلى الفتنة وإلى الوقوف ضد توزيع السلاح وعودة الميليشيات

أحيت مدينة صيدا الذكرى الثانية والثلاثين لاستشهاد معروف سعد الذي اغتيل أثناء قيادته لتظاهرة الصيادين في السادس والعشرين من شباط عام 1975. وانطلقت مسيرة حاشدة من أمام النصب التذكاري للشهيد من البوابة الفوقا في صيدا، بحضور سعد، رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري، ممثل «كتلة الإصلاح والتغيير» القيادي في «التيار الوطني الحر» بسام نصر الله، ممثل «حزب الله» الشيخ حسن عز الدين، ممثل حركة «أمل» بسام كجك، النائب السابق زاهر الخطيب، الأمين العام لـ«الحزب الديموقراطي الشعبي» نزيه حمزة، ممثل «منظمة التحرير الفلسطينية» فتحي أبو العردات، ممثل حركة «حماس» أبو الفضل وأحزاب وتيارات أخرى.
وجابت المسيرة تتقدمها الفرق الكشفية شوارع المدينة، وتوقفت للحظات في المكان الذي اغتيل فيه في ساحة النجمة، قبل أن تنتهي في محلة الشاكرية.
وألقى النائب سعد كلمة جاء فيها: «قبل اثنين وثلاثين عاماً استهدفت رصاصات الغدر والتآمر والدي ومعلمي القائد الوطني معروف سعد، وهو يقود تظاهرة الصيادين ضد شركة «بروتيين» الاحتكارية، فتوج باستشهاده مسيرة حياة حافلة بالكفاح القومي والوطني والاجتماعي. وكانت عملية الاغتيال الشرارة الأولى للحرب الأهلية التي هددت مصير لبنان، وألحقت به أفدح الخسائر طوال خمسة عشر عاماً».
وأشار إلى أن «أميركا اليوم تستأنف هجمتها على لبنان والأقطار العربية تحت عنوان «الشرق الأوسط الجديد». وتلجأ إلى إثارة الصراع المذهبي تحت عنوان «الفوضى الخلاقة». ونرى إسرائيل تشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني، وتستخدم خلال عدوان تموز الأسلحة الأميركية الفتاكة لتدمير لبنان».
أضاف: «حاولت أميركا بواسطة العدوان الصهيوني في تموز الماضي القضاء على المقاومة، بهدف السيطرة الكاملة على لبنان، واستخدامه كموقع متقدم في إطار مسعاها لفرض السيطرة المطلقة على البلاد العربية، غير أن فشل العدوان الصهيوني، بفضل التصدي البطولي للمقاومة، دفع أميركا إلى اللجوء مجدداً إلى التآمر السياسي داخل لبنان، علها تتمكن بواسطته من إنجاز ما لم تتمكن من إنجازه بواسطة الحرب. وفي هذا السياق، يواصل السفير الأميركي جهوده الرامية إلى عرقلة المساعي الداخلية والعربية الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة السياسية التي يتخبط فيها لبنان. وهو يدفع فريق السلطة إلى رفض أي تسوية، لأن أميركا لا تقبل بأقل من الهيمنة الكاملة على لبنان، وإلا فإغراقه في الفتنة والفوضى».
وأكد «أن المعارضةالوطنية اللبنانية واعية تماماً للتآمر الأميركي، لذلك هي تعتبر الحرب الأهلية خطاً أحمر، وترفض الرد على الاستفزازات المسلحة، بل هي تبذل كل جهودها للوصول إلى حل سياسي، يخرج لبنان من الأزمة الراهنة، ويجنبه الانجرار إلى حيث ترغب أميركا واسرائيل. من هنا وافقت المعارضة على التسوية المرتكزة على التزامن بين اقرار المحكمة ذات الطابع الدولي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، فنحن نريد المحكمة من اجل كشف الحقيقة ونرفض أي استخدام لها من اجل تصفية حسابات سياسية».
وقال: «نحن الذين أصبنا باغتيال معروف سعد من أحرص الناس على الحقيقة والعدالة. ونحن نطالب بكشف الذين أقدموا على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومعاقبتهم، كما نطالب المجلس العدلي بكشف التحقيقات في جريمة اغتيال الشهيد معروف سعد، وفي جريمة تفجير منزل مصطفى سعد».
وأضاف: «في الوقت الذي تعمل فيه المعارضة من أجل الحل السياسي والتسوية، نجد الأطراف الأشد ارتباطاً بالمخطط الاميركي ضمن فريق السلطة تعمل مرة اخرى على إجهاض التسوية. ان المصلحة الوطنية اللبنانية تقتضي الوصول الى حل سياسي بأسرع وقت، واليوم قبل الغد، والمطلوب من فريق السلطة ان يتجاوب مع مسعى المعارضة من اجل ايجاد هذا الحل وتطبيقه» مشيراً إلى أن «الرئيس فؤاد السنيورة يتحمل مسؤولية استثنائية في هذا المجال، تفرض عليه الاستجابة لمسعى المعارضة، وفي الوقت عينه عدم الانصياع لما يطلبه بوش وشيراك».
وحذر من «اشتداد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تلقي بثقلها على الفئات الشعبية وذوي الدخل المحدود في الدرجة الأولى، وتنال منها صيدا والمناطق الأخرى حصة كبيرة». وقال: «لا نرى أن «مؤتمر باريس3»، والورقة الاقتصادية للحكومة، سوف ينجحان في إخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يغرق فيها، في أحسن الأحوال قد تساعد أموال «باريس3» على الوفاء ببعض الاستحقاقات المالية العاجلة. أما الورقة الاقتصادية فهي تستهدف تحميل الفئات الشعبية وذوي الدخل المحدود تبعات الخطط الفاشلة والسرقة والهدر للحكام المستمرين في التربع على كراسي السلطة منذ خمسة عشر عاماً حتى اليوم».
ودعا للنضال «من أجل حل سياسي للأزمة الراهنة، ولنعمل من أجل منع الانجرار الى الفتنة، ولنقف ضد توزيع السلاح وعودة الميليشيات، ولنرفع الصوت عالياً: لا لسلاح الفتنة، نعم لسلاح المقاومة، لا للحرب الأهلية، نعم للسلم الأهلي».
وكانت قد رفعت في صيدا لافتات تؤكد على المضي قدماً في مسيرة الشهيد الوطنية والعروبية والانحياز إلى الطبقات الشعبية والدفاع عن مصالحها.