استقبل زكي وصلوخ ووفد «11 آذار»... وذكّر الحكومة ببطلان مراسيمها
أشار رئيس الجمهورية العماد إميل لحود إلى أن الغالبية العظمى من اللبنانيين ترى «أن ثمة سياسيين يضعون مصالحهم الذاتية في أولوية اهتماماتهم، متجاهلين المصلحة الوطنية العليا التي يجب أن تكون الأساس في أي خطوة أو موقف يصدر عن القيادات السياسية اللبنانية»
وأكد رئيس الجمهورية أن بعض الأصوات «ترفع منسوب التوتر السياسي داخل البلاد، في حين أن المطلوب هو تحصين الساحة الداخلية لمنع الانقسامات، لأن في التشرذم ضعفاً وفي الاتحاد قوة»، وداعياً الى «عدم الاستقواء بالخارج أو التجاوب مع مخططاته التي لا تخدم مصلحة لبنان»، إذ «لا خيار أمام اللبنانيين سوى الحوار والتوافق»، وطمأن لحود أن لبنان «سيبقى واحداً موحداً، ليتمكن من الاستمرار في القيام بدوره الريادي في محيطه والعالم»، مؤكداً أن قيام حكومة الوحدة الوطنية «كفيل بالمحافظة على هذا الدور».
وكان لحود قد أعلن هذه المواقف، إثر سلسلة لقاءات عقدها، أمس، في إطار التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر القمة العربية الـ19 في الرياض.
وفي هذا الإطار، استقبل لحود ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان الوزير عباس زكي الذي نقل إليه رسالة شفهية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حول نتائج اجتماع مكة والاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين الفصائل الفلسطينية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والآلية التي ستعتمد لوضع هذا الاتفاق موضع التنفيذ.
بدوره، حمّل لحود الوزير زكي رسالة جوابية إلى الرئيس عباس، أعرب فيها عن ارتياحه للتوصل الى اتفاق مكة، متمنياً ألا تؤدي التدخلات الخارجية الى عرقلة تنفيذه. كما رأى أن وحدة الشعب الفلسطيني «أساسية، في مواجهة مخططات إسرائيل العدوانية، ولا سيما اعتداءاتها المتواصلة على الأماكن المقدّسة والتي كان آخرها على حرم المسجد الأقصى».
وفي شأن القمة العربية المنتظرة، أعرب عن أمله في أن «تخرج بقرارات تؤكد وحدة الشعب العربي وتضامنه، وخصوصاً في هذه المرحلة التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط».
من جهته، أشار زكي إلى أنه أطلع لحود على صورة التطورات والاستعدادات الفلسطينية، في ظل ما تواجهه المنطقة من تحديات «تحتاج الى خطط وبرامج كبرى»، لافتاً الى أن لحود «وعد بأن يكون الى جانب قضيتنا، سواء في تسوية أوضاعنا الداخلية أو في القمة المقبلة في الرياض».
ورداً على سؤال حول الحديث عن تجارة أسلحة في المخيمات الفلسطينية ونقل مسلحين متطرّفين من مخيمات في الشمال الى بيروت، أوضح زكي صعوبة السيطرة على هذا الملف «بحكم وجود مجموعات كثيرة في لبنان خارج نطاق السيطرة»، آملاً في أن «لا تكون هذه الأخبار كما يروّج لها، ونحن على تنسيق دائم مع قيادة الجيش اللبناني الذي يمثل رمز وحدة البلد وضمان تجنيبه أي أخطار».
ولفت زكي الى أن زيارة عباس الى بيروت «ما زالت قائمة، بعد أن أرجئت»، وهي رهن «الاتفاق بين الرئيسين، في إطار المساعي الجارية للقمة العربية».
من جهة ثانية، بحث لحود مع وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ التطورات السياسية والدبلوماسية على الساحتين المحلية والإقليمية.
ثم استقبل وفد لجنة المتابعة لـ«تجمّع 11 آذار»، برئاسة مرعي أبو مرعي، وعضوية كل من: هاني صفي الدين، فاروق الزعتري، وليد عربيد، محمد شهاب، ميشال برنوتي، عبد الغني غريب، علي زعيتر، حمد طفيلي وربيع سابا.
وفي هذا الإطار، أطلع الوفد رئيس الجمهورية على أهداف التجمّع، حيث أشار أبو مرعي الى أنه «تجمّع غير سياسي، ينطلق من توجّهات وطنية، ويشكّل نقطة وسطية تعكس موقف أكثرية اللبنانيين المتضرّرين من الوضع القائم في البلاد»، لافتاً الى أنه «يحضّر للقاء شعبي واسع في 11 آذار الجاري، يكون تعبيراً عن مشاعر اللبنانيين ورغبتهم الجامحة في عودة الاستقرار والهدوء الى البلاد وإزالة الأوضاع المقلقة فيها».
من جهته، نوّه لحود بأهداف التجمّع، مشدّداً على أهمية «وحدة اللبنانيين وتضامنهم، ولا سيما في الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد حالياً».
على صعيــــــــــد آخر، وجّهت المديرية العامة لرئاســـــــــة الجمهـــــــــورية كتاباً الى الأمانة العـــــــــامة لمجلس الوزراء، رأت فيه أن إصدار ونشر مراسيم غير موقّعة من رئيس الجمهورية في الجريدة الرسمية، في عددها الرقـــــــــم 10 الصادر في 27/2/2007، «لا يؤسّـــــــــس لأي نتـــــــــائج قانونية»، كذلك القرارات التي اتخذت في اجتماع 20/2/2007 التي تعدّ «باطلة بطلاناً مطلقاً وكأنها لم تكن، لصدورها عن هيئة فقدت مقوّمات السلطة الدستورية اعتباراً من تاريخ 11/11/2006 لمخالفتها الدستور، ولا سيما الفقرة «ي» من مقدمة الدستور والمادة 95 منه».
وأكد الكتاب مضمون الكتب السابقة المتضمنة موقف رئيس الجمهورية، لجهة افتقار الحكومة الى الشرعية الدستورية والميثاقية، وانسحاب ذلك على الدعوات الى عقد اجتماع لمجلس الوزراء والاجتماعات المنعقدة والمداولات والقرارات والإجراءات المتّخذة بنتيجتها.
(وطنية)