strong>ابراهيم عوض
أكدت أن موقفها من المحكمة الدولية نقله الحص عن الأسد

أكدت أوساط سورية رسمية لـ«الأخبار» حرص دمشق على نجاح القمة العربية المنوي عقدها في الرياض في 28 و29 من الشهر المقبل، وعزمها على المشاركة فيها على أعلى المستويات حيث ستجرى الترتيبات لترؤس الرئيس بشار الأسد الوفد السوري إلى هذه القمة.
وتوقفت هذه الأوساط عند ما تداوله بعض وسائل الإعلام اللبنانية الذي فسر حضور الأسد القمة بأنه يمهد لإجراء مصالحة بين القيادتين السورية والسعودية تطوي صفحة الجمود الذي اعترى العلاقات بين البلدين منذ شنت إسرائيل حربها على لبنان في الصيف الماضي. ورأت «أن إطلاق مثل هذا التفسير يقلل من شأن القمة التي عليها أن تواجه التحديات الجسام وتتصدى للمخططات التي تحاك ضد أمن وسلامة المنطقة، متسلحة بروح التضامن والتعاون بين العرب جميعاً ونبذ الخلافات على أنواعها.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب في القاهرة تحضيراً لمؤتمر القمة سيشكل محطة مهمة على صعيد مناقشة جدول الأعمال المقرر بحثه في القمة والتفاهم حوله، الأمر الذي يمهد للتقريب في وجهات النظر ورأب الفجوات التي قد تعترض إقرار هذا البند أو ذاك، ويمكّن بالتالي من إيجاد قواسم مشتركة تجعل طريق القمة سالكة للخروج بمقررات على مستوى المرحلة الراهنة».
ولدى سؤال عن رأيها في ما قاله رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في واشنطن في المحاضرة التي ألقاها أول من أمس في مؤسسة «أميركان أنتربرايز للأبحاث» من أنه «جاء إلى العاصمة الأميركية سعياً للحصول على دعم أقوى سياسياً وعسكرياً واقتصادياً للحكومة اللبنانية للتصدي للحكومات التوتاليتارية في سوريا وإيران وضد الاحتلال السوري غير المباشر عبر «حزب الله» وحلفائه»، رأت الأوساط السورية الرسمية أن كلام جنبلاط «لا يدل على الخلل السياسي الذي أصابه فحسب بل على فقدان الاتزان لديه أيضاً». واستغربت «أن يعمد الى طلب مثل هذه المساعدات من الدولة الحليفة لإسرائيل، التي سبق لها أن رفضت منحه تأشيرة دخول الى أراضيها ووضعت «فيتو» على توزير مسؤول في حزبه وعضو في كتلته النيابية. كما لاحظت لجوءه الى الكشف علناً عن فحوى طلبه، فيما المعروف أن مثل هذه الطلبات تتم بالسر، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المرحلة الحرجة التي وصل اليها جنبلاط».
وكان وزير الإعلام السوري الدكتور محسن بلال قد رفض التعليق على الخطاب الذي ألقاه جنبلاط في الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري وما تضمنه من هجوم عنيف ضد القيادة السورية لكنه قال لـ«الأخبار» إن «هناك كثيرين يتحدثون عن مرض أصاب جنبلاط ويبدو أن هذا المرض قد استفحل به، فلجأ الى استخدام سلاح الفتنة لكنه لن يفلح في ذلك».
من جهة أخرى، نفت الأوساط السورية الرسمية ما تردد عن أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي إطار المباحثات الجارية بين رئيسي مجلسي الأمن القومي في إيران والسعودية محمد علي لاريجاني والأمير بندر بن سلطان، تنتظر الرد السوري على مشروع المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الحريري، موضحة أن «رأي دمشق في هذا الموضوع بات واضحاً تماماً، وقد نقله رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص عن الرئيس الأسد خلال استقباله له الأسبوع الماضي، ومفاده أن سوريا لا تعارض المحكمة الدولية وهي تؤيد وتدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون بهذا الشأن». وذكرت هذه الأوساط «أن هناك قوى لبنانية لديها ملاحظات على بنود معينة في مشروع المحكمة وتطالب بدرسها ومناقشتها،