فور إعلان وفاة الزميل جوزف سماحة أمس، أمّ مبنى جريدة «الأخبار» في الحمرا عشرات المعزّين من وزراء ونواب حاليين وسابقين وصحافيين وعدد كبير من أصدقاء الراحل ومحبيه. وتلقّت الجريدة عدداً كبيراً من الاتصالات وبرقيات التعزية. ومن أبرز المعزّين وزير الإعلام غازي العريضي، وزيرا الطاقة والعمل المستقيلان محمد فنيش وطراد حمادة، النواب عباس هاشم ومروان فارس وحسن فضل الله ومحمد حيدر وأمين شري ونوار الساحلي، رئيس حزب الكتائب الوزير السابق كريم بقرادوني، الوزراء السابقون: ميشال سماحة، عصام نعمان، بشارة مرهج، النائب السابق تمام سلام، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، رئيس تحرير جريدة السفير طلال سلمان، رئيس تحرير «دايلي ستار» جميل مروة، المستشار الإعلامي للأمين العام لـ«حزب الله» محمد عفيف، رئيس تحرير مجلة «الانتقاد» ابراهيم الموسوي، المدير العام لإذاعة «النور» يوسف الزين، المدير العام لإذاعة صوت الشعب نديم علاء الدين، مسؤول العلاقات الاعلامية في «حزب الله» حسين رحال، نائب الامين العام للحزب الشيوعي سعد الله مزرعاني، رئيس المجلس الوطني في الحزب الشيوعي اللبناني موريس نهرا على رأس وفد من الحزب، وفد من «التيار الوطني الحر»، وفد من حركة الشعب، رئيس تجمّع اللجان والروابط الشعبية معن بشور، الى وفود حزبية وسياسية وإعلامية.
وأبرق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الى عائلة الزميل المرحوم جوزف سماحة وأسرة «الأخبار» معزياً يقول: «ببالغ التأثر علمنا بوفاة الصحافي المتميز الاستاذ جوزف سماحة، وبوفاته تفقد الصحافة العربية والعالمية قلماً وطنياً وعلَماً من أبرز أعلامها سخّر حياته للدفاع عن قضايا وطنه وأمّته. إننا اذ نشاطركم أحزانكم في هذا الفقدان الجسيم لنعرب لعائلة الفقيد وزملائه وأصدقائه عن أحر التعازي والمواساة، سائلين للفقيد الرحمة ولكم جميل الصبر وحسن العزاء».
واتصل وزير الإعلام السوري محسن بلال معزياً وقال «إن خسارتكم للأستاذ جوزف بقدر خسارتنا له. إذ إنها خسارة للإعلام العربي بكامله وللكلمة الحرة الشريفة الصادقة الموضوعية والتي باتت نادرة في هذا الزمن». واتصل وزير السياحة السوري سعد الله آغا القلعة معزياً ومنوهاً «بمزايا الراحل المهنية والأخلاقية التي قلّ مثيلها في دنيا الصحافة».
وأدلى العريضي بتصريح رأى فيه أن «لبنان والاعلام اللبناني خصوصاً خسرا رمزاً من رموز الصحافة والثقافة والمعرفة والفكر والعلم والسياسة. جوزف سماحة من الرجال الذين أمضوا حياتهم دفاعاً عن حرية الكلمة وعن الوحدة الوطنية وعن لبنان وعن الانتماء الوطني الحقيقي في لبنان وعن فلسطين. رافقناه في كل المراحل فكان فيها رمزاً من رموز الاستقامة بكل ما للكلمة من معنى في كل الميادين التي عمل فيها في السياسة أو في الاعلام. عزاؤنا أنه ترك إرثاً كبيراً وتجربة كبيرة على المستوى السياسي والفكري والاعلامي».
بدوره، قال الوزير فنيش في كلمة له: «الراحل قيمة فكرية وثقافية وسياسية ووطنية قلّما نجد مثلها على مستوى لبنان والعالم العربي. كان الفقيد يتمتع بقدرة مميزة على صوغ الأفكار والتحليل السياسي ضمن منطق متماسك وإحاطة شاملة وعمق ثقافي ومعرفي حقيقي. تشكل وفاته خسارة كبيرة جداً تشعرنا جميعاً بالفراغ على صعيد الساحة الإعلامية والسياسية والثقافية والفكرية. نرجو الله أن يعوّض الوطن أمثال هذا الفقيد الراحل وأن يتغمده بواسع رحمته».
وأبرق معزياً رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وجاء في رسالته: «جوزف سماحة ليس صحافياً عابراً بل هو قلم وفاء بعيد الرؤية سيترك بصماته بما يتحلى به من ثقافة ومعرفة وعلم في السياسة لأكثر من ثلاثة أجيال. وكان المدافع بامتياز عن حرية الكلمة والوحدة الوطنية ولبنان الذي أحبه ولم يتسنّ له رؤيته متعافياً محرّراً موحداً كما كان يريد أن يراه».
وأصدرت مديرية زغرتا في «الحزب السوري القومي الاجتماعي» بياناً جاء فيه: «لقد وظّف عقله وفكره والمعلومة التي يحصل عليها من أجل تعميم المعرفة وتقديم الحقيقة إلى الناس.. لم يكتب يوماً ما يرضي اتجاه هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك..كان يكتب الحقيقة بناء على ما يملك من معلومات، ولذلك كنا نقرأ كل ما كتب وفي أي وسيلة لأننا كنا نبحث من خلال كتابته عن الحقيقة بكل أبعادها».
واتصل مدير الوكالة العربية السورية للأنباء الدكتور عدنان محمود، ورئيس تحرير صحيفة الثورة عبد الفتاح العوض، وأبرقت الأمينة العامة لحزب التجمع الديموقراطي الحر في سورية المحامية رحاب ممدوح البيطار معزية.
ونعى الفقيد كل من نقابة الصحافة اللبنانية، نقابة المحررين، جريدة الأخبار، آل الفقيد، آل سماحة وأنسبائهم وعموم عائلات الخنشارة والجوار. وستُقبل التعازي بالزميل سماحة في نقابة الصحافة اليوم الاثنين وغداً الثلاثاء من العاشرة صباحاً الى الواحدة ظهراً ومن الخامسة وحتى السابعة مساء. على أن تحدد مراسم الدفن لاحقاً.
وجاء في بيان النعي الذي أصدرته نقابة المحررين: «تلقّت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بألم وذهول نبأ وفاة الزميل جوزف سماحة،الذي وافته المنية في لندن على اثر نوبة قلبية حادة لم تمهله. والزميل الكبير الذي قضى وهو في عزّ عطائه، هو واحد من الوجوه الصحافية اللامعة، الذي اثرى المهنة بقلمه الملتزم قضايا الوطن والمواطن، وبآرائه التقدمية النابضة بالوطنية والمفعمة بالانسانية. والزميل سماحة الذي مضى وهو بعد في مقتبل العمر، قامة لبنانية وعربية، مشهود لها بوقوفها الى جانب الحق ومناصرة المستضعفين ومقاومة الاحتلال، والدفاع عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية، هكذا عرفناه في جريدتي «السفير»، التي كان احد مؤسسيها، و«الحياة»، وعندما أسس مع زملاء له ولنا وأصدقاء صحيفة «الأخبار» وتولى رئاسة تحريرها، أطل على دنيا الصحافة في لبنان والبلدان العربية كعادته قلماً تدين له الصفحات وأسلوباً يشق طريقه الى القلوب، ورأياً يخترق العقول ويسهم في تشكيل القناعات وتكوين الرأي العام وتوجيهه.
وقد تمكن من أن يجعل وأقرانه من جريدة «الأخبار» علامة فارقة وأن يثبّت حضورها ويؤكد مثولها في منظومة الصحافة اللبنانية والعربية في فترة زمنية قياسية، على أن افتتاحياته كان لها وقع الدويّ بما تحمل من حجج دامغة وتنطوي عليه من منطق سديد وسلامة تحليل وأسلوب متين على كثير من الاشراقة والابداع.
ان نقيب المحررين وأعضاء مجلس النقابة ومستشاريها إذ ينعون الى الاسرة الصحافية في لبنان والعالم العربي الزميل جوزف سماحة، يتقدمون بخالص العزاء من عائلته وذويه وأسرة جريدة «الأخبار»، ومن جمهور قرائه ومقدّري عطائه ومن جميع الزملاء سائلين لنفسه الراحة في جوار الابرار والصدّيقين، وينحنون أمام ذكراه التي لن تمحى من سفر الصحافة الحرة الكريمة».